بيريس يطالب الحكومة المقبلة بإدراك أهمية إنجاح السلام مع أبو مازن

نتنياهو يريد ليبرمان للخارجية بعد انتهاء محاكمته بتهمة الفساد.. ويعلون للدفاع

TT

مع افتتاح أعمال الكنيست الإسرائيلي الجديد، أمس، بخطاب لرئيس الدولة، شيمعون بيريس، يدعو فيه الحكومة المقبلة إلى إدراك أهمية إنجاح مفاوضات السلام مع الرئيس الفلسطيني أبو مازن (محمود عباس)، أكدت مصادر مقربة من رئيس الوزراء المكلف، بنيامين نتنياهو، أنه يريد إسناد وزارتي الدفاع والخارجية إلى شخصيتين متطرفتين، هما موشيه يعلون وأفيغدور ليبرمان.

وقالت هذه المصادر إن نتنياهو لا يجد في محيطه أفضل من يعلون، رفيقه في حزب الليكود ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي خلال عملية الاجتياح للضفة الغربية في سنة 2002، وزيرا للدفاع. فيما ذكرت مصادر في حزب «إسرائيل بيتنا»، حليف الليكود الأول الذي خاض الانتخابات في لائحة انتخابية موحدة معه، أن نتنياهو كان قد تعهد لرئيس الحزب، ليبرمان، بإسناد حقيبة الخارجية إليه.

وخرج ليبرمان بتصريحات هجومية على يائير لبيد، رئيس حزب «يوجد مستقبل»، الذي يعتبر أكبر الفائزين في هذه الانتخابات إذ استطاع الفوز بـ19 مقعدا، لأنه ينوي المطالبة بحقيبة الخارجية. وقال، في تصريحات عممت على جميع وسائل الإعلام، أمس، إن لبيد خاض الانتخابات على أساس شعار «أين المال؟»، قاصدا أن أموال الدولة تصرف هدرا وأن هناك ضرورة لتغيير سلم الأولويات دفاعا عن الطبقات الوسطى والفقيرة. وتساءل ليبرمان: «هل من وزارة الخارجية يريد لبيد تحقيق شعاراته الاقتصادية؟ لماذا يهرب من تحمل مسؤولية إدارة الاقتصاد؟ فهذه فرصته ليحقق ما أراده منه الناخبون لحزبه».

وقال ليبرمان أيضا إنه لم يسجل وزارة الخارجية على اسمه، ولكن المنطق يقول إن لبيد ليس الرجل المناسب لهذه الغاية. ومطالبته بهذا المنصب في الحكومة المقبلة، هو بمثابة تهرب من المسؤولية. وأضاف: «لبيد لم يسخن الكرسي في الكنيست بعد، لكنه يتطلع إلى كرسي رئاسة الحكومة. ولهذا يرفض وزارة المالية ويهرب إلى الخارجية».

يذكر أن ليبرمان لا يستطيع أن ينتخب وزيرا في الحكومة المقبلة، لأن هناك لائحة اتهام ضده في المحكمة، تتعلق بتهمة فساد كبيرة. وقد تعهد له نتنياهو بأن يحفظ له هذا المنصب إلى حين تنتهي المحاكمة. فإذا خرج منها بريئا، يعود ليتسلم المنصب.

وكان الكنيست المنتخب في إسرائيل قد عقد أول جلسة له، أمس، أدى فيها النواب يمين الولاء للدولة والتعهد بالإخلاص لها ولقوانينها. وسيعمل الكنيست حاليا برئاسة النائب الأكبر سنا، بنيامين بن اليعيزر (77 عاما) من حزب العمل، إلى حين يقوم ائتلاف حكومي جديد، ويوزع المسؤوليات فيه، مثل رئيس الكنيست ونوابه وتركيب اللجان.

وافتتح بيريس الجلسة بخطاب مطول، استهله بامتداح الديمقراطية الإسرائيلية ووضع النواب عند مسؤولياتهم الكبيرة. وقال إن هذه الانتخابات سجلت تاريخا جديدا في إسرائيل، إذ إنها أفرزت انقلابا ديمقراطيا هادئا في تحقيق رغبة الناخبين بإدخال 48 نائبا جديدا من مجموع 120. وقال لهم: «كونوا ممثلين للناس وخادمين لهم وليس حاكمين عليهم».

وقال بيريس إن هناك تحديات كبيرة أمام الحكومة المقبلة، أهمها الأوضاع الداخلية الاقتصادية والاجتماعية، وتحدث عنها بإسهاب، داعيا إلى نبذ العنصرية المتفشية في المجتمع، وبشكل خاص ضد العرب. ثم تحدث عن التحديات الخارجية، وهي: الخطر الإيراني من جهة وضرورة تحريك مسيرة السلام من جهة ثانية والأوضاع الملتهبة في العالم العربي من جهة ثالثة.

وعن التحدي الإيراني، ذكّر بيريس بأن القيادات الخمينية في طهران لا تخفي رغبتها في تدمير إسرائيل، وهي تتدخل في الأوضاع الداخلية للعالم العربي باتجاه المساس بسيادة دول عربية واستقلالها. ولكنه دعا إلى ترك مسألة معالجة إيران لدول الغرب بقيادة الولايات المتحدة، على عكس الموقف الرسمي لرئيس الوزراء المكلف، بنيامين نتنياهو.

وفي قضية السلام، قال إن إسرائيل أقامت جيشا كبيرا ونوعيا قادرا على مواجهة كل التحديات التي تواجهها، وهذه هي الفرصة لأن تصنع السلام مع الفلسطينيين والعرب، باعتباره الضمان الاستراتيجي لأمن إسرائيل. وعاد ليؤكد أنه (على عكس نتنياهو) يرى في القيادة الحالية للشعب الفلسطيني بزعامة الرئيس أبو مازن، أفضل شريك لإسرائيل في صنع السلام. وامتدح بيريس الهبات في العالم العربي لتغيير أنظمة الحكم الديكتاتورية. ورأى فيها تطورات إيجابية. وتمنى لها النجاح.