ليبيا: مشادة كلامية بين المقريف وأعضاء متورطين في اقتحام «جرحى الثورة» مقر المؤتمر الليبي

كتيبة من ثوار العاصمة سلمت أسلحتها وانضمت إلى قوات الشرطة

TT

بينما ما زال معتصمون من جرحى الثورة التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011 يحتلون مقر المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في العاصمة الليبية طرابلس لليوم الخامس على التوالي، كشفت مصادر في المؤتمر النقاب عن خلافات طاحنة اندلعت بين الدكتور محمد المقريف رئيس المؤتمر وبعض أعضاء المؤتمر على خلفية اقتحام الجرحى والثوار لمقر المؤتمر منذ يوم الأحد الماضي.

وروى أعضاء في المؤتمر واقعة تعدي واحدة من أعضاء المؤتمر على رئيسه خلال مشادة كلامية بينهما مساء أول من أمس في الخيمة التي نصبت على عجل بحديقة الفندق الذي يتخذ منه المؤتمر مقرا له في طرابلس.

وتعرض المقر لعدة عمليات اقتحام متكررة من قبل معتصمين ومتظاهرين على مدى الأشهر القليلة التي تلت تشكيل المؤتمر عقب الانتخابات التشريعية التي جرت في شهر يوليو (تموز) الماضي.

وقال عضو في المؤتمر شاهد الواقعة: أثناء جلسة المؤتمر مساء أمس في الخيمة جاء أحد مبتوري الأعضاء من الجرحى وقال: إن الخلل موجود بين أعضاء المؤتمر وهنا قام المقريف بتقديم معلومات على أن السيدة علا السنوسي عضو المؤتمر عن مدينة مسلاتة وزميلها إبراهيم العرياني هما من كانا وراء اعتصام الجرحى وقال: إن هناك أدلة.

وأضاف العضو الذي اشترط عدم تعريفه «قامت السيدة علا بالجدل مع المقريف ثم بصقت على الرئاسة أي على المقريف بين جماعته»، مشيرا إلى أن مقرر المؤتمر نوري أبو سهمين قام بعدها بإلقاء قارورة ماء صغيرة في اتجاه علا السنوسي لكن لم تصطدم بها وحدث نوع من الاستياء بين الأعضاء.

وكشف النقاب عن أن رئيس المؤتمر المقريف لم يفعل شيئا إزاء ما حدث لأن الموقف مثل صدمة للجميع على حد تعبيره، مضيفا: «سيفتح تحقيق في الموضوع، وهناك من يطلب بإقالة علا السنوسي عقابا لها على سلوكها المشين».

ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» الاتصال بعلا السنوسي أو الحصول منها على تعليق فوري.

وكان المقريف قد أعلن أنه شرع في البحث عن مقر جديد للمؤتمر بعد احتلاله من قبل مجموعة من الجرحى، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان أعضاء المؤتمر سيوافقون على نقل المقر، وفقا لاقتراح سبق رفضه، إلى مدينة البيضاء أم أنهم سيستمرون في ممارسة عملهم من داخل الخيمة التي أثار وجودها تندر النشطاء السياسيين والإعلاميين وأحدثت جدلا سياسيا في الرأي العام المحلي.

إلى ذلك علمت «الشرق الأوسط» أن المؤتمر الوطني سيجتمع يوم الأحد المقبل للبت أخيرا في مصير خمسة وزراء لم يؤدوا اليمين الدستورية بعد تمهيدا لانضمامهم رسميا إلى الحكومة الانتقالية التي تشكلت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي برئاسة الدكتور علي زيدان.

وقال أعضاء في المؤتمر إن الاجتماع قد يعقد في الخيمة المؤقتة للمؤتمر إذا لم يتم إخلاء القاعة الرئيسية للاجتماعات التي اعتاد أعضاء المؤتمر أن يجتمعوا فيها بالمقر الرئيسي.

إلى ذلك، ناقشت لجنة إعداد قانون العزل السياسي بالمؤتمر الوطني خلال اجتماع لها أمس الوظائف التي يحظر توليها على من ينطبق عليهم قانون العزل السياسي لكل من عمل مع نظام القذافي، بالإضافة إلى متابعة ومراجعة ما سبق أن أقرته من معايير ومسببات العزل السياسي.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصادر اللجنة أن إنجاز مقترح متكامل لمشروع بهذا الشأن سيعرض على المؤتمر قد قارب على الانتهاء.

من جهة أخرى، اعتبر تجمع انتفاضة 76 الطلابية أن مرحلة التحول لم تخل من العفوية والارتجالية والأخطاء من قبل المجلس الوطني الانتقالي والمكتب التنفيذي والمؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة خاصة من الناحية الأمنية وسيادة القضاء والقانون وإعداد الدستور وإجراء انتخابات عامة تقرر شكل الدولة وشكل الحكم والدستور والحكومة الدائمة.

وناشد التجمع في بيان أصدره أمس المؤتمر الوطني بتحقيق المهام الواردة بالإعلان الدستوري وتحقيق الغايات التي انتخب لأجلها أعضاء المؤتمر وضرورة ضمان حرية الرأي والتعبير عنه بكافة الطرق الحضارية السلمية بعيدا عن الغوغائية والفوضى وحمل السلاح والتخريب.

وحذر التجمع من اختراق بعض أعوان القذافي وأعداء الثورة والذين قال: إن من مصلحتهم سرقة هذه الثورة أو الانحراف بها عن أهدافها خلال الاعتصامات والمظاهرات السلمية التي تطالب بتحقيق المطالب المشروعة.

إلى ذلك، أعلنت سرية إسناد طرابلس تسليم كامل أسلحتها وعتادها وذخائرها وانضمام عناصرها إلى قوات الشرطة وذلك في حفل رسمي حضره وزير الداخلية الليبي عاشور شوايل في طرابلس.

وأعلن شوايل أن أكثر من 27 ألف من عناصر اللجنة الأمنية العليا انضموا إلى وزارة الداخلية، مشيرا إلى أن هناك جزءا من فرق الإسناد وبعض فروع اللجنة يساهمون الآن مع الشرطة والجيش الوطني في بسط الأمن وتحقيق الأمان.

ودعا شوايل باقي الكتائب والمجموعات المسلحة إلى تسليم أسلحتها والانضمام إلى أجهزة الدولة الرسمية للمساهمة في حفظ الأمن والاستقرار والالتفات إلى بناء دولة ليبيا، وتسهيل عودة الشركات الأجنبية لاستكمال المشاريع التنموية المتوقفة وفتح فرص الاستثمار المشترك.

من جهته قال العقيد محمد أبو خفير آمر الكتيبة إن معظم الثوار الذين التحقوا بالكتيبة أثناء حرب التحرير كانوا من ضباط وضباط صف وأفراد بوزارة الداخلية وكان لهم دور كبير في انتصار ثورة 17 فبراير (شباط)، لافتا إلى أن الثوار الذين ثاروا على الظلم والفساد هم اليوم مع الشرعية التي انتخبها الشعب الليبي.