معارضون يلوحون بـ«نزع شرعية» الخطيب

«الحر» رد على مبادرة رئيس الائتلاف بشأن الحوار مع النظام باستهداف دمشق

TT

كشفت مصادر الائتلاف الوطني السوري عن اجتماع طارئ للهيئة السياسية المؤقتة يُعقد منتصف فبراير (شباط) الجاري لاستيضاح رئيسه أحمد معاذ الخطيب حول مبادرته الأخيرة للحوار مع النظام السوري و«التأكيد على ثوابت الثورة»، يسبق اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الذي يُعقد «أواخر هذا الشهر»، من غير تحديد موعد ثابت.

وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن طرح قضية المفاوضات مع النظام في اجتماع الهيئة السياسية المؤقتة «يهدف للتوصل إلى موقف نهائي وثابت حيال طرح الخطيب كي لا يثير موقفه في اجتماع الهيئة العامة التباسا وخضّة داخل الائتلاف»، مؤكدا أن الموقف من المفاوضات مع النظام «يرفضه جميع أعضاء الائتلاف، ما جعل الخطيب، بمبادرته، يغرد وحيدا خارج السرب».

وجددت المصادر موقف المعارضة من الحوار مع النظام، مؤكدة أنه «من يصر على الحوار مع النظام، لن يكون ممثلا للشعب السوري»، مشيرة إلى أن «مراعاة ثوابت الثورة، أساس لتمثيل الشعب». وأضافت: «لا يمكن أن يكون الخطيب خارج إرادة الثورة والائتلاف كي لا يكون خارجه وتُنتزع شرعيته منه»، مشيرة إلى أن موقف الخطيب «جاءه الرد أول من أمس من الثوار أنفسهم، بنقل عملياتهم إلى داخل دمشق».

وقالت المصادر إن قتال الجيش السوري الحر داخل دمشق أول من أمس «كان الرسالة البالغ للخطيب بأن الحوار مع النظام مرفوض»، مشيرة إلى أن رد الثوار في دمشق «يعني أننا غير مستعدين للقبول بأي مفاوضات مع النظام، ولن نسمح بالتفريط بثوابتنا وحقوقنا الشرعية». وأكدت أن رفض الثوار لتلك التصريحات، حتى لو كانت مناورة سياسية «ينطلق من كونها تضعف روح المقاومة والقتال على الأرض».

ورأت المصادر أن المهلة التي منحها الخطيب للنظام حتى يوم الأحد المقبل للإفراج عن المعتقلين «هي مناورة سياسية، قصد منها إحراج النظام والتأكيد أنه غير مستعد للحوار مع المعارضة»، لافتة إلى أن المهلة «شارفت على الانتهاء، ولم تظهر حتى الآن أي إشارة لاستعداد النظام الإفراج عن الحرائر والمعتقلين، كما أن (نائب الرئيس السوري) فاروق الشرع لم تصدر منه أي إشارات للقبول بالحوار»، مشيرة إلى «إننا نستبعد ردا من النظام يؤكد استعداده للحوار». وأضافت: «لم يشك أحد بوطنية الخطيب وانتمائه للثورة، فهو قادر على لعب دور إيجابي ولا يخفي نوايا سيئة، لكن تلك التصريحات تصور المعارضة في موقف ضعيف، في حين أنها تحقق الإنجازات على الأرض بدليل وصول الاشتباكات إلى ساحة العباسيين، وهي معقل الشبيحة والمراكز الأمنية في عمق دمشق».

وإذ جددت المصادر التأكيد أنه «لا حوار إلا على رحيل النظام السوري وتسليم السلطة»، قالت إن «هذا المبدأ واضح في ذهن الخطيب منذ اللحظة الأولى، كما أن إشارات الدول الصديقة للشعب السوري، تصب في هذا الاتجاه لأن المفاوضات ليست لصالح الشعب، بل ستكون بوابة لخسارة الدفع الثوري»، لافتة إلى أن «الدول الصديقة دعت للانتباه من هذه الخطوة».