مرسي يدعو دمشق لقراءة التاريخ والتعلم من دروسه

أحمدي نجاد عرض تقديم قرض مالي لمصر لكن الرد كان فاترا .. وقال: قوى خارجية تحاول منع التقارب بيننا

الأمير سلمان بن عبد العزيز في صورة تذكارية مع القادة والزعماء المشاركين في القمة الإسلامية (واس)
TT

دعا الرئيس المصري محمد مرسي، النظام السوري لقراءة التاريخ والتعلم من دروسه، وطالب في كلمته التي ألقاها أمس بمؤتمر القمة لمنظمة التعاون الإسلامي في القاهرة، المعارضة السورية إلى التوصل لرؤية موحدة لإنهاء أزمة البلاد. يأتي ذلك في وقت عرض فيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، المشارك في أعمال القمة، تقديم قرض مالي لمصر التي تعاني من مصاعب اقتصادية، لكنه قال في لقاء مع صحافيين مصريين إن «الرد كان فاترا»، مشيرا إلى أن «قوى خارجية تحاول منع التقارب بيننا».

وبدأت أمس أعمال الدورة الثانية عشرة لمؤتمر القمة لمنظمة التعاون الإسلامي في القاهرة ومن المتوقع أن تتصدر الأزمة السورية مناقشات الزعماء. وتعقد القمة التي يحضرها 27 من قادة الدول الأعضاء وعددهم 57 عضوا تحت عنوان «العالم الإسلامي تحديات جديدة وفرص متنامية». وسلمت السنغال رئيس القمة السابقة رئاسة القمة الحالية للرئيس المصري محمد مرسي. وقال الرئيس المصري محمد مرسي في كلمته التي ألقاها بالقمة: «على النظام الحاكم في سوريا أن يقرأ التاريخ ويعي درسه الخالد.. الشعوب هي الباقية وأن من يعلون مصالحهم الشخصية فوق مصالح شعوبهم ذاهبون لا محالة»، مشيرا إلى أن «مصر تقدم كل الدعم اللازم للائتلاف الوطني السوري المعارض ليقوم بمهامه على الوجه الأكمل».

وأضاف أن جهود مصر بشأن سوريا مستمرة وتقوم على ثوابت واضحة هي الحفاظ على سلامة تراب سوريا وتجنيبها خطر التدخل العسكري الأجنبي «الذي نرفضه، والحرص على أن تضم أي عملية سياسية كافة أطياف الشعب السوري». ودعا مرسي أيضا أطياف المعارضة السورية التي لم تنضم للائتلاف الوطني السوري «للتنسيق معه ومؤازرة جهوده لطرح رؤية موحدة وشاملة». وحث مرسي السوريين على المسارعة في اتخاذ الخطوات اللازمة ليكونوا مستعدين لتحمل المسؤولية السياسية.

وقال مرسي: «الأمة الإسلامية العظيمة تعقد علينا الآمال الكبار للتغلب على التحديات التي تواجهها وتدعونا لتعظيم الاستفادة من الموارد والإمكانات التي تذخر بها بلادنا»، مضيفا أن إسهام الدول الإسلامية في إجمالي الناتج العالمي متواضع وأن إسهامها في المستحدثات العلمية أكثر تواضعا. ووعد بتدعيم التعاون المشترك بين الدول الإسلامية خلال رئاسة بلاده للقمة التي تستمر ثلاث سنوات.

ومن جانبه، قال رئيس السنغال ماكي سال رئيس القمة السابقة قبل أن يسلم رئاسة القمة الحالية للرئيس مرسي إن الدول الإسلامية يمكن أن تتعاون بشكل أكبر. وأضاف: «كل بلد من بلداننا يمكن أن يكون به فرص من بلد آخر».

وأعرب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي عن أمله في أن تخرج قمة القاهرة الإسلامية بقرار يوقف نزيف الدماء في سوريا. وقال: «نحن نأمل ذلك والجميع يحاول ذلك». وشدد على أن أول خطوة في طريق حل الأزمة السورية هو وقف العنف وحقن الدماء، والجميع مهتم بذلك سواء في المعارضة السورية أو الدول المهتمة بالشأن السوري.

وأشار صالحي إلى عقد قمة خاصة بسوريا على هامش القمة الإسلامية. وقال: «نأمل أن نصل إلى خريطة طريق لحل الأزمة في سوريا». وقال صالحي للصحافيين على هامش القمة إن الجميع يحاول، «وأول خطوة في خطوات حل الأزمة السورية وقف العنف وحقن الدماء هذا أول شيء»، موضحا أنه يقصد بالجميع «نحن والمعارضة والأخ معاذ الخطيب (رئيس الائتلاف السوري المعارض) والدول المعنية بالأمر». وعلى صعيد متصل، دعا الرئيس الإيراني الذي يقوم بأول زيارة لزعيم إيراني للقاهرة منذ أكثر من 30 سنة إلى تحالف استراتيجي مع مصر. وقال إنه عرض تقديم قرض لمصر التي تعاني من أزمة مالية، لكن الرد كان فاترا. وأضاف نجاد قائلا إن قوى خارجية تحاول منع التقارب بين أكبر دولتين في منطقة الشرق الأوسط تعدادا للسكان.

ونقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية عن نجاد قوله في تصريحات للصحافيين المصريين: «يجب أن نفهم جميعا أنه ليس أمامنا إلا القيام بهذا التحالف لأنه يصب في مصلحة الشعبين المصري والإيراني وغيرهما من شعوب المنطقة»، مشيرا إلى أن هناك من يسعى إلى عدم التقاء هذين البلدين الكبيرين رغم أن مشاكل المنطقة تتطلب هذا الالتقاء وخصوصا القضية الفلسطينية.

والعلاقات بين مصر وإيران مقطوعة منذ نحو ثلاثين عاما بسبب خلافات في التوجهات الاستراتيجية للبلدين في المنطقة. وقال نجاد: «لم يحدث تغيير خلال السنتين الماضيتين ولكن الحوارات بيننا تطورت وتنامت». وثارت تكهنات عن إمكانية استئناف العلاقات مجددا بعد زيارة نجاد، خاصة في ظل وجود حكم إسلامي بعد ثورة يناير 2011 بمصر.