اليمن: اختيار ذكرى «جمعة الكرامة» لبدء الحوار الوطني

مسؤول يمني: معلومات جديدة حول سفينة الأسلحة المقبلة من إيران

TT

أعلن اليمن أمس أن مؤتمر الحوار الوطني المزمع سيبدأ أعماله في 18 مارس (آذار) متزامنا مع ذكرى جمعة الكرامة التي حدثت بعدها انشقاقات كبيرة عن النظام اليمني عام 2011، بينما أعلن مصدر يمني مسؤول عن تفاصيل جديدة عن سفينة الأسلحة المقبلة من إيران.

وترأس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس اجتماعا استثنائيا للجنة الفنية للحوار الوطني، وتم خلال الاجتماع تحديد الثامن عشر من مارس (آذار) المقبل موعدا لتدشين الحوار الوطني الشامل. ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) فإن هادي أوضح أن زيارة رئيس وأعضاء مجلس الأمن إلى اليمن مؤخرا كان لها مردود إيجابي كبير ومثلت خطوة داعمة لم يسبق لها مثيل. ووفقا للوكالة، فإن على الأحزاب وجميع المعنيين بالمشاركة تقديم أسماء مندوبيهم إلى اللجنة الفنية للحوار الوطني والأمانة العامة التي ستقوم بالإعداد والتحضير بصورة دقيقة «لهذه المناسبة الوطنية العظيمة التي ستمثل محطة استراتيجية وتاريخية ترسم معالم المستقبل المأمول من أجل الدولة المدنية الحديثة والحكم الرشيد». وحث هادي جميع القوى الوطنية على «التفاعل الوطني الكامل من أجل إنجاح المؤتمر.. واعتبار المؤتمر تأسيسا جديدا لمنظومة حكم جديدة».

وذكر مصدر يمني مطلع في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن، أن اختيار يوم 18 مارس (آذار) لتحديد موعد بدء الحوار له دلالته الخاصة المرتبطة بما بات يعرف باسم «جمعة الكرامة» التي حدثت بها مذبحة راح ضحيتها ما يزيد على الخمسين متظاهرا يوم 18 مارس من عام 2011 وعلى إثرها انشق عدد من القيادات العسكرية والمدنية عن النظام وعلى رأسها اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع وقائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية.

وفي شأن تطورات سفينة الأسلحة المقبلة من إيران إلى اليمن قال مصدر يمني مسؤول في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن «هناك تطورات سيكشف عنها وزير الداخلية (عبد القادر قحطان) ورئيس جهاز الأمن القومي (على حسن الأحمدي) في مؤتمر صحافي تحضره وسائل الإعلام العربية والعالمية في مدينة عدن اليوم»، وأضاف المصدر «سيكشف المسؤولان اليمنيان لوسائل الإعلام ما يمكن كشفه من نتائج التحقيق مع ثمانية بحارة يمنيين كانوا على متن السفينة» مؤكدا ما سبق أن أكده مسؤولون يمنيون من أن مصدر السفينة إيران ووجهتها الحوثيون في شمال البلاد. وأضاف المصدر الذي طلب حجب اسمه أن «أسلحة بالغة الخطورة ضبطت على متن السفينة، منها صواريخ لإسقاط الطائرات عن طريق عمليات التتبع الحراري، بالإضافة إلى كمية كبيرة من المتفجرات الخطيرة».

إلى ذلك، نشرت وزارة الدفاع اليمنية أمس قائمة بالأسلحة الأسلحة المضبوطة على متن السفينة جيهان (1) الأسبوع الماضي في المياه الإقليمية اليمنية. واحتوت الشحنة بحسب موقع الوزارة على الإنترنت على كميات كبيرة ومتنوعة وخطرة من الأسلحة والمواد المتفجرة والأجهزة والمناظير الليلية المختلفة البعض منها صناعة إيرانية وهي كالتالي: منها صواريخ «كاتيوشا إم 122» بالإضافة إلى صواريخ أرض جو «ستريلا 1 و2» تعمل بالحرارة لتتبع الطائرات الحديثة بمختلف أنواعها على مسافة من 4 إلى5 كم وقاذفات (آر بي جي 7)، كما تضمنت الشحنة مناظير ليلية إيرانية الصنع بالإضافة إلى نواظم المدفعية لتحديد الأهداف البرية والبحرية على مسافة 40 كم، ومناظير تقريب المسافة تستخدم للتكبير 7 مرات، وكواتم الأسلحة الآلية وتستخدم للاغتيالات على مسافات قريبة 150 مترا، بالإضافة إلى مواد متفجرة مختلفة «RDX» قوة انفجار هذه المادة تعادل بعشرين مرة ضعف مادة الـ(TNT) وتستخدم لصناعة القنابل والمتفجرات والبالغ كميتها (2660) كيلوغرام صناعة غير معروفة وقد تم تعبئتها في 133 عبوة بلاستيكية تحتوي كل عبوة على 20 كم، وكذا أجهزة التحكم عن بعد باستخدام الريموت كنترول والتي تستخدم لتفجير العبوات وتحديد الأهداف المختلفة التي تم تعبأتها في كراتين عادية لقطع غيار السيارات لغرض التمويه. بالإضافة إلى عدد من الأجهزة والتقنيات التي تستخدم لأغراض عسكرية. وقد اطلع وزير الداخلية اللواء الدكتور عبد القادر محمد قحطان ورئيس جهاز الأمن القومي الدكتور علي حسن الأحمدي ومعهما محافظ عدن المهندس وحيد رشيد وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية قائد اللواء 31 مدرع اللواء الركن د. ناصر عبد ربه الطاهري واللواء ناصر منصور وكيل الأمن السياسي لمحافظات عدن لحج أبين وعدد من المسؤولين اليمنيين على هذه الشحنة.

وينعقد الحوار الوطني في اليمن وسط تطورات أمنية واقتصادية تهدد بالحيلولة دون المضي في عملية التحول السياسي التي أقرتها المبادرة الخليجية التي وقعتها الأطراف المختلفة نهاية عام 2011.