حزب يساري تونسي يدعو إلى مؤتمر وطني لمناهضة العنف

المرزوقي: لن أستقيل وسأقوم بواجبي إلى أن تحل الانتخابات

TT

دعا شكري بلعيد، الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (حزب يساري تأسس بعد الثورة)، إلى عقد مؤتمر وطني لمناهضة العنف في تونس، وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس بتونس العاصمة، إن العنف قد استشرى بعد الثورة في ظل التجاذبات السياسية المتواصلة وحالات الاستقطاب السياسي الثنائي بين التيار الإسلامي واليسار العلماني. وحذر قيادات حركة النهضة ووزير الداخلية علي العريض مما سماه «محاولات تفكيك الدولة وزرع قوى وميليشيات ترهب التونسيين وتستدرج البلاد إلى حالة من العنف الشامل عبر رابطات حماية الثورة».

وحمل بلعيد، القيادي في «تحالف الجبهة الشعبية» التي يتزعمها حمة الهمامي، حركة النهضة التي تقود البلاد منذ أكثر من سنة، مسؤولية تدني مؤشر الاستقرار الأمني، وقال: «كلما تقلصت شعبية حركة النهضة وازداد الحراك الجماهيري المناهض لسياستها إلا واستشرى العنف». وأضاف قائلا: «إن منبع العنف ومصدره بات جليا»، على حد تعبيره.

وتتهم الحكومة، التي تقودها حركة النهضة الفائزة بأغلبية أصوات الناخبين التونسيين (نحو 44 في المائة)، من قبل أحزاب المعارضة بقلة الحزم في تعاملها مع التيارات السلفية المتشددة، وبعدم تشهيرها بتدخلات رابطات حماية الثورة بعد منع مجموعة من الأحزاب السياسية من عقد اجتماعات شعبية في عدة مدن تونسية.

وأشار بلعيد إلى الاعتداء الذي تعرض له نهاية الأسبوع الماضي حزب «الوطنيين الديمقراطيين» في مدينة الكاف (نحو 160 كلم شمال غربي تونس)، وقال إن منع الحزب من عقد اجتماعه والاعتداء على الأملاك العمومية يمثل «جريمة في حق المسار الديمقراطي في تونس». الليلة قبل الماضية، انتقد بلعيد قرار المرزوقي التمديد لحالة الطوارئ في البلاد من أول فبراير (شباط) الحالي إلى غاية الثاني من مارس (آذار) المقبل. وقال إن في ذلك إنهاكا لقوات الجيش والمؤسسة العسكرية، التي من المفترض أن «تعيد انتشارها من أجل حماية الحدود من المخاطر الإرهابية القادمة من شمال مالي». وزاد قائلا إنها غير مطالبة بالانشغال بحماية المنشآت العمومية.

وكان المرزوقي قد نفى في خطابه ما شاع من أنباء حول قراره الاستقالة، بعد أن هدد حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» بدوره بسحب وزرائه من الحكومة، محددا مهلة حتى نهاية الأسبوع الحالي. وقال المرزوقي بوضوح هذه المرة: «لن أستقيل، وسأقوم بواجبي إلى أن تحل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة». وأضاف: «إن البلاد تمر بأزمة، ولا يوجد طرف سياسي يرغب في حكم تونس بمفرده». وثمن المرزوقي مجهودات حمادي الجبالي رئيس الحكومة، وقال: «إنه يعمل ليل نهار على تجاوز الأزمة» السياسية التي تمر بها البلاد. وحول ما تضمنه خطاب المرزوقي بشأن الوضع السياسي المتأزم بعد الفشل في إجراء التعديل الوزاري المنتظر منذ أكثر من سبعة أشهر، قال بلعيد إن خطاب المرزوقي كان «مخيبا للآمال وغير مطمئن». وأرجع الأمر إلى عدم حسم المرزوقي ملفات الفوضى والعنف والميليشيات، وقال إن «الأزمات والصعوبات الاجتماعية والاقتصادية المتنوعة باتت أعمق وأخطر اليوم من حديث المرزوقي عن رزنامة سياسية بعينها أو عن مرحلة انتقال ديمقراطي لا تزال متعثرة، أو كذلك إرسال تحية دورية إلى الجيش التونسي المنتشر في أرجاء تونس».

وأضاف بلعيد أن التونسيين في حاجة إلى رجة معنوية إيجابية تكبح جماح ارتفاع الأسعار، وتنهض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للسواد الأعظم من التونسيين، وتبعث برسائل طمأنة إلى أكبر قدر ممكن من المستثمرين.

من ناحية أخرى، أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «سيكما كونساي» (إحدى مؤسسات سبر الآراء في تونس) ونشرت نتائجه أمس، أن 70.7 في المائة من التونسيين غير راضين عن أداء الحكومة التونسية التي تقودها حركة النهضة. وحول تحسن الوضع في تونس خلال السنة الجديدة مقارنة مع السنة الماضية، أشارت النتائج إلى أن 54.7 في المائة توقعوا أن يكون الوضع أفضل، في حين رأت نسبة 24% أن الوضع سيكون أسوأ من سنة 2012.