تحذير من خطورة تواصل المظاهرات على إجراء انتخابات مجالس المحافظات في أبريل

«أمير» الدليم يعتذر لشيوخ عشائر الجنوب عن «حادثة المنصة» في ساحة الاعتصامات بالأنبار

TT

حذرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية، أمس، من خطورة تواصل المظاهرات والاعتصامات في محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين على إجراء انتخابات مجالس هذه المحافظات المقررة في العشرين من أبريل (نيسان) المقبل.

وقال مقداد حسن الشريفي، رئيس الدائرة الانتخابية في المفوضية، خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر المفوضية: «لدينا مشكلات في بعض المحافظات التي تحدث فيها أزمة سياسية الآن». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله، إن «المفوضية قلقة من استمرار الوضع على ما عليه لأنه سيؤدي إلى حدوث مشكلات في (سير) الانتخابات». وقال الشريفي، إن «تقارير أمنية وردتنا من مكاتبنا في محافظات نينوى وصلاح الدين تتحدث عن رسائل تهديد وزعت على بعض المواطنين (تطالبهم) بعدم الاشتراك في عملية تعيينهم كموظفي اقتراع» في المراكز الانتخابية. وأكد أن «هذا مؤشر خطير»، معتبرا أن «الاستمرار في التأزم سيؤدي إلى حدوث مشكلة كبيرة في عملية الانتخابات (..) ولا توجد مشكلات سوى المشكلة الأمنية».

من جانبه، قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر خلال المؤتمر الصحافي نفسه، إن «إجراء الانتخابات في محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار، مثار قلق بالنسبة لنا». وأضاف: «آمل أن لا تؤثر المظاهرات الحالية على إجراء الانتخابات». وأشار إلى أن الأمم المتحدة «دعت وما زالت تدعو الجميع إلى الجلوس معا وإجراء حديث بناء وإيجابي». من ناحية ثانية، كشف «أمير» عشائر الدليم في العراق الشيخ ماجد العلي السليمان عن أن «ما حصل خلال زيارة وفد شيوخ عشائر الوسط والجنوب إلى الأنبار من جانب بضعة مندسين حاولوا إثارة الفتنة أمر يجب أن لا يتكرر». وقال السليمان في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إنني دعوت جميع شيوخ عشائر محافظة الأنبار إلى عقد مؤتمر في مضيفي غدا (اليوم) لتدارس مجمل الأوضاع الراهنة التي يمر بها العراق بهدف الخروج بموقف موحد حيال ما يجري».

وردا على سؤال بشأن الانتقادات التي وجهها بعض شيوخ عشائر الوسط والجنوب في العراق بسبب «حادثة المنصة»، حيث تعرضوا إلى الرمي بالحجارة وقناني المياه الفارغة من قبل بعض من وصفوا بالمندسين أثناء صعودهم إلى منصة ساحة الاعتصام في الرمادي، قال السليمان إن «من حق شيوخ الوسط والجنوب أن يعتبوا علينا ونحن نشعر بالغضب لما حصل، فلسنا عاجزين عن حماية ضيوفنا، وهم يعرفون هذا الأمر من خلال علاقات طويلة معهم». وقال السليمان: «إننا سوف نعتذر لإخوتنا مما حصل لهم، وبالإضافة إلى ذلك فإننا سوف نتخذ إجراءات صارمة بحق هؤلاء لأننا نعتبر هذا الاعتداء علينا أولا وهو أمر لا يمكننا قبوله أو السكوت عنه»، مشيرا إلى أن «التظاهر والبحث عن المطالب شيء، واحترام القيم والأخلاق العشائرية شيء آخر، فنحن لم نتظاهر لكي نسيء باسم المطالب المشروعة إلى منظومة القيم التي تحلينا بها عبر العصور ويعرفها عنا القاصي والداني».

من جهته، اعتبر الشيخ جمال البطيخ، أحد عشائر الجنوب ووزير الدولة السابق لشؤون العشائر وعضو البرلمان، أن «العلاقة بيننا كشيوخ الجنوب والوسط وشيوخ المنطقة الغربية قوية ومستمرة ولا يمكن لها أن تتأثر بأي قضية طارئة لأنه في مثل هذه القضايا والحشود الجماهيرية تصعب السيطرة بالكامل على ما يجري». وقال البطيخ: «إنني اتصلت مع شيخ الدليم وبحثنا هذا الأمر، وهو أمر بسيط في كل الأحوال طالما هو بين شيوخ العشائر وليس السياسيين»، مشيرا إلى أن «أصحاب الحجارة والقناني الفارغة مدفوعون من جهات تسعى إلى تمزيق البلد، وهو ما يضاعف من دورنا كشيوخ قبائل من أجل تهدئة النفوس، بينما يسعى السياسيون إلى ركوب الموجة وتصوير ما يجري وكأنه لهم، حيث إنهم يريدون ركوب الموجة حتى لو كانت على حساب الدم العراقي».

وكان عدد من شيوخ الوسط والجنوب اتهموا عناصر ينتمون لتنظيم القاعدة وحزب البعث المنحل بالاعتداء عليهم خلال زيارتهم الأنبار. وقال شيخ عشائر آل شبل عادل الشبلي في مؤتمر صحافي عقده أعضاء الوفد الذي زار الأنبار الاثنين الماضي، إن «شيوخ العشائر توجهوا إلى ساحات الاعتصام للقاء المتظاهرين مباشرة وسماع رأيهم وإيصال مطالبهم إلى الحكومة والبرلمان»، مضيفا أنه «حين صعدنا المنصة جوبهنا بسيل من الشعارات الطائفية والمسيئة وتعرضنا للضرب بقناني الماء والحجارة وأشياء أخرى لا أستطيع الحديث عنها الآن». وأضاف الشبلي، أن «الوفد اضطر إلى مغادرة ساحة الاعتصام بحماية الشرطة والعشائر دون أن يتمكن من إلقاء كلمته»، مطالبا شيوخ عشائر الأنبار «بسحب البساط من تحت أقدام هذا النفر الضال».