تفجيرات في بغداد وبابل توقع عشرات القتلى ومئات الجرحى

عضو «الأمن» البرلمانية: نعيش سلسلة من عمليات الفشل في كل شيء.. والحلول ترقيعية

TT

أعلنت وزارة الداخلية العراقية أن التفجيرات التي وقعت أمس في العاصمة بغداد وجنوب محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) والتي حصدت أرواح العشرات وأصابت المئات بجروح إنما «وقعت في مناطق ذات كثافة سكانية عالية بهدف حصد أرواح أكبر عدد من المواطنين الأبرياء».

وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة العميد سعد معن، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «السيارات المفخخة التي انفجرت في كل من بغداد وبابل إنما كانت مركونة أصلا في ساحات ومرائب قد لا تلفت نظر الأجهزة الأمنية التي تكون مهمتها أيام الجمع مضاعفة بسبب الأعداد الكبيرة من المواطنين الذين يقومون بزيارة الأسواق أو المراقد الدينية». وكانت سلسلة انفجارات قد وقعت في مدينة الكاظمية شمال بغداد، أدت إلى مقتل أكثر من 24 شخصا وجرح أكثر من 100 آخرين، بينما أدى انفجار سيارتين مفخختين في ناحية الشوملي جنوب محافظة بابل إلى مقتل 10 أشخاص وجرح أكثر من 16 آخرين. ومن جانبها، أعلنت قيادة عمليات الفرات الأوسط أنها أوصت بحجز الضباط والمسؤولين في قيادة الشرطة عن القطاع الجنوبي لناحية الشوملي جنوب بابل، وذلك بهدف إجراء تحقيق فوري لكشف ملابسات الحادث.

من جانبه، عضو البرلمان العراقي عن القائمة العراقية وعضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حامد المطلك، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخلل الأمني الواضح والذي كثيرا ما أعلنا عن تشخيصه وأسبابه أخطر ما فيه هو أنه بات يترك آثارا على البنية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، لأنه بات يستغل بشكل سياسي استغلالا بشعا». وأضاف أن «المشكلة أننا نعيش سلسلة من عمليات الفشل في كل شيء، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تفكيك الوحدة الوطنية، وهو ما نخشى منه». وأشار المطلك إلى أن «الحل الوحيد هو الانصياع لمطالب الناس المشروعة وتجفيف منابع التوتر من أساسها بدلا من اللجوء إلى الحلول الترقيعية التي لن تجدي نفعا».

وكانت سلسلة انفجارات قد وقعت في مدينة الكاظمية شمال بغداد، أدت إلى مقتل أكثر من 24 شخصا وجرح أكثر من 100 آخرين، بينما أدى انفجار سيارتين مفخختين في ناحية الشوملي جنوب محافظة بابل إلى مقتل 10 أشخاص وجرح أكثر من 16 آخرين. ومن جانبها، أعلنت قيادة عمليات الفرات الأوسط أنها أوصت بحجز الضباط والمسؤولين في قيادة الشرطة عن القطاع الجنوبي لناحية الشوملي جنوب بابل، وذلك بهدف إجراء تحقيق فوري لكشف ملابسات الحادث.

ففي، بغداد قال مصدر في وزارة الداخلية إن «ما لا يقل عن 17 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من أربعين آخرين بجروح جراء انفجار سيارتين مفخختين»، مرجحا ارتفاع حصيلة الضحايا. وأضاف المصدر أن الانفجار الأول وقع نحو التاسعة صباحا عند سوق لبيع الطيور في منطقة الكاظمية، في شمال بغداد. وتابع «بعد دقائق قليلة انفجرت سيارة ثانية في المكان ذاته، مما أدى إلى وقوع الضحايا». وأكد مصدر طبي في وزارة الصحة تلقي مستشفى الكاظمية 17 قتيلا و45 جريحا أصيبوا في الانفجارين. وتحدث مصدر طبي في مستشفى الكاظمية عن مقتل 18 شخصا بينهم امرأتان وإصابة 47 آخرين بجروح، بينهم ست نساء وستة عناصر من الشرطة أحدهم ضابط برتبة نقيب.

وفي الحلة (100 كم جنوب بغداد)، قال ضابط برتبة نقيب في شرطة الحلة إن «14 شخصا قتلوا وأصيب 49 آخرون بجروح في انفجار سيارتين مفخختين». وقتل 246 شخصا في عموم العراق خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، مما جعله الشهر الأكثر دموية منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. وغالبا ما يتبنى تنظيم القاعدة تنفيذ هذه الهجمات التي تستهدف على الأغلب مواقع أمنية ومناطق ذات غالبية شيعية.

وتتزامن الهجمات مع توتر الأوضاع السياسية في العراق جراء استمرار الاعتصامات والمظاهرات في محافظات سنية، شمال وغرب بغداد، ضد حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي تتهم بـ«تهميش السنة»، وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين خصوصا النساء.