اليمن: قتلى وجرحى في انفجارات بمعسكر يتبع اللواء علي محسن الأحمر

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: لجنة من «الدفاع» تحقق > «علماء اليمن» تدين إقصاءها من الحوار ومشاركة اليهود

TT

لقي عدد من العسكريين والمدنيين مصرعهم في انفجارات عنيفة هزت، فجر أمس، أحد معسكرات الجيش اليمني في شمال غربي البلاد. وقالت مصادر يمنية محلية في مديرية عبس بإقليم تهامة إن عددا من القتلى والجرحى سقطوا جراء انفجارات غامضة في أحد مخازن الأسلحة بأحد الألوية العسكرية التابعة للقائد العسكري المنشق علي محسن الأحمر، في حين انتقد «علماء اليمن» مشاركة اليهود اليمنيين في الحوار واستبعاد فئة العلماء.

وشهد معسكر «اللواء العسكري 25 ميكانيك» بمديرية عبس التابعة إداريا لمحافظة حجة وتاريخيا لتهامة، انفجارات عنيفة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، حيث يتبع المعسكر المنطقة العسكرية الشمالية الغربية التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الأحمر، القائد العسكري لتلك المنطقة. وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن بين القتلى والجرحى مدنيين، بينهم أطفال وأن صواريخ «الكاتيوشا» وغيرها من الصواريخ انطلقت كاملة من المخازن نحو المناطق الآهلة بالسكان وأن الكثير منها لم تنفجر في حينها وما زالت تمثل تهديدا للسكان، الذين أكدوا خطورة الوضع الذي يمرون به مع وجود عدد من الصواريخ التي لم تنفجر حتى اللحظة في مناطقهم السكنية.

وقال شهود العيان إن الصواريخ انطلقت يمينا ويسارا وإن القتلى والجرحى لم يسقطوا جراء انفجارها وإنما جراء سقوطها، مشيرين إلى أن مدى سقوط تلك الصواريخ بلغ أكثر من 5 كيلومترات من المعسكر، في وقت فتحت فيه المنطقة العسكرية الشمالية الغربية تحقيقا لمعرفة الأسباب الكامنة وراء التفجيرات، مع إشارات إلى احتمال وجود عمل تخريبي وراء انفجار مخازن الأسلحة، وأكد مدير مديرية عبس، ناصر الحاج، لـ«الشرق الأوسط» سقوط قتلى وجرحى في التفجيرات وقال إن الصواريخ التي انطلقت من المعسكر ما زالت في الأحياء السكنية، وقال إنه سمح لهم بزيارة المعسكر وإنهم قاموا بتجهيز سيارات إسعاف لأي طارئ آخر يتوقعونه، وإن هناك مصابين بين أفراد اللواء العسكري.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن لجنة من وزارة الدفاع اليمنية وصلت، عصر أمس، إلى معسكر عبس وباشرت التحقيق في الواقعة، في حين جرى التحفظ على المعلومات داخل المعسكر من قبل القادة العسكريين الذين منعوا التصوير أو الاقتراب من المكان.

إلى ذلك، تظاهر أمس آلاف المحتجين من شباب الثورة السلمية في مسيرة حاشدة، للمطالبة بإعلان يوم 11 فبراير عيدا وطنيا، وللمطالبة بمحاكمة المتهمين فيما عرف «بمجزرة جمعة الكرامة» عام 2011، التي راح ضحيتها أكثر من 53 شخصا، وطافت المسيرة التي انطلقت من منطقة باب اليمن التي تمثل أهم معلم داخل العاصمة صنعاء، بشوارع وسط المدينة، وبالقرب من القصر الجمهوري، وصولا إلى ساحة التغيير، حيث يقع مقر الاعتصام الشبابي، وردد المشاركون هتافات تطالب باستكمال أهداف ثورتهم، وتحقيق مطالب الثوار ومعالجة الجرحى. ودعت اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية، الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني والشعب اليمني إلى اعتماد يوم انطلاقة الثورة الشبابية السلمية 11 فبراير يوما وطنيا وعطلة رسمية يحتفل فيه اليمنيون كل عام بذكرى انطلاقة الثورة، ودعت اللجنة للاحتشاد اليوم الجمعة فيما سمته «جمعة 11 فبراير يوما وطنيا»، والاحتفال بالذكرى الثانية لانطلاقة الثورة الشبابية الشعبية السلمية، التي أسقطت الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

على صعيد آخر، حذرت «هيئة علماء اليمن»، من الإقصاء الذي قالت إنه طال الكثير من الجهات والقوى الفاعلة في المجتمع في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، المزمع عقده في 18 مارس (آذار) المقبل. وقال رجل الدين البارز ورئيس الهيئة الشيخ عبد المجيد الزنداني، في مؤتمر صحافي، عقده أمس إنه «تبين للعلماء استمرار إقصاء كثير من الجهات والقوى الفاعلة في المجتمع؛ ما عزز مخاوفنا التي أوجدتها الأوضاع الاستثنائية، التي تهدد حاكمية الشريعة الإسلامية». موضحا أن «الحوار لم يحدد سقفا، أي يمكن أن يناقش إلغاء بعض النقاط التي تمس بالشريعة الإسلامية». وقال الزنداني، إن «دعوتنا لا تحمل أي موقف سياسي أو حياد إلى طرف، وإنما خوفا منا على بلدنا، ورغبة في إنجاح الحوار». مستغربا من إقصاء علماء الدين، فيما يتم الاهتمام بإشراك اليهود اليمنيين، الذين «لا يتجاوز عددهم 300 مواطن».