الخطيب لـ«يديعوت أحرونوت»: سنسيطر على السلاح الكيماوي ولن يستخدم ضد أحد

أنهى المقابلة عندما شاهد حروفا بالعبرية على بطاقة محاوره

TT

نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية تصريحات مقتضبة لمن وصفته «الوارث المرشح لجارتنا في الشمال الشرقي»، رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب، قال فيها إنه مستعد لحوار مع النظام السوري لكن ليتنحى وليس ليبقى، مطمئنا المجتمع الدولي إلى أن قوى المعارضة ستضع يدها على الأسلحة الكيماوية ولن تسمح باستخدامها ضد أي أحد. وذكرت الصحيفة أن الخطيب قطع حديثا مع محرر الشؤون الأمنية والاستراتيجية، رونين برغمان، على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ الأسبوع الماضي، في اللحظة التي شعر فيها بأنه إسرائيلي.

ونشرت «يديعوت» تقريرا مفصلا كتبه برغمان عن مشاركة الخطيب في المؤتمر الذي كانت الأزمة السورية آخر مواضيع النقاش في يومه الأخير، بحضور الخطيب الذي انتخب قبل شهرين رئيسا للائتلاف، ويعتقد كثير من المراقبين الغربيين أنه سيكون وريث الأسد وزعيم سوريا المستقبلي.

وكان من بين الحاضرين في المؤتمر نائب رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، وأعضاء مجلس شيوخ، ووزراء خارجية ألمانيا وإيران وإسبانيا، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي، وآخرون، إلى جانب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك.

وقال برغمان «في الساعة الثانية عشرة والنصف حينما بدأ الحاضرون يتفرقون تقدمت إلى الخطيب الذي كان يقف في ركن القاعة مع مساعده، ولم أُعرف نفسي بأنني إسرائيلي، وبدأت أسأله في شؤون مختلفة». ونقل برغمان عن الخطيب كلاما مكررا «إلى اليوم قتل 65 ألف إنسان، منهم 30 ألف طفل وشاب. لقد عذبوا 85 طفلا حتى الموت، وقصفوا مدارس ومناطق مجاورة لها، ودمروا ثلاثة ملايين بيت، وهجروا 700 ألف إنسان عن بيوتهم. إن أعمال الرئيس الأسد تذكر جدا بأعمال طاغية آخر هو صدام حسين في العراق، الذي ذبح أبناء شعبه بلا تفريق. ويستعمل هذا النظام استراتيجية جرائم حرب متعمدة، فهو يقصف صفوف الخبز، ويقتل النساء والأولاد والشيوخ بلا تفريق». وأضاف «اعتقدنا أنه يجب تنحية النظام بالوسائل السلمية، لكنه في صلفه رد بأعمال قتل على المظاهرات، فلم يبق لنا مفر سوى أن نبدأ ثورة. نحن نحب الحياة لكننا لا نخاف الموت، وإذا اضطررنا فسنموت كي نزيل هذا النظام».

وردا على سؤال حول المخاوف من نظام إسلامي متطرف يخلف بشار الأسد، قال الخطيب «لا أفهم المجتمع الدولي. يُقتل في سوريا مواطنون أبرياء، لكنكم في وسائل الإعلام تقيسون طول لحى المعارضين وكأن هذا هو المهم الآن. يجب إنقاذ سوريا من دمار شامل وبناء نظام بدل نظام المجرمين الموجود الآن، يقوم على الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وقيم الإسلام».

وقال برغمان إنه سأل الخطيب عن تصريحات قد تعتبر مهادنة لنظام الأسد، فرد «هذا صحيح. أعلنت أنني مستعد لمحادثات مباشرة مع النظام لكن لا ليبقى، بل لتنحيته بوسائل سلمية». وأضاف «لن نهادن في ذلك. يجب أن يُنهي الأسد حكمه وفورا، ونحن نرى أن ذلك سيمنع سفك مزيد من الدماء، ولدينا شرط آخر وهو الإفراج فورا عن 100 ألف مواطن اعتقلهم النظام منذ بدأت الهبة الشعبية».

وحول توقعاته من المجتمع الدولي قال الخطيب «أتوقع من المجتمع الدولي أن يبدأ عملية حثيثة للتشويش على جميع وسائل الاتصال والإلكترونيات للجيش السوري بطريقة لا تمكن طائراته من الإقلاع، ولا حتى تمكنه من التواصل في ما بينهم، وإذا لم يساعد هذا فأتوقع منهم أن يبدأوا عملية عسكرية فعالة تفضي إلى إسقاط كل طائرة عسكرية تقلع في سماء سوريا، وإذا لم يساعد هذا فأتوقع منهم أن يدمروا جميع الأسلحة والطائرات والمنشآت للنظام مهما كانت».

وسئل الخطيب عن مصير الأسلحة الكيماوية وقلق العالم وإسرائيل من هذه الأسلحة، فقال «هذا شيء عجيب، المجتمع الدولي يقول إنه لن يقبل أبدا أن يستعمل النظام السلاح الكيماوي، فهل يعني هذا أن السلاح الكيماوي محظور لكن كل ما سواه مُباح؟.. وعلى أي حال لا يوجد ما يقلقكم في هذا الموضوع. فنحن في قوى ائتلاف المعارضة سنضع أيدينا على كل مخزون سلاح النظام، ومنه السلاح الكيماوي، ولن ندعه يقع في أيدي أي أعداء أو أشخاص خطرين، ولن يستخدم ضد أحد».

ويبدو أن الحديث عن إسرائيل والسلاح الكيماوي أثار شكوك الخطيب. وقال برغمان إنه استغل ذلك ليسأل فورا وبصراحة «هل سيوقع النظام الذي سترأسه على اتفاق سلام مع إسرائيل؟»، وبعدها قدم له بطاقة زيارته إلى المؤتمر. وأوضح برغمان «تناولها الخطيب وقال ملاحظة لنفسه أو لمساعده، انظر، إنها حروف بالعبرية، وبعد ذلك بوقت قصير همس المساعد بشيء ما في أذنه، فأسرع الخطيب إلى إنهاء الحديث».