السلطات الإيرانية تدعو إلى مسيرات مليونية اليوم في ذكرى الثورة

استطلاع أميركي: الإيرانيون يعانون من العقوبات لكنهم يدعمون البرنامج النووي

إيرانيان يعاينان أمس إحدى غرف قصر نيافاران مقر سكن شاه إيران السابق رضا بهلوي، بعد أن حولته السلطات الإيرانية إلى متحف في شمال طهران (أ.ب)
TT

دعت السلطات الإيرانية مواطنيها أمس إلى «مسيرات مليونية» لإحياء الذكرى الـ34 لاندلاع الثورة الإسلامية التي قادها الراحل آية الله الخميني عام 1979 والتي أطاحت بشاه إيران محمد رضا بهلوي. وبينما جددت القوات المسلحة الإيرانية «ولاءها» للثورة الإسلامية والمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، واستعدادها لصد «هجمات الأعداء»، في إشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، أظهر استطلاع للرأي أجري في الولايات المتحدة أن غالبية كبيرة من الإيرانيين يعانون من العقوبات الغربية المفروضة على بلادهم خصوصا ناحية النقص في الأدوية، إلا أنهم لا يزالون يدعمون البرنامج النووي الإيراني.

وأصدرت اللجنة التنسيقية للإعلام الإسلامي في إيران بيانا أمس دعت فيه جموع الشعب الإيراني للمشاركة في المسيرات المليونية التي ستقام اليوم «بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية تحت شعار (ملحمة الوحدة والمشاركة الوطنية)».

ونقلت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية شبه الرسمية أن «البيان تضمن دعوة جموع المواطنين للمشاركة بتجديد البيعة لمبادئ الثورة الإسلامية والشهداء وتلبية لدعوة قائد الثورة الإسلامية حفظه الله لإبراز العزة والكرامة والاقتدار والعزيمة الوطنية لإيصال رسالة رادعة إلى أعداء الشعب الإيراني من قوى الاستكبار العالمي».

وتابع البيان أن «الشعب الإيراني وللسنة الـ34 من انتصار الثورة الإسلامية يمضي قدما في مواجهة المؤامرات السلطوية بحكمة وبصيرة وسيعيد الكرة من جديد من خلال رفع شعار الاستقلال والحرية والجمهورية الإسلامية».

واختتم البيان بحث جميع فئات الشعب الإيراني على الوحدة والمشاركة في المسيرات الجماهيرية التي ستقام في أنحاء البلاد كافة بدءا من الساعة الـ9 من صباح اليوم.

ويأتي الاحتفال بذكرى الثورة الإسلامية بينما يرزح المواطن الإيراني تحت وطأة عقوبات دولية قاسية جراء البرنامج النووي الإيراني الذي يعتقد الغرب أن أهدافه عسكرية مما أفقد العملة الإيرانية نحو نصف قيمتها.

وأظهر استطلاع للرأي أجري في الولايات المتحدة أن غالبية كبيرة من الإيرانيين يعانون من العقوبات الغربية المفروضة على بلادهم خصوصا لناحية النقص في الأدوية، إلا أنهم لا يزالون يدعمون البرنامج النووي الإيراني.

وبحسب نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد غالوب، فإن 83 في المائة من ألف إيراني جرى الاتصال بهم عبر الهاتف بين ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) أكدوا أنهم يعانون في يومياتهم من العقوبات الدولية.

وقرابة نصف الأشخاص المستطلعين يعتبرون أن الولايات المتحدة هي المسؤولة الرئيسية عن هذا الوضع، في حين ألقى 10 في المائة منهم باللائمة على طهران، ونسبة أقل اتهمت إسرائيل أو أوروبا بالتسبب بالوضع القائم.

وعلى رغم العقوبات، فإن 63 في المائة من الإيرانيين المستطلعين يعتبرون أن «البلاد عليها مواصلة تطوير منشآتها النووية».

وتشتبه القوى الغربية وإسرائيل برغبة الجمهورية الإسلامية في التزود بأسلحة نووية تحت ستار برنامج مدني، وهو ما تنفيه إيران بشدة.

وتعتمد الولايات المتحدة منذ أشهر استراتيجية مزدوجة تقوم على فرض عقوبات اقتصادية تزداد تشددا ضد طهران بموازاة استمرار المحاولات لإجراء مفاوضات دبلوماسية.

وتكرر الولايات المتحدة أن عقوباتها لا تشمل المواد الغذائية الأساسية إلا أن تقريرا أجراه معهد مستقل مؤخرا يؤكد أن إيران بدأت تشهد نقصا في الأدوية.

وبمناسبة ذكرى الثورة قال قائد مقر «خاتم الأنبياء» للدفاع الجوي الإيراني العميد فرزاد إسماعيلي، إن هذا المقر لن يسمح لأي عدو بالهجوم على البلاد.

وأضاف العميد إسماعيلي أن «كوادر مقر (خاتم الأنبياء) الذين يعتبرون أنفسهم أمناء لهذه الأمانة الإلهية، سيسعون لحراستها بكل قواهم، ولن يسمحوا لأعداء الثورة المدججين بالسلاح والحاقدين بأن يشنوا هجمات على رصيد الشعب الإيراني العظيم»، ودعا إلى «المشاركة الفاعلة في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الإسلامية غدا (اليوم) للتعبير عن العزيمة الراسخة للدفاع عن الثورة والكرامة الوطنية ومكتسبات الجمهورية الإسلامية».

كما أعلن أنه سيتم عرض طائرة جديدة بلا طيار من طراز «حازم» تمتلك قدرة مناورة عالية وتتجنب الرادارات في يوم عيد الجيش الذي يصادف يوم 18 أبريل (نيسان) المقبل.

وأضاف أن «هذه الطائرة تتمتع بقدرة مناورة عالية وتتجنب رصدها من قبل الرادارات»، وتابع قائلا: «في مجال الدفاع الجوي لسنا محتاجين للعالم، ونقوم بوضع التصاميم في ضوء احتياجاتنا من المنظومة الجوية الداخلية».