إسلامي ينفذ أول عملية انتحارية في مالي

مواجهات بين عناصر الجيش المالي في باماكو.. ووصول جنود فرنسيين وتشاديين إلى تيساليت

TT

هاجم جنود ماليون في باماكو ثكنة لعسكريين مقربين من الرئيس السابق أمادو توماني تواري في وقت ارتكب فيه إسلامي أول عملية انتحارية في تاريخ مالي في مدينة غاو الشمالية التي تم استعادتها من الإسلاميين.

ووصل جنود فرنسيون وتشاديون أمس إلى تيساليت في أقصى شمال شرقي مالي، آخر معقل للمجموعات الإسلامية المسلحة على بعد حوالي 90 كلم من الحدود الجزائرية كما أفادت مصادر متطابقة.

وقال مصدر أمني مالي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الفرنسيين والتشاديين وصلوا إلى تيساليت حيث سيطروا على المطار» وهو ما أكده مصدر أمني إقليمي.

وقالت رئاسة أركان الجيوش الفرنسية إن القوات الفرنسية استعادت السيطرة على تيساليت بعد عملية نفذتها القوات الخاصة.

وصرح المتحدث باسم رئاسة الأركان الكولونيل تييري بوركاهرد بأن «عملية جوية - برية» نفذت ليلا مضيفا أن «مظليين فرنسيين في القوات الخاصة نزلوا في مطار تيساليت».

وأفاد شهود ومصدر عسكري أن عددا من الأشخاص جرحوا في الهجوم على معسكر «القبعات الحمر» القريبين من الرئيس الذي أطاح به العام الماضي جنود من الوحدات الأخرى في الجيش المالي.

وسبب هذا الهجوم الذي يجسد الانقسامات العميقة داخل الجيش المالي الذي هزم في 2012 على أيدي المجموعات الإسلامية المسلحة والمتمردين الطوارق، رفض «القبعات الحمر» مغادرة ثكنتهم في العاصمة للالتحاق بوحدات أخرى لمحاربة الإسلاميين في الشمال.

وصرح يايا بواري وهو عنصر في القبعات الحمر موجود في الثكنة التي تعرضت للهجوم «منذ الساعة السادسة بالتوقيتين المحلي وغرينتش هاجم عسكريون مدججون بالسلاح الثكنة. في هذه الأثناء يطلقون النار على نسائنا وأطفالنا». وأضاف «هناك عدد من الجرحى في المعسكر». وأكد سكان يقيمون قرب المعسكر أقواله.

وفي مطلع الأسبوع أعلن الجنرال طاهر دمبلي رئيس الأركان للتلفزيون الوطني أنه يريد إرسال القبعات الحمر لمحاربة المجموعات الإسلامية المسلحة التي احتلت شمال مالي في 2012، إلى جانب القوات الفرنسية.

وعلى الرغم من أن وحدة النخبة هذه لم يتم حلها رسميا، أعلن دمبلي أنه قرر «إعادة دمج» عناصرها في صفوف الجيش.

وأوضح أنه اتصل بقائد القوة الفرنسية في مالي «لإبلاغه» بالأمر.

وأكد أن «شركاءنا أيدوا هذا الأمر لأنه لا جيش في غياب الانضباط. ويعتبرون حتى أننا تأخرنا لمعالجة هذا الوضع».

وفي نهاية أبريل (نيسان) 2012 حاول جنود القبعات الحمر استعادة السلطة بعد الانقلاب الذي نفذه في 21 مارس (آذار) رجال الكابتن أمادو هايا سانوغو الذين ينتمون إلى وحدة «القبعات الخضر»، ضد الرئيس توماني توري.

وكانت المعارك بين الوحدتين أوقعت حوالي عشرين قتيلا.

وفي موازاة ذلك فجر رجل نفسه أمس في غاو على بعد 1200 كلم شمال شرقي باماكو مستهدفا عسكريين ماليين. وتم تحرير غاو كبرى مدن الشمال في 26 يناير (كانون الثاني) من المجموعات الإسلامية المسلحة التي كانت تحتلها منذ أشهر وضاعفت فيها التجاوزات.

وصرح المسؤول العسكري مامادو كيتا «وصل على دراجة نارية إلى موقعنا. كان من الطوارق وعندما اقتربنا منه فجر حزامه الناسف». وأضاف «قتل على الفور وأصيب أحد جنودنا بجروح طفيفة».

وأعلنت حركة الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا لوكالة الصحافة الفرنسية مسؤوليتها عن العملية الانتحارية التي نفذت عند نقطة تفتيش للجيش المالي في غاو.

ويأتي الاعتداء غداة إعلان متحدث باسم حركة الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا، المجموعة الإسلامية في شمال مالي، مسؤوليتها عن زرع ألغام وشن هجمات على قوافل عسكرية واستخدام انتحاريين في هذه المنطقة.

وقال المتحدث أبو وليد صحراوي إن «حركة الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا مسؤولة عن تفجير سيارتين للجيش المالي بين غاو وهومبوري» (شمال) مؤكدا أن مجموعته «نجحت في إيجاد منطقة نزاع جديدة وشن هجمات على قوافل وإرسال انتحاريين».

وقتل أربعة مدنيين ماليين الأربعاء في انفجار لغم لدى مرور دوريتهم بين دوينتزا وغاو شمال مالي. وفي 31 يناير قتل جنديان ماليان في انفجار مماثل على الطريق نفسها.

وكان الجنود الفرنسيون والتشاديون سيطروا مساء الخميس على اغيلهوك على بعد 160 كلم شمال كيدال قرب الحدود الجزائرية.

وتقع المنطقة في جبال ايفوغاس حيث يلجأ بحسب خبراء ومصادر أمنية قسم كبير من القادة والمقاتلين الإسلاميين.

وفي هذه المنطقة أيضا يحتجز سبعة رهائن فرنسيين خطفوا في دول الساحل.