تحرك لصالح الصحافي الفرنسي نادر دندون المسجون في العراق

لجنة لدعمه تعرب عن صدمتها لمثوله مكبل اليدين أمام قاضي التحقيق

TT

بدأ زملاء وأقارب الصحافي الفرنسي نادر دندون المسجون في العراق حملة للمطالبة بالإفراج عنه مع تنظيم تجمعات وتوقيع مذكرات والقيام بمساع دبلوماسية. وتنظم لجنة دعم نادر دندون (40 عاما) الذي اعتقل في العراق في 23 يناير (كانون الثاني) تجمعا مساء أمس في باريس غداة مثوله للمرة الأولى أمام قاضي التحقيق في بغداد أول من أمس.

وقال القاضي «سنبقيه قيد الاحتجاز إلى أن ينتهي التحقيق»، في حين طلبت محامية دندون العراقية الإفراج عن موكلها. وكذلك طالب أكثر من خمسة آلاف شخص وقعوا على صفحة لجنة الدعم على الشبكات الاجتماعية، الإفراج عن الصحافي. ويتهم القضاء العراقي الصحافي الفرنسي بالتقاط صور من دون إذن للمقر العام لأجهزة الاستخبارات العراقية وحواجز للشرطة والجيش.

وقالت لجنة الدعم «كان نادر يقوم بعمله كصحافي» معربة عن صدمتها لمثوله مكبلا أمام القاضي، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وأضافت اللجنة «نادر ليس مجرما إنه في العراق لتحضير سلسلة تحقيقات ودخل البلاد بتأشيرة صحافية صادرة عن السفارة العراقية في باريس». وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن السفير الفرنسي التقى المسؤول عن مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي ليؤكد له أن فرنسا «لا تتفهم» ما حصل. وأضاف المصدر «إننا مصممون على الإفراج عنه في أسرع وقت».

وكان دندون حصل قبل زيارة العراق على تأشيرة دخول خاصة بالصحافيين وعلى رسالة مهمة عمل من قبل النشرة الشهرية الفرنسية «لوموند ديبلوماتيك»، وقدم إلى هذا البلد للقيام بتحقيقات بعد مرور عشر سنوات على اجتياح القوات الأميركية لهذا البلد.

وفي مارس (آذار) 2003 كان دندون، الذي نشأ في ضاحية سان ديني الشعبية شمال باريس، تطوع ليصبح درعا بشرية احتجاجا على الضربات الأميركية في العراق. وكان أول كتاب له «مذكرات حرب لناشط سلام».

وقال الآن غريش معاون مدير «لوموند ديبلوماتيك»: «هل سيساعده ذلك في العراق اليوم؟ مع الانقسامات الداخلية وعواقب الحرب في سوريا ليس هناك أي ضمانات. لهذا السبب علينا إبقاء الضغط».

وقبل خمس سنوات، روى دندون الفرنسي المولود في أسرة جزائرية كبيرة، مغامرة تسلقه قمة إيفرست من دون خبرة مسبقة في تسلق الجبال. ودندون الصحافي الملتزم أعد أيضا فيلما وثائقيا عن فلسطين عرض على الجمهور في معهد العالم العربي في باريس الخميس الماضي عندما أطلقت لجنة الدعم حملة التعبئة.

وقال غريش إنه «لا يهاب شيئا ولا يخاف التصدي للآراء المختلفة. هل هو ناشط؟ لا أحب هذه العبارة لأن الفيلم يدل على أن نادر يقبل النقاش».

وفي فرنسا كان دندون أيضا أحد منظمي يوم من دون مهاجرين في عام 2010. والمبدأ وراء هذا التحرك دعوة المهاجرين وأبنائهم وأقاربهم إلى التوقف عن العمل والاستهلاك لمدة 24 ساعة لإثبات فائدتهم ومساهمتهم في الاقتصاد الفرنسي. وأحد مؤلفاته بعنوان «رسالة مفتوحة إلى ابن مهاجرين» خاطب فيه في 2006 رئيس الجمهورية المقبل نيكولا ساركوزي المولود من أب مجري، حول مشاكل الشباب من أبناء المهاجرين المغاربة أو الأفارقة. وفي هذا الكتاب الذي يعتمد فيه أسلوبا ساخرا ومضحكا يروي الشاب كيف مر بمرحلة من التهور والجنوح عندما كان في العشرين من العمر قبل أن ينتقل للعيش في أستراليا لسنوات حيث حصل على الجنسية الأسترالية. وهذا الرجل المغامر والرياضي ينوي أيضا القيام برحلة حول العالم على دراجة هوائية لمكافحة الإيدز.