دمشق تنفي وصول الاشتباكات إلى ساحة العباسيين وانفجار سيارة مفخخة يهز تدمر

مصدر في الجيش الحر: عملية تحرير دمشق لم تبدأ بعد

TT

نفى مصدر قيادي في الجيش السوري الحر أن يكون مقاتلو المعارضة قد أطلقوا معركة تحرير دمشق أمس، رغم اشتباكات شهدتها أحياء عدة في العاصمة وريفها، ووصولها إلى مقربة من ساحة العباسيين وسط دمشق. وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن العملية التي أطلقها الجيش الحر أمس «تهدف إلى اختبار قوة النظام وتحسس مدى انتشاره وقدرته على صد هجوم الثوار في العاصمة»، مشيرا إلى أن تلك العملية «تأتي ضمن الإجراءات التحضيرية لاقتحام العاصمة والسيطرة عليها».

وفي موازاة إشارة المصدر عينه إلى أن «الناشطين على الصفحات الإلكترونية فهموا القضية على نحو خاطئ، واعتقدوا أن الثوار أطلقوا عملية الملحمة الكبرى، لكن الواقع أن الاشتباكات كانت في محيط العاصمة، وخصوصا في حي جوبر المتاخم للعباسيين»، نفت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر إعلامي «كل ما تبثه قنوات الإعلام الدموي حول الأوضاع في دمشق». ووصفته بأنه «عارٍ من الصحة جملة وتفصيلا»، ويأتي في سياق «محاولات بائسة لرفع معنويات إرهابييها الذين يفرون أمام بواسل قواتنا المسلحة». وشدد المصدر، وفق «سانا»، على أن «الأخبار الكاذبة التي تبثها القنوات الناطقة باسم المجموعات الإرهابية و(جبهة النصرة) دليل إفلاس وفشل إرهابييها تحت الضربات الموجعة لقواتنا المسلحة التي تسحق فلولهم».

وقد تضاربت الأنباء عن اشتباكات عنيفة في ساحة العباسيين في العاصمة دمشق بين عناصر الجيش الحر والقوات النظامية. وأفاد ناشطون بوصول الاشتباكات إلى الساحة ومرأب الحافلات الكبيرة، بينما أشارت قناة «روسيا اليوم» إلى أن الاشتباكات اندلعت في أطراف منطقة العباسيين الملاصقة تماما لحي جوبر «المشتعل» منذ أسابيع، بينما تشهد ساحة العباسيين حركة طبيعية رغم سماع أصوات اشتباكات قوية من المناطق الملاصقة.

وفي سياق متصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات بالقرب من مؤسسة الكهرباء في المدخل الشمالي الشرقي لدمشق، وتحديدا في حي القابون، لافتا إلى سقوط قذيفة بالقرب من قسم الشرطة ترافق مع انتشار لقوات الأمن واللجان الشعبية المسلحة الموالية لها في الحي. كما سقطت قذائف عدة بحسب المرصد على حي برزة، في حين تعرضت بلدات القطيفة والكسوة ومديرا ومعضمية الشام لقصف نظامي.

أما في الجبهة الجنوبية فتجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي على محاور شارعي نسرين والثلاثين القريبين من حي التضامن، وذلك وفقا للهيئة العامة للثورة السورية، بينما أفادت مصادر معارضة أخرى بقصف الجيش الحر لثكنة سفيان الثوري العسكرية القريبة من دوار البطيخة بمخيم اليرموك، وعلى إثر هذا الهجوم قامت قوات النظام بالرد بالقصف على أحد المشافي في المنطقة، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بحسب لجان التنسيق المحلية. وغير بعيد عن المخيمات الفلسطينية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانات متلاحقة إن اشتباكات عنيفة «تدور بين مقاتلين من الجيش الحر والقوات النظامية في أحياء القدم والعسالي».

وفي الجبهة الغربية لا تزال قوات النظام تراوح مكانها في منطقة الخليج على تخوم مدينة داريا. وفي اتصال هاتفي أجرته «الشرق الأوسط» مع المكتب الإعلامي للمجلس المحلي بداريا، أفاد عمر أبو صلاح بأن تعزيزات وصلت أمس إلى المنطقة، وأن اشتباكات متقطعة تجري على الطريق الواصل بين مشفى داريا الوطني ومنطقة الجمعيات ومحيط «مقام السيدة سكينة». وأفادت المصادر ذاتها باستمرار القصف العنيف على مدينة معضمية الشام من جهة مقر الفرقة الرابعة.

وفي مدينة تدمر، وسط سوريا، استهدف تفجير انتحاري بسيارة مفخخة مقرا أمنيا، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى وإصابة آخرين. وذكر المرصد السوري أن «انفجارا شديدا هز المدينة وتبين أنه ناجم عن استهداف فرع الاستخبارات العسكرية وفرع أمن الدولة في المدينة». وأوضح أن «المعلومات الأولية تفيد بأن الانفجار ناجم عن تفجير سيارة مفخخة، تبعه انتشار أمني كثيف، وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الاستخبارات».

وذكرت وكالة «سانا» أن «إرهابيين انتحاريين فجرا سيارتين مفخختين بكميات كبيرة من المتفجرات قرب (المرأب) في حي الجمعية الغربي السكني، ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى بينهم امرأة وجرح العشرات إضافة إلى إلحاق أضرار مادية كبيرة في المكان».

أما في حلب فقد أفاد المكتب الإعلامي لتنسيقية «التآخي الكردية» أن الجيش السوري الحر ما زال يحاصر لليوم الثالث على التوالي ثكنة الملعب في حي الأشرفية، مشيرة إلى أن هناك حالة ترقب واستنفار كامل من جهة الجيش الحر بعد التنسيق بين القوات النظامية وحزب الاتحاد الديمقراطي.