قائد عسكري إسرائيلي يدعو إلى حرب ثالثة في لبنان

عشية عملية تدريب واسعة

TT

عشية التدريبات الواسعة التي يخطط لها الجيش الإسرائيلي في الأيام القريبة في منطقة الجولان، صرح قائد كبير في الجيش الإسرائيلي بأن هناك مصلحة لإسرائيل بحرب ثالثة في لبنان «تنزع خطر صواريخ حزب الله». وقال العميد يهودا فوكس، قائد لواء الشبيبة الطلائعية في الجيش الإسرائيلي «ناحل»، إن «إسرائيل لا تريد ولا تخطط حربا على لبنان أو احتلالا للجنوب اللبناني، ولكن حزب الله يقوم كل الوقت بإعداد نفسه وقواته للهجوم على إسرائيل وتهديد أمن سكانه. والطريقة الأفضل لنزع هذا الخطر هو في اجتياح المناطق التي يسيطر عليها وتدمير البنى التحتية لقوته العسكرية الصاروخية وتدمير أكبر قدر من بطاريات الصواريخ التي يقيمها وبذلك نوفر لأنفسنا هدوءا لفترة طويلة».

وكان فوكس يتكلم أمام قادة لوائه، وهم في طريقهم إلى المرتفعات السورية المحتلة في الجولان، لإجراء تدريبات على احتلال نموذج لقرية لبنانية مبنية فيها. وقال، وفقا لما نشر في الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، إنه أمام سوريا المفككة وحزب الله المتعاظمة قوته، لا بد من عمل يزيح الأخطار عن إسرائيل. فنحن نتابع بقلق كيف يعمل حزب الله للحصول على صواريخ متطورة وبعيدة المدى مصنوعة في روسيا. فهو ليس بحاجة إلى هذه الصواريخ ليدافع عن لبنان، بل ليهاجم المواطنين الإسرائيليين. وفي رد على سؤال حول الأخطار الكامنة في حرب كهذه على الجيش الإسرائيلي، خصوصا بعد مفاجآت حرب لبنان الثانية سنة 2006، قال: «نحن واعون للأخطار. وعندما اخترنا الخدمة في القوات الطلائعية أقسمنا على القتال مهما يحمل من أخطار في سبيل الدفاع عن إسرائيل. ونحن لا نستهين بقوة العدو وقدراته، لكننا أقوى منه». وأضاف أن الهدف من الحرب التي يتحدث عنها «ليس تدمير آخر مدفع لدى العدو، بل تحطيم القوة الأساسية التي تضمن شل قواتهم ومنعهم من التفكير في الإعداد لحرب أخرى ضدنا».

وقالت الصحيفة إن التوجه في الجيش الإسرائيلي، إذا احتاج إلى الحرب، هو أن يبدأ بقصف جوي مكثف يدمر قواعد الصواريخ والخنادق التي يتحصن فيها المقاتلون من حزب الله، وبعد ذلك اجتياح المنطقة بقوات مشاة لكي تحسم نتيجة الحرب. وتذكر الصحيفة بأنه في حرب لبنان الثانية، كانت قوات هذا اللواء قد تدربت على احتلال قرية لبنانية، وفي غضون فترة قصيرة وجدت نفسها تطبق هذه التدريبات بحرب فعلية.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي، كان دائما يرى في قوة حزب الله ليس فقط تهديدا أمنيا مباشرا، بل ورقة ضغط إيرانية بالأساس. بفضل وجود القوة العسكرية له في لبنان، وكذلك بفضل سوريا في الشرق وحماس والجهاد الإسلامي في الجنوب (قطاع غزة)، تشعر إيران بالقوة فتتشدد في موقفها من موضوع تطوير السلاح النووي. ولذلك أقدم الجيش الإسرائيلي على ضربته الأخيرة في قطاع غزة، التي انتهت باتفاق على التهدئة بإشراف ووساطة مصرية. وبتفكك سوريا وخروجها من موازنة الحرب.

، كما أكد القادة السوريون في الأيام الأخيرة، بقي حزب الله قوة أساسية. وهناك من يرى في إسرائيل أن هذا هو الوقت المناسب لضرب حزب الله، حتى يبقى الإيرانيون لوحدهم في المعركة، فإما يتراجعون عن تطوير السلاح النووي وإما يحشرون في حرب لا يكون لهم أي سند فيها من دول الجوار مع إسرائيل.

ووفقا لهذا السيناريو، كان ضرب القاعدة العسكرية السورية قبل أسبوعين، بمثابة اختبار للموقف السوري. فعندما انتهى القصف التدميري بلا رد سوري، بدأ تسليط الأضواء على حزب الله في لبنان. وباشر الطيران الإسرائيلي في تصعيد طلعاته الجوية فوق الجنوب اللبناني وعلى طول الحدود ما بين لبنان وسورية، بشكل علني. وراح المسؤولون الإسرائيليون يؤكدون أن هناك تنسيقا أمنيا عاليا مع الولايات المتحدة في متابعة مسألة الصواريخ السورية واللبنانية. وتجدر الإشارة إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، يقوم بزيارة طويلة إلى الولايات المتحدة، هذه الأيام.