وزير الدفاع التونسي: الجيش لا يعمل بـ«التعليمات والتوصيات»

دعا إلى إبعاده عن «التجاذبات» السياسية.. ونفى أن الرئيس هو الذي سخره لحماية جنازة بلعيد

TT

دعا وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي (غير منتم لأحزاب الائتلاف الحاكم) في تصريحات نادرة مساء أول من أمس إلى إبعاد الجيش عن «التجاذبات» السياسية في تونس التي تمر بأزمة سياسية حادة.

وقال الزبيدي لقناة «نسمة» الخاصة إن «المؤسسة العسكرية تعهدت بحماية أهداف الثورة، وهي تواصل حماية أهداف الثورة». وأضاف أن مؤسسة الجيش «لا تخدم أحزابا ولا أشخاصا (...) خاصة أن البلاد ما زالت في حاجة إليها»، ولذلك «فلنتركها في منأى عن كل التجاذبات» السياسية في تونس. وبين الوزير أن الجيش التونسي «لا يعمل بالتعليمات والتوصيات»، في إشارة إلى تقاليد جيش تونس الجمهوري الذي لا يتدخل في الحياة السياسية.

وأكد أن «الجيش يعرف ماذا يفعل وقد عمل بنفس الطريقة مع كل الحكومات وحتى في (...) غياب السلطة (بعد الإطاحة بابن علي) والفراغ السياسي والشرعي، عرف كيف يشتغل وكيف ينقذ البلاد».

وأضاف أن «هذا الكلام قلته في العديد من المناسبات، وفي جلسة ضمت الرؤساء الثلاثة (رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس المجلس التأسيسي) حتى تكون المؤسسة بعيدة كل البعد عن التجاذبات السياسية».

يشار إلى أن رئيس الجمهورية هو في تونس القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وجاءت تصريحات وزير الدفاع في معرض تعليقه على تصريحات أدلى بها الهادي بلعباس عضو الحكومة المكلف بالشؤون الأميركية والآسيوية لدى الخارجية والناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر (شريك حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في الائتلاف الحاكم).

وكان بلعباس صرح خلال مشاركته في برنامج حواري تلفزيوني مباشر بأن رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي سخر الجيش الوطني لتأمين جنازة المعارض اليساري شكري بلعيد الجمعة.

وعلق الزبيدي قائلا إنه «منذ أمس (الخميس) وأنا أسمع أن الجيش له تعليمات وسخروه لتأمين موكب دفن» جثمان بلعيد، وأضاف: «أريد أن أقول إن الجيش لا يعمل بالتعليمات والتوصيات».

وأضاف وزير الدفاع مخاطبا بلعباس قائلا: «قلت إن رئيس الجمهورية سخر المؤسسة العسكرية لتأمين موكب الدفن، هذا ليس صحيحا وحتى وإن كان صحيحا فإن مثل هذا الكلام لا يجب أن يصدر إلا من رئيس الجمهورية وليس من ناطق رسمي باسم حزب من الأحزاب». وأشار الوزير إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتدخل فيها في وسيلة إعلام تونسية منذ تسلمه حقيبة الدفاع قبل أكثر من عامين.