مقتل 5 من عناصر مجاهدين خلق بهجوم صاروخي على معسكرهم في بغداد

المنظمة اتهمت فيلق القدس الإيراني بتنفيذه وطالبت بتحقيق دولي

عناصر من مجاهدين خلق خلال مظاهرة احتجاج أمام السفارة الأميركية في لندن أمس احتجاجا على هجوم صاروخي استهدف مخيمهم في بغداد (رويترز)
TT

تعرض مخيم ليبرتي في بغداد الذي يأوي عناصر منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة إلى هجوم صاروخي بقذائف الهاون أمس أودى بحياة 5 أشخاص على الأقل وإصابة العشرات بجروح بينهم نساء.

وقال الدكتور محمد إقبال الناطق الإعلامي باسم مخيم ليبرتي في اتصال مع «الشرق الأوسط» إنه في الساعة الخامسة والدقيقة الخامسة والأربعين من صباح السبت (أمس) تعرض مخيم ليبرتي لهجوم بالصواريخ وقذائف الهاون أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم امرأة، وإصابة أكثر من 100 جريح، بينهم نساء، حالة عدد منهم خطرة ما سيزيد من عدد القتلى، مشيرا إلى أنه ليس هناك أي إمكانية لإسعاف أو نقل الجرحى. كما أن مولد الكهرباء للعيادة العراقية أصيب وأدى إلى قطع التيار الكهربائي ولا يمكن الاستفادة منه.

وقال إقبال إن القطع المتناثرة من الصواريخ تشير إلى أن الهجوم نفذ بواسطة صواريخ 107 ملم، وإن هناك أعدادا منها لم تنفجر مما يهدد حياة السكان بالمخيم، مضيفا أنه «تم تحديد أمكنة إصابات 30 صاروخا وقذيفة هاون داخل مخيم ليبرتي في مساحة نصف كيلومتر مربع».

وكان السكان ومحاموهم حذروا أول من أمس من وقوع هجمة أخرى على يد النظام الإيراني والقوات العراقية، وطالبوا الأمين العام للأمم المتحدة والحكومة الأميركية مرة أخرى بإعادة اللاجئين إلى مخيمهم السابق في معسكر أشرف.

واستهدف الهجوم أمس معسكر ليبرتي الذي يضم 3100 عنصر من مجاهدين خلق الذين انتقلوا إليه العام الماضي، بعد مغادرتهم لمعسكر أشرف الذي يعد مقرهم التاريخي ويقع في محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد، وكانوا يستخدمونه منذ عام 1980.

وسمح الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للمنظمة بالإقامة في معسكر أشرف لحملها على مساندته في محاربة النظام الإيراني خلال الحرب العراقية - الإيرانية (1980 - 1988).

وحمل الدكتور إقبال أمس الإدارة الأميركية ومنظمة الأمم المتحدة مسؤولية أمن وسلامة هؤلاء اللاجئين في مخيم ليبرتي، وطالب بإجراء تحقيق دولي محايد بشأن الهجوم الصاروخي الذي استهدف معسكر «ليبرتي».

وقال إقبال إن معسكر أشرف تعرض إلى مجزرة مقصودة ذهب ضحيتها عشرات الأبرياء ممن يسكنون معسكرا مساحته نصف كيلومتر فقط بينما كان معسكر أشرف الذي طالبنا ونطالب بالعودة إليه تبلغ مساحته 36 كيلومترا ومزودا بكل ما يلزم من ملاجئ وابنيه كونكريتية قادرة على صد كل شيء بعكس هذا المعسكر أو السجن الذي وفره لنا مارتن كوبلر (ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق) وبالتواطؤ مع الحكومة العراقية. وأضاف: أن «البيان الذي أصدره كوبلر لم يتضمن معلومات شافية ووافية والأدهى من ذلك أنه طالب الحكومة العراقية بإجراء تحقيق بينما هو يعرف سلفا نتائج مثل هذا التحقيق وبالتالي فإن ما نطالب به نحن هو إجراء تحقيق دولي محايد بهذه المجزرة التي ارتكبها النظام الإيراني ومن منطقة قريبة من المنطقة الخضراء ويفترض أن تكون محصنة وتحت سيطرة الحكومة العراقية وهو ما يؤكد قدرة النظام الإيراني على اختراق الأجهزة العراقية». وبشأن مسؤولية كوبلر بما حصل قال إقبال إن «كوبلر هو الذي جاء بنا إلى هذا السجن ولذلك نحن نحمله مسؤولية الضحايا لأننا جئنا بشكل قسري وتعسفي وأننا اليوم نطالب بالعودة إلى معسكر أشرف وقد أخبرنا السفارة الأميركية بذلك وطالبناهم بالمجيء إلى ليبرتي لكي يشاهدوا الأوضاع على أرض الواقع».

ونقلت وكالة «رويترز» عن متحدث باسم مجاهدين خلق أن الجماعة لا تعرف على نحو مؤكد من الذي وراء هذا الهجوم لكنه قال إن قوة القدس الإيرانية مشتبه به محتمل وهي وحدة تابعة للحرس الثوري الإيراني تركز بوجه خاص على العمليات العسكرية خارج البلاد.

ومن جهتها طالبت مريم رجوي، رئيسة المنظمة، المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة بأن «يعلن دون إبطاء الموقع القانوني لسكان ليبرتي بصفتهم لاجئين حفاظا على أرواحهم وأمنهم، وأن تدفع الحكومة العراقية بإعادة سكان ليبرتي إلى أشرف. وهذه هي الطريقة الوحيدة لمنع هجمات جديدة ضد اللاجئين العزل من سكان ليبرتي».

وتدعو مجاهدين خلق للإطاحة بحكم رجال الدين في إيران وحاربت في صفوف القوات العراقية تحت حكم الرئيس الراحل صدام حسين خلال الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات. ونشأت منظمة مجاهدي خلق في الستينات للنضال ضد شاه إيران، وتمركزت في العراق بعد الثورة الإسلامية الإيرانية في 1979.

وهي تؤكد الآن تخليها عن النضال المسلح، وأنها تعمل للإطاحة بالنظام الإسلامي في طهران عبر وسائل سلمية.

وقد شطبت بريطانيا اسم المجموعة عن اللائحة السوداء للمنظمات الإرهابية في يونيو (حزيران) 2008 وتلاها الاتحاد الأوروبي في 2009 ثم الولايات المتحدة في سبتمبر (أيلول) 2012. لكن وزارة الخارجية الأميركية تحمل المجموعة مسؤولية مقتل إيرانيين وكذلك جنود أميركيين ومدنيين من السبعينات وحتى عام 2001.