متدينون يهود يطلبون من السلطة السماح بزيارة «قبر يوسف» دون الجيش

يريدون الصلاة من دون موسيقى.. وفصل النساء عن الرجال

TT

لجأ متدينون يهود إلى السلطة الفلسطينية لطلب تنسيق الزيارات إلى «قبر يوسف» في نابلس، مدعين أن الجيش الإسرائيلي لا يستجيب لطلباتهم في مثل هذا الموضوع. وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، إن وفدا من المتدينين وصل إلى مقر الرئاسة في رام الله، والتقى مع قيادات في السلطة دون معرفة الجيش الإسرائيلي، وناقشوا مسألة زيارة «قبر يوسف».

وحسب الصحيفة، فإن الوفد اليهودي الذي تكون من 7 أشخاص من حركة «حاسيديم» المتدينة، أكد للمسؤولين الفلسطينيين أنه يفضل زيارة «قبر يوسف» بالتنسيق المباشر مع السلطة الفلسطينية وليس مع الجيش الإسرائيلي.

ويبدو أن مشكلة هؤلاء المتدينين تتعلق بطلبهم تنظيم زيارات خاصة بهم، وضمن آليات محددة لا يوافق عليها الجيش الإسرائيلي، الذي ينظم زيارات جماعية بعد التنسيق مع السلطة، ويرافق المستوطنين عادة. وقال بعض المتدينين للصحيفة ولمستضيفيهم من الفلسطينيين، إن الزيارات التي ينظمها الجيش الإسرائيلي تعتبر بمثابة احتفالات وليست صلاة، إذ يرافقها بعض الموسيقى ومظاهر الابتهاج، كما أن الجيش يرفض الفصل بين النساء والرجال حسب طلب المتدينين.

ويقع «قبر يوسف» شرق مدينة نابلس، وهي منطقة خاضعة للسلطة الفلسطينية، ويزوره المستوطنون بعد تنسيق يجريه الجيش الإسرائيلي مع السلطة. ويقول المستوطنون إن هذا القبر يضم بعضا من رفات النبي يوسف، عليه السلام، وهو الأمر الذي ينفيه المؤرخون العرب. ويقول الفلسطينيون إن قبر يوسف في نابلس هو قبر حديث نسبيا ويدفن فيه رفات يوسف دويكات، وهو رجل صديق من صالحي المسلمين.

وخلال المفاوضات حول اتفاقيات أوسلو، في سنة 1993، تحول هذا القبر إلى موضوع خلاف فلسطيني، حيث أصرت إسرائيل على إبقائه ضمن المناطق المحتلة. وأصبح بمثابة جيب إسرائيلي داخل مدينة نابلس، لكن مواجهات دامية أدت إلى إحراق جنود إسرائيليين بداخله مع بداية الانتفاضة، ومشكلات لاحقة، أدت في سنة 2007، إلى الانسحاب من هذا القبر، على أن يحافظ الفلسطينيون عليه ويسمحوا لفرق يهودية أن تزور الضريح ويؤدوا الصلاة فيه.

ووصل المتدينون إلى رام الله أمس، وكان يفترض أن يلتقوا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي اعتذر بسبب انشغاله بمؤتمر الدول الإسلامية في القاهرة، فالتقوا مستشاره نمر حماد ورئيس ديوان الرئاسة، حسين الأعرج. ونقلت «معاريف» عن بعض الحضور صورا وتصريحات للمسؤوليين الفلسطينيين أعربوا خلالها عن استعدادهم لتسهيل دخول الجمهور اليهودي إلى المدن الفلسطينية دون أي قلق أو مشكلات.

وطلب المتدينون أيضا، السماح لهم بزيارة «قبر يهوشع بن نون»، في قرية كفل حارس (جنوب نابلس)، وزيارة «قبر عتينال بن كنز»، في حلحول شمال الخليل، لكن الفلسطينيين لم يعطوهم أي وعد بذلك.

ويقول مسؤولون فلسطينيون إنهم لا يمانعون من زيارة يهود إلى «قبر يوسف» وإنه يمكن الاعتماد على الأجهزة الأمنية الفلسطينية لترتيب مثل هذه الزيارات. ونقلت معاريف عن مصادر فلسطينية قولها إن السلطة سوف تهتم بسلامة زوار المقام، وإتاحة المجال لهم لزيارة المقام خلال النهار، بخلاف الترتيبات الحالية حاليا بزيارته في الليل. ولم تعقب الرئاسة الفلسطينية فورا على ذلك.

لكن الأمر لا يبدو بيد السلطة الفلسطينية، إذ تمنع إسرائيل مواطنيها دخول مناطق «أ» التابعة للسلطة، من دون الحصول على إذن مسبق. وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي، إن زيارة الوفد إلى رام الله تمت دون تنسيق وإن أي اتفاق تم بينهم وبين السلطة ليس ساريا ولن يعترف به.