قادة المظاهرات في المحافظات الغربية والشمالية يؤكدون الزحف على بغداد الجمعة المقبل

أحدهم تحدث عن خطط بمشاركة فيلق القدس الإيراني للقضاء على الحركة الاحتجاجية

سمير قنطار الذي أفرجت عنه إسرائيل بموجب صفقة مع حزب الله عام 2008 يلقي كلمة في احتفال للكشافة العراقية في بغداد أمس بذكرى انسحاب القوات الأميركية أواخر عام 2011 (أ.ف.ب)
TT

هدد قادة الاعتصامات في سامراء والموصل والأنبار بأنه «في حالة استمرار الحكومة بالتسويف والمماطلة وتجاهل مطالبهم، فإن الخطوة القادمة ستكون إعلان العصيان المدني»، مؤكدين أن «صلاتنا الموحدة يوم الجمعة المقبل ستكون في جامع الإمام أبي حنيفة النعمان بمدينة الأعظمية في بغداد».

وأجمع ثلاثة من قادة الاعتصامات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من الرمادي مركز محافظة الأنبار، وسامراء (صلاح الدين)، والموصل (مركز محافظة نينوى)، على أن «الحكومة لم تحقق أيا من مطالبنا المشروعة حتى اليوم، وأن كل ما أطلقته كان وكعادتها مجرد وعود».

وقال الشيخ سعيد اللافي المتحدث الرسمي باسم المعتصمين في ساحة العز والكرامة في الرمادي إن «الحكومة منذ عشر سنوات تراوغ وتماطل، وقد يئسنا من وعودها التي تعني اغتيال الرموز الوطنية والتهميش والاعتقالات»، مشيرا إلى أن «الأجهزة الأمنية أغلقت أمس (أول من أمس) حيي العامرية والطارمية في بغداد، وأغلقت المساجد واقتحمتها، فأي وعود نصدق بعد ذلك؟». وأضاف: «نحن لن نترك ساحات الاعتصام حتى تتحقق كل مطالبنا المشروعة ونسترد حقوقنا».

وأعلن اللافي عن أن «صلاتنا الموحدة ستكون يوم الجمعة المقبل في جامع الإمام أبي حنيفة بالأعظمية في بغداد، وقد طلبنا من قيادات العمليات والأجهزة الأمنية تأمين وصولنا وحمايتنا طوال طريق ذهابنا وعودتنا، تماما مثلما تفعل الحكومة خلال مناسبات الزيارات إلى كربلاء والنجف والكاظمية، حيث تقطع الطرق، ويجند آلاف من الجيش والشرطة لحماية الزوار، وعلى الحكومة أن ترعى جميع العراقيين بصورة متساوية، وعكس ذلك سوف تتضح طائفيتها»، مشيرا إلى أنه «ليس هناك ما يمنعنا من زيارة بغداد والصلاة في جامع الإمام الأعظم».

وكشف اللافي عن أن «اجتماعا أمنيا جرى في بغداد اليوم (أمس)، وحصلنا على معلومات دقيقة تشير إلى مشاركة ضباط من فيلق القدس الإيراني في هذا الاجتماع الذي ناقش سبل القضاء على الاعتصامات، حيث سوف يتسلل أشخاص بصفة ضباط أو من أبناء المحافظة لتنفيذ عمليات اغتيال لرموز وطنية في المحافظة بمسدسات كاتمة للصوت أو بالسكاكين، وسنحاول منع وصول هؤلاء القتلة إلى صفوفنا».

بدوره، قال الشيخ شعلان الكريم، وهو عضو مجلس النواب، إن «أعداد المعتصمين تزداد يوميا، وبلغت أمس (أول من أمس) العشرات من الآلاف مطالبين بحقوقهم المشروعة»، مشيرا إلى أن «الحكومة لم تطلق أيا من المعتقلين، مع أنها قالت قد أطلقت ألفي معتقل، وهذا كذب، فهناك ستة آلاف معتقل في سجون التاجي وأبو غريب والناصرية، وأغلبهم حصلوا على قرار إطلاق سراح من القضاء لعدم ثبوت أدلة المخبر السري عليهم، لكنهم ما زالوا رهن الاعتقال، كما أن النساء اللاتي اعتقلن بجريرة أزواجهن أو إخوانهن أو أبنائهن، ما زلن في سجون الحكومة»، وقال: «أمس اتصلت بي معتقلة من كركوك تم القبض عليها لعدم وجود زوجها الملاحق من قبل الحكومة، وقالت إن معها امرأة أخرى اعتقلت بجريرة شقيقها». وأضاف الكريم قائلا: «إن قانون المساءلة والعدالة يطبق على العرب السنة فقط، حيث اجتثوا العشرات من أهالي صلاح الدين مع أنه لا تنطبق عليهم مواد المساءلة والعدالة، ومنعوا 120 مواطنا من الترشيح للانتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات، وفصلوهم عن وظائفهم، وهناك قانون معدل للمساءلة والعدالة ولم يتم التصديق عليه».

وحول الخطوة القادمة التي ستلي الاعتصام في حالة عدم تنفيذ الحكومة لمطالبهم، وفيما إذا كانوا سيحققون تهديدهم بالذهاب إلى بغداد، قال الكريم: «الذهاب للصلاة في بغداد ليس تهديدا، وإنما مسألة اعتيادية، ومن حقنا أن نذهب إلى أي مدينة في العراق، لكن خطوتنا القادمة بعد الاعتصام ستكون إعلان العصيان المدني، وتعطيل عمل مجلس محافظة صلاح الدين والأقضية ومجالس الأقضية، والنواحي التابعة للمحافظة، والانسحاب من مجلس النواب»، منوها بأن «الاعتصامات حتى الآن سلمية، ونتمنى أن تبقى كذلك».

إلى ذلك، قال الشيخ فارس العبدالله الفارس، قيادي لاعتصامات نينوى إن «القوات الأمنية منعت أمس (أول من أمس) وصول المشاركين في الصلاة الموحدة بساحة الأحرار وسط الموصل، واعتقلوا بعض المعتصمين، ورغم ذلك كانت المظاهرة مليونية، إضافة إلى اعتصامات أخرى في ناحية النمرود (الخضر)، والقيارة، وأخرى في المساجد»، مشيرا إلى أن «كل ما نطلبه هو حقوق مشروعة، وبإمكان رئيس الوزراء (نوري المالكي) حلها في يوم واحد، كأن يعلن عن موافقته على قانون العفو العام، باستثناء من تلطخت أياديهم بدماء العراقيين، بدلا من الوعود والتسويف والمماطلة».

وتساءل: «هل يعقل أن يعاني أبناء أغنى بلد في العالم الفقر والتشرد، وأن تسقط البيوت على أصحابها، والحكومة تسرق أموال الشعب ولا تعطيه حتى الفتات؟ أليس من حقنا أن نسأل عن أموال البلد وأين تذهب ونطالب بها؟». وقال الفارس: «إن الخطوة القادمة ستكون إعلان العصيان المدني إذا استمرت الحكومة بتجاهل مطالبنا المشروعة»، مؤكدا أن «عشائر المحافظات المعتصمة قرروا الزحف إلى بغداد وأداء صلاة موحدة فيها، ولن تستطيع أي قوة منعنا، ونحن نعرف كيف نصل إلى عاصمتنا ولن نتراجع».