وزير الداخلية اليمني يتهم إيران بتهريب سفينة الأسلحة المضبوطة في عدن

مصدر أمني لـ «الشرق الأوسط»: الحوثيون يخزنون السلاح في صنعاء القديمة وأحياء في العاصمة

اللواء عبد القادر قحطان وزير الداخلية اليمني في المؤتمر الصحافي (رويترز)
TT

اتهم وزير الداخلية اليمني، أمس، ولأول مرة وبصورة صريحة، جمهورية إيران الإسلامية بالتورط المباشر في إرسال شحنات من الأسلحة الخطيرة إلى بلاده، في حين أكد رئيس جهاز المخابرات اليمنية احتفاظ بلاده بحقها في ملاحقة المتورطين في إرسال تلك الشحنات، فيما ذكر مصدر أمني يمني أن الحوثيين بدأوا منذ فترة في تخزين كمية كبيرة من الأسلحة في مدينة صنعاء القديمة.

وقال اللواء عبد القادر قحطان، وزير الداخلية اليمني، في مؤتمر صحافي بصنعاء أمس، بمعية الدكتور علي حسن الأحمدي، رئيس جهاز الأمن القومي (المخابرات) وعدد من القيادات الأمنية اليمنية، إن شحنة الأسلحة والمتفجرات التي ضبطت في المياه اليمنية في 23 يناير (كانون الثاني) الماضي «تمثل شحنة في غاية الخطورة نظرا لما احتوته من كميات من المتفجرات التي لو قدر لها أن توضع في تجمعات سكنية كما حدث في حادثة السبعين، ربما كانت كافية لإنهاء الملايين من أبناء اليمن». وأضاف قحطان «نحن نحرص على أن نكون أوفياء وصادقين وكلماتنا منضبطة لحد كبير وربما بنسبة 100 في المائة، لن نذهب إلى المغالطات على الإطلاق وهذا هو دأبنا».

من جانبه، اعتبر الدكتور علي حسن الأحمدي اكتشاف سفينة الأسلحة الإيرانية «مؤشرا خطيرا، ومع الأسف الشديد فإنه في الوقت الذي كنا نأمل فيه ودعينا أكثر من مرة أشقاءنا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى إعادة النظر في مواقفهم تجاه اليمن، وكانوا في كل المناسبات ينكرون أي تدخل في اليمن، فإن هذه الشحنة، مع الأسف الشديد، أكدت استمرارهم وتصميهم على الإضرار باليمن، وبلادنا سوف تتخذ الإجراءات وسوف تحتفظ بحقها في الدفاع عن مواطنيها وسيادتها». وتلت وزارة الداخلية اليمنية بيانا صحافيا في بداية المؤتمر الصحافي، تضمن معلومات وتفاصيل عن ضبط السفينة الإيرانية وعن شحنة الأسلحة التي كانت تحملها، وأكد البيان أنه «تم ضبط السفينة وهي متجهة إلى السواحل اليمنية لتفريغ حمولتها في نقطة معينة بالقرب من منطقة قصيعر بغرض تخزينها فيها ومن ثم نقلها إلى وجهتها في الداخل»، وأنه «تم اقتياد السفينة من قبل خفر السواحل من موقع ضبطها في محافظة المهرة إلى محافظة عدن». وأضاف البيان أنه «عند تفتيش السفينة تبين أنها كانت محملة بنحو 73 طنا من مادة الديزل ونحو 40 طنا من الأسلحة والقذائف والمتفجرات حيث يوجد بالسفينة عدد سبع فتحات منها ست فتحات تحتوي على كمية الديزل والسابعة تحتوي على كمية من الماء، وفي أحد خزانات الديزل عثر على قناة ضيقة توصل إلى الخزانات التي وضعت الأسلحة بداخلها، وهي 4 خزانات منفصلة عن خزانات الديزل مغطاة بصفائح حديدية يصعب اكتشافها».

وفي السياق ذاته، ذكر مصدر أمني يمني أن الحوثيين بدأوا منذ فترة في تخزين السلاح في مدينة صنعاء القديمة، مما يشكل خطورة على أمن وسلامة المدينة المسجلة ضمن قائمة الأمم المتحدة للتراث العالمي. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن «بدأ الحوثيون منذ فترة تخزين كميات كبيرة من الأسلحة في مدينة صنعاء القديمة، وهذا يمثل خطورة بالغة على أمن سكان المدينة وعلى المدينة ذاتها التي تعد ضمن قوائم التراث الإنساني العالمي». وأضاف أن الحوثيين استغلوا فترة الاضطرابات التي رافقت عامي 2011 و2012 وقاموا بإدخال أسلحة خفيفة ومتوسطة إلى صنعاء القديمة وبعض الأحياء التي يوجد بها أتباع لهم شمال العاصمة». وحذر المصدر الأمني «من أن التساهل مع كميات السلاح التي يعتمد الحوثيون تهريبها ليلا إلى المدينة القديمة سيكلف المدينة والدولة الكثير من الجهد والوقت، وربما يؤدي إلى تعرض صنعاء القديمة لما تعرضت له مدينة صعدة القديمة إبان الحروب مع الحوثيين الذين كانوا يخزنون فيها الأسلحة والعتاد العسكري قبل أن يستولوا على المحافظة بأكملها عام 2011».

وكان عدد من وسائل الإعلام اليمنية والعربية قد تطرقت إلى محاولات الحوثيين السيطرة على أكبر قدر ممكن من المدن القريبة من محافظة صعدة بعد استكمال سيطرتهم على محافظة صعدة ذاتها، كما ذكرت مصادر إعلامية أن الحوثيين يحاولون تحويل محافظة صعدة إلى قاعدة عسكرية وأمنية تنطلق منها إيران لزعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة العربية بشكل عام.