الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن تنتقل إلى دلتا مصر

السفيرة الأميركية في القاهرة: نعمل على تقريب وجهات نظر الحكومة والمعارضة

TT

انتقلت الاشتباكات بين متظاهرين معارضين للرئيس المصري محمد مرسي، وقوات الأمن إلى مدينة طنطا بمحافظة الغربية (وسط دلتا مصر)، حيث حاول متظاهرون غاضبون اقتحام مديرية أمن الغربية وقسم شرطة (ثان طنطا) ليلة أول من أمس، إلا أن قوات الأمن منعتهم واستخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وفي وقت يتزايد فيه الاحتقان في الوسط السياسي المصري، قالت السفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون إن سفارة بلادها تعمل على تقريب وجهات نظر الحكومة والمعارضة.

وبدأت الاشتباكات بين الجانبين في طنطا عقب تشييع المئات جنازة الناشط السياسي محمد عبد العزيز الجندي، الذي لقي مصرعه فجر أول من أمس، حيث تظاهر معارضون للرئيس مرسي أمام مديرية الأمن وقسم شرطة «ثان طنطا»، مطالبين بالقصاص للجندي.

وقدم والد الشاب القتيل بلاغا للنيابة العامة يتهم فيه رجال الشرطة باختطاف نجله من ميدان التحرير وتعذيبه في معسكر الجبل الأحمر لقوات الأمن المركزي، وهو البلاغ الذي تحقق فيه النيابة حاليا، فيما قالت تقارير طبية من مستشفى الهلال التي كان يعالج بها «الجندي» إن إصاباته نجمت عن حادث سير.

ورشق المحتجون مبنى مديرية الأمن بالحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة، وردت قوات الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع، ووقعت اشتباكات مشابهة أمام قسم شرطة طنطا، لكن الأهالي تدخلوا وكونوا سلاسل بشرية لحماية القسم. وأسفرت الاشتباكات عن إصابة 29 شخصا بينهم تسعة من قوات الأمن، بحسب وزارة الصحة المصرية.

وأحرق المتظاهرون سيارة مدرعة تابعة لقوات الأمن المركزي أمام مديرية أمن الغربية، فيما شهدت المدينة ذات الطابع الهادئ حالة من الكر والفر بين الجانبين تحولت إلى «حرب شوارع» حتى وقت مبكر من صباح أمس.

وتشهد محافظة القاهرة وبعض المحافظات الأخرى مظاهرات معارضة لنظام الرئيس محمد مرسي منذ يوم 25 يناير (كانون الثاني) الماضي، بالتزامن مع الذكرى الثانية للثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك عام 2011، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين.

وبالتزامن مع اشتباكات أمس، عززت قوات الشرطة من وجودها حول سجن طنطا العمومي، منعا لأي محاولات للاقتراب منه من جانب «عناصر خارجة تندس بين المتظاهرين»، بحسب مصادر أمنية.

من جانبه، دعا أيمن نور رئيس حزب «غد الثورة»، إلى إعادة هيكلة وزارة الداخلية وإقالة الوزير الحالي اللواء محمد إبراهيم، ومحاسبته لمسؤوليته عما حدث مع المواطن الذي تم سحله أمام قصر «الاتحادية» يوم الجمعة الماضي، وقال إن «إقالة الوزير ليست وحدها الحل.. لا تراجع عن إعادة هيكلة الوزارة».

ودعا نور في تصريح له أمس القوى الليبرالية لإعلاء قيمة الحوار، محذرا من أن البديل الوحيد للحوار هو العنف، وقال: «أرفض بشكل تام أي استخدام للعنف على الساحة السياسية»، معتبرا التحاور مع الرئيس مرسي لا يعني الاتفاق معه ومع سياساته، وأوضح أن «الأساس في الدعوة للحوار هو الاختلاف وليس الاتفاق، ونحن نختلف مع أداء النظام الحالي وليس الدكتور مرسي، لأن أداء مرسي ليس على المستوى الذي كنا ننتظره منه».

إلى ذلك، كشفت السفيرة باترسون عن أن السفارة مستمرة «في تقريب وجهات النظر بين الحكومة المصرية والمعارضة للوصول إلى نقاط أخذ ورد في بعض القضايا المهمة التي تتعلق بالدستور والأقليات وحقوق المرأة والصحافة الحرة»، دون أن توضح كيف يتم هذا التقريب.

وحضرت السفيرة باترسون أمس احتفالا بمضاعفة رأسمال مصنع أميركي - مصري في برج العرب (غرب الإسكندرية)، وقدمت تعازيها لكل من فقدوا أرواحهم بمصر «في الفترة الأخيرة في طريق التحول نحو الديمقراطية»، وقالت إن «الديمقراطية تتطلب التضحية سواء بالوقوف في طوابير صناديق الاقتراع خلال الانتخابات، أو تقديم أرواحهم في سبيل الديمقراطية».