البطريرك الماروني يشارك في تنصيب نظيره الأرثوذكسي السوري

في زيارة تنهي المقاطعة لدمشق ويدافع عنها الرئيس اللبناني

TT

أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس تأييده لزيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى العاصمة السورية دمشق للمشاركة اليوم في تنصيب البطريرك الجديد للروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي، الذي انتخب خلفا للبطريرك الراحل أغناطيوس الرابع هزيم.

وشدد سليمان على أن البطريرك هو «راعي الموارنة في لبنان والشرق وراعي أنطاكيا، وهو يعرف أين تكمن مصلحتهم»، معتبرا أنه «يشكل الاستقرار والضمانة والطمأنينة». ودعا، ردا على بعض الأصوات المنتقدة لهذه الزيارة، إلى وجوب «ألا نضع كل شيء في السياسية». وأوضح سليمان، في حديث إلى الصحافيين إثر مشاركته في الاحتفال بعيد «مار مارون» في الجميزة، وسط بيروت، أن «البطريرك الجديد لأنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، يوحنا العاشر اليازجي مسوؤليته لا تقع فقط في سوريا، وهو والبطريرك الراعي يعرفان مصلحة المسيحيين»، مؤكدا أن «البطريرك يقدر مصلحة المسيحيين وأنا مع هذه الزيارة».

ورغم أن زيارة الراعي إلى سوريا ستخلو من أي لقاءات ذات طابع سياسي وستقتصر على المشاركة في تنصيب بطريرك الأرثوذكس في دمشق وبعض اللقاءات الرعوية، إلا أن لها دلالات عدة في الشكل والتوقيت، خصوصا أنها الزيارة الأولى التي يقوم بها بطريرك ماروني إلى سوريا، منذ قيام الجمهوريتين. وكان البطريرك السابق نصر الله بطرس صفير، من أكثر المنتقدين للنظام السوري، لا سيما خلال سنوات الوصاية على لبنان ولم يزر سوريا إطلاقا، رغم دعوات وجهت إليه في مناسبات عدة.

وتلاقي الزيارة انتقادات عشية حصولها، إذ وصف خالد الضاهر النائب في كتلة «المستقبل» التي يتزعمها سعد الحريري، الزيارة بأنها «في غير وقتها ومكانها»، من دون أن «يستبعد تفسيرها على أنها دعم للرئيس السوري بشار الأسد».

وفي رد على هذه الانتقادات، أكد المطران سمير مظلوم أن زيارة الراعي إلى سوريا للمشاركة في تنصيب بطريرك الروم الأرثوذكس «تأتي في إطار كنسي ورعوي ولا أبعاد سياسية لهذه الزيارة». وشدد، في حديث تلفزيوني أمس، على أن «الزيارة تأتي من منطلق مشاركة الراعي في أفراح وأحزان الكنائس في الشرق الأوسط والعالم، إضافة إلى الانفتاح على مختلف الكنائس». وأشار إلى أن لقاءات الراعي ستقتصر على مطران دمشق، وهو لن يلتقي أي مسؤولين أو رسميين سوريين.

تجدر الإشارة إلى أن البطريرك الراعي كان قد شارك في مناسبة مماثلة، حيث زار القاهرة وشارك في تنصيب بابا الأقباط الأنبا تواضروس الثاني.