الأمين العام لحزب الثقافة والعمل: بلعيد كان مندفعا في الدفاع عن القضايا الإنسانية

TT

قال بلقاسم حسن الأمين العام لحزب الثقافة والعمل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه عرف شكري بلعيد خلال عدة محطات سياسية، وإن الفقيد كان محل تقدير من قبل الكثير من رفقائه في الحزب الديمقراطي التقدمي الذي انتمى إليه بلقاسم حسن لمدة طويلة.

واعتبر أن الساحة السياسية التونسية تقدر الصراحة الكبرى وغياب المجاملة التي كانت تطبع حياة الفقيد شكري بلعيد واندفاعه في الدفاع عن القضايا الإنسانية وانحيازه إلى الطبقات الاجتماعية الفقيرة. وكان بلعيد حسب بلقاسم ومن خلال حركة الوطنيين الديمقراطيين رقما صعبا في معادلة اليسار، وقال: «إنه عرفه بداية عقد التسعينات من القرن الماضي». وأضاف: «إن حركة الوطنيين الديمقراطيين ظهرت سنة 1973 إثر اختلاف في الرؤى مع منظمة (الشعلة) الماوية (نسبة إلى ماو تسي تونغ الزعيم الصيني) حول مسألة بناء الحزب الشيوعي التونسي»، وتابع: «إن أول ظهور للحركة كان في أسوار الجامعة التونسية تحت اسم (حركة الطلبة الوطنيين الديمقراطيين)، وطرحت طبيعة المجتمع التونسي الذي اعتبر شبه مستعمر وشبه إقطاعي وأفرز مقولة (شبه – شبه) التي حددت موقع الحركة ضمن بقية أطياف اليسار التونسي». وقال بلقاسم حسن إنه اختار اليسار العربي الذي يعتمد على أفكار «الاشتراكية العربية» التي توائم بين الهوية العربية الإسلامية والتوجه الاشتراكي، في حين انضم بلعيد إلى التوجه الماركسي اللينيني.

واعتبر أن الحركة بنت بعد 14 يناير (كانون الثاني) شعار «حرية - تقدم - وحدة - تضامن»، ونادى طوال وجودها بانخراط العمال والمعطلين والفلاحين الفقراء ومتوسطي الدخل والبرجوازية الصغيرة والرأسمالية الوطنية ضد الرأسمالية الطفيلية وكبار مالكي الأراضي وبقايا الإقطاع والإدارة الفاسدة في اتجاه مفهوم موحد للثورة. وهي تدعو إلى تخليص البلاد من التبعية للخارج وإلى بناء الجمهورية الديمقراطية الاجتماعية.

وتستمد الحركة قوتها من نضال جماهيرها الطلابية والنقابية والشعبية، وأدت نضالات الحركة إلى استشهاد مجموعة من مناضلي حركة الوطنيين الديمقراطيين في بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي على غرار محمد الهماني الذي توفي سنة 1983، والفاضل ساسي خلال أحداث الخبز في يناير من سنة 1984، وكذلك كمال السبعي في نفس السنة، إضافة إلى الشهيد عمران المقدمي الذي اغتيل من قبل العصابات الصهيونية في فلسطين. ورفضت الحركة الإمضاء على الميثاق الوطني سنة 1988 ورفعت شعار «خبز - حرية - كرامة وطنية»، الذي رافق مسيرات الحزب.