أحمد بن بيتور لـ «الشرق الأوسط»: التغيير السلمي.. أو مصير تونس ومصر!

رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق يبدي استعداده للترشح للرئاسة

أحمد بن بيتور
TT

أعلن رئيس الحكومة الجزائري الأسبق أحمد بن بيتور عن استعداده للترشح لانتخابات الرئاسة، المنتظرة في 2014، «لو وجدت رغبة الجزائريين في التغيير». وقال إن الجزائر لا يمكن أن تبقى بمنأى عن موجة التغيير التي عاشتها بلدان تشبهها في نمط العيش وشكل الأنظمة.

وذكر بن بيتور في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أنه أجرى لقاءات «مع مواطنين يؤمنون بالتغيير» في عدة ولايات، وأن الكثير منهم شجعوه على الترشح للانتخابات المقبلة، التي ستكون خامس انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ البلاد.

وأوضح أنه بصدد وضع اللمسات الأخيرة على برنامجه الذي سيعرضه على الناخبين، «ولكنني لن أترشح قبل أن أضمن تأييدا واسعا». ويقوم برنامج بن بيتور على إعادة بناء اقتصاد البلاد بما يتيح تنويع مصادر الدخل والتخلص من التبعية للمحروقات.

وأفاد بن بيتور بخصوص نظرته لأوضاع البلاد: «إن أصل القضية اليوم هو التغيير الذي أصبح لا مفر منه، فهل نستعد له ونسيره بالطريقة التي تخدم مصلحتنا أم نترك المشكلات تتفاقم وحينها سيفرض علينا التغيير وربما وفق أجندة خارجية؟ فهل سيتعظ النظام بما يجري حاليا في تونس ومصر، فيبادر إلى الانتقال إلى التغيير السلس السلمي أم سيصم آذانه إلى أن يفاجئه التغيير كسيل جارف؟».

وأضاف بن بيتور: «إن حكام البلاد يرون بأنها تتجه نحو الانهيار، ومع ذلك يرفضون الإعداد للتغيير. غير أن التغيير سيفرض نفسه في النهاية وفي ظروف لا يمكن أن نسيرها بإرادتنا. وقد رأينا ما وقع في العراق وفي ليبيا وما يجري حاليا في سوريا ونرى ما تعيشه مصر. إننا نرى كم هي صعبة عملية الانتقال إلى الديمقراطية والسبب أن حكام هذه البلدان لم يحضروا لها في وقتها».

وترأس بن بيتور الحكومة من ديسمبر (كانون الأول) 1999 إلى أغسطس (آب) 2000. وقد استقال محتجا على خلافات عميقة بينه وبين ما عرف آنذاك بـ«وزراء الرئيس»، الذين كانوا يأخذون التعليمات من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وينفذونها في المجال الاقتصادي، دون علم رئيس الحكومة. وكان بن بيتور أول رئيس حكومة يستقيل.

وأطلقت السلطات في ربيع 2011 حزمة من الإصلاحات السياسية، على خلفية هبوب رياح الربيع العربي. واتخذت الإصلاحات شكل مراجعة قوانين، دون أن تعكس التطلع إلى التغيير الحقيقي. واتهمت المعارضة السلطة بـ«المراهنة على الوقت وإفراغ مطلب التغيير من محتواه». وترى السلطة أن الجزائريين بحاجة إلى مناصب الشغل وتحسين مستوى التعليم والصحة، أكثر من حاجتهم إلى هوامش حرية أوسع.

وبخصوص دعوات تلقاها الرئيس بوتفليقة من مقربين منه، تتعلق بالترشح لولاية رابعة، قال بن بيتور: «هناك اليوم مجموعة كبيرة من الأشخاص، منتفعة من الرشوة والفساد وسوء التسيير ومن البرامج الإنمائية الضخمة التي مصدرها المحروقات. وهؤلاء يخدمهم بقاء الرئيس في الحكم فترة رابعة وخامسة، بل مدى الحياة، ولكن إذا لم يفهم هذا الرئيس أن من فائدته وفائدة البلاد أن يرحل قبل أن نصل إلى الخراب، معناه أنه غير واعٍ بخطورة الأوضاع والأحداث، وهذه هي صفات الأنظمة المستبدة التي ترفض الإنصات إلى الرأي المضاد». ويرى بن بيتور أن «الرئيس المقبل الذي سيكون منتج التغيير»، مطالبا «بإعادة بناء المؤسسات المدنية والعسكرية».

ولا يعرف إن كان بوتفليقة يريد الترشح مجددا، لكن الشائع أن شقيقه وكبير مستشاريه السعيد بوتفليقة يريده أن يستمر في الحكم. وعدل بوتفليقة الدستور في 2008 ملغيا المادة التي تمنع الترشح لأكثر من ولايتين. مرض الرئيس جعله قليل النشاط وأضحى منذ خضوعه لعملية جراحية بفرنسا نهاية 2005 يكتفي بأنشطة بروتوكولية ولا يشارك أبدا في أي نقاش يتعلق بالقضايا التي تهم البلاد.