الطيران السوري يقصف «الجيش الحر» في أطراف دمشق وريفها

ناطق باسم «المجلس العسكري»: معركة تحرير العاصمة لم تنطلق

TT

واصلت قوات الأمن السورية تصعيد عملياتها العسكرية في ريف دمشق وفي بعض أحياء العاصمة دمشق، حيث تتصدى لمحاولات «الجيش السوري الحر» للتقدم، وتشتبك مع عناصره بهدف السيطرة على معاقل يتخذها المعارضون قاعدة خلفية لهجماتهم تجاه دمشق، لا سيما حي جوبر، شرق دمشق، الذي يعد صلة الوصل بين أحياء منتفضة وأخرى موالية.

وقال ناشطون معارضون إن مناطق الريف تشهد منذ يوم الأربعاء الماضي تصعيدا في المعارك، وقصفا هو الأعنف منذ أشهر عدة. وشن الطيران الحربي السوري أمس غارات على مناطق عدة في ريف دمشق، لا سيما إلى الشرق منها، فيما تعرضت بعض أحياء العاصمة ومحيطها لقصف عنيف تزامنا مع اشتباكات. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مدينة زملكا (شرق دمشق) تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، استخدم خلاله الطيران الحربي»، تزامنا مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، عند أطراف المدينة من جهة المتحلق الجنوبي، وهو طريق دائري يفصل بين دمشق وريفها من الجهتين الجنوبية والشرقية. كما أشار إلى قصف الطيران الحربي بلدات الغوطة الشرقية قرب دمشق، تزامنا مع اشتباكات وقصف على أطراف حي جوبر، شرق دمشق من جهة المتحلق الجنوبي. وتزامنت الاشتباكات مع سقوط قذائف على حيي جوبر والقابون، شمال شرقي العاصمة، التي تشهد تحليقا للطيران الحربي فوق بعض مناطقها.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بوقوع «اشتباكات عنيفة شهدتها منطقة السليخة ومشارف شارع نسرين في حي التضامن الدمشقي، في حين شنت القوات النظامية حملة دهم واعتقال في منطقة الديوانية في حي العدوي». كما أشارت إلى أن «الطيران الحربي شن غارات جوية على بلدة شبعا، بريف دمشق، واستهدفها بالقنابل العنقودية والفوسفورية».

وفي تطور لافت، كثفت القوات النظامية من استخدامها للطيران الحربي أمس، حيث أكد ناشطون أن الطائرات الحربية أغارت على الأجزاء الجنوبية من العاصمة دمشق لوقف تقدم «الجيش الحر» الذي سيطر على شارع الثلاثين الاستراتيجي. وقال أحد الناشطين الميدانيين لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش الحر» تمكن خلال الأيام الفائتة من اقتحام مواقع وحواجز نظامية تطوق قلب دمشق، حيث تتمركز المراكز الأمنية والاستخباراتية الرئيسية التابعة للنظام السوري.

وذكرت شبكة «شام» أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر والقوات النظامية على طريق المتحلق الجنوبي بدمشق، في حين تمكن «الجيش الحر» من تحرير جامع حرملة بن الوليد الواقع على طريق المتحلق من جهة حي جوبر بالكامل.

وبحسب ناشطين سوريين، يعد حي جوبر واحدا من الأحياء الاستراتيجية بالنسبة للمعارضة والنظام في آن معا. وأوضح أبو إياد أن «حي جوبر يعد صلة وصل بين منطقة الغوطة الشرقية (زملكا) وقلب دمشق المتمثل بساحة العباسيين، حيث إن المتحلق الجنوبي يفصل بين المنطقتين ويلتف حول دمشق». وأوضح أن الحي الذي يفصل «بين أحياء موالية وأخرى ثائرة يعد شريانا حيويا، لمد القوات النظامية بالذخيرة والعتاد والعديد». وفي ريف دمشق، أشار أبو إياد إلى أن القوات النظامية بعد مجزرة داريا سيطرت على منطقة التل، لكنها لم تتمكن من إحراز أي تقدم باتجاه المناطق المحررة، لافتا إلى أن ثمة جبهتين مفتوحتين اليوم هما جبهة داريا وجبهة عقربا على طريق المطار.

وفي السياق ذاته، تمكنت قوات النظام أول من أمس من استعادة السيطرة على بلدة كرناز في ريف حماه بعد 16 يوما من المعارك العنيفة مع مسلحي المعارضة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت القوات النظامية قد استعادت قبل يومين السيطرة على قرية المغير القريبة. وسقطت كرناز والمغير بين أيدي قوات المعارضة في الأسبوع الأخير من ديسمبر (كانون الأول) بعد معارك ضارية وهجوم شامل شنه هؤلاء في ريف حماه الشمالي. ومنذ ذلك الوقت، تحاول القوات النظامية استعادة المبادرة في المنطقة.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن هذه المنطقة «تعتبر ممرا إلى القرى العلوية في ريف حماه الغربي». وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها أن وحدات من القوات المسلحة السورية «قضت على إرهابيين من جبهة النصرة وأحرار الشام في بلدة كرناز ودمرت مقارهم».

إلى ذلك، دعا «المجلس الوطني السوري» قبل أيام جميع السوريين «للوقوف صفا واحدا خلف جيشنا الحر، وتجنب الجدل السياسي المفرق للصفوف، وتكريس كل الجهد لدعم معركة تحرير دمشق بوصفها أولوية وطنية مطلقة»، في إشارة إلى مبادرة معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري. لكن الناطق باسم «المجلس العسكري» في دمشق أبو إياد نفى لـ«الشرق الأوسط» أن «تكون معركة تحرير دمشق، بمفهومها الكامل، قد بدأت». وقال إن «ما يجري من اشتباكات ومحاولة (الجيش الحر) التقدم عبارة عن خطوات أولية لبدء هذه المعركة على محاور عدة مفتوحة في دمشق وريفها»، لافتا إلى أن الهدف منها «مساندة منطقة الغوطة الغربية ومعظمية الشام الصامدة منذ أكثر من 80 يوما، من جهة، ونقل المعركة إلى ملعب النظام السوري من جهة ثانية».