أحمدي نجاد للأميركيين: إذا أوقفتم «العداء».. سأفاوضكم بنفسي

مسيرات حاشدة في طهران ومدن أخرى لإحياء الذكرى الـ34 للثورة > رقابة مشددة على وسائل الإعلام والصحافيين الأجانب

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يحيي أنصاره خلال مسيرة لإحياء الذكرى الـ34 لاندلاع الثورة الإيرانية في طهران أمس (أ.ب)
TT

قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، إن طهران لن تتفاوض بشأن برنامجها النووي المثير للجدل تحت ضغوط، لكنها مستعدة للتحاور مع معارضيها إذا توقفوا عن «إشهار الأسلحة».

وفي كلمة ألقاها الرئيس الإيراني بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين للثورة الإسلامية، تحدث أحمدي نجاد بنبرة تصالحية أكثر من الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، الذي رفض في السابع من فبراير (شباط) الحالي دعوة أميركية أطلقها نائب الرئيس جو بايدن، لإجراء مفاوضات مباشرة لبحث الخلافات بين البلدين.

وليس من سلطة أحمدي نجاد السماح بإجراء مفاوضات بشأن البرنامج النووي، وهي من سلطة خامنئي.

وقال أحمدي نجاد متحدثا أمام حشد في ساحة آزادي (الحرية) في طهران: «لا يمكنكم إشهار الأسلحة صوب الأمة الإيرانية ثم تتوقعون منها إجراء مفاوضات معكم».

وقال في كلمته التي نقلها التلفزيون الحكومي مباشر إن «اقتراح الولايات المتحدة بدء حوار ثنائي هو (تغيير في اللهجة) ضروري، لكنه غير كاف»، منددا في الوقت نفسه بالعقوبات الأميركية.

وقال الرئيس الإيراني متوجها إلى الولايات المتحدة إن «تغيير اللهجة ضروري لكنه غير كاف. توقفوا عن توجيه السلاح نحونا، وأنا شخصيا سأتفاوض معكم». وأضاف: «فعلتم كل شيء لمنعنا من أن نصبح بلدا نوويا وفشلتم. إن أفضل حل هو التعاون والتفاهم»، داعيا إلى «حوار في إطار الاحترام والعدالة وليس تحت الضغط».

وتجمع إيرانيون يحملون لافتات كتب عليها عبارات مثل: «تسقط الولايات المتحدة»، و«صامدون حتى النهاية»، في مظاهرات حاشدة نظمتها الحكومة في العاصمة طهران لإحياء ذكرى الثورة الإسلامية التي أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي. ورفع البعض لافتات تسخر من العقوبات وتعتبرها ذات تأثير ضعيف. ووضعت السلطات في إحدى الزوايا نسخة من الصاروخ الذي استخدمته إيران لإطلاق كبسولة إلى الفضاء في داخلها قرد في نهاية يناير (كانون الثاني).

وفي الحادي عشر من فبراير 1979، وبعد عشرة أيام من عودة زعيم الثورة آية الله الخميني من فرنسا، أطاح الثوريون بنظام الإمبراطورية والشاه، وسيطروا على مقاليد السلطة دون أن يتدخل الجيش، وأسسوا الجمهورية الإسلامية. وتقام الاحتفالات في جميع أنحاء البلاد، لا سيما المدن الكبرى، مثل مشهد وأصفهان وشيراز وكرمان. وفي طهران اعتمد 150 صحافيا أجنبيا وخضعت وسائل الإعلام الأجنبية إلى مراقبة مشددة، حيث لا يمكنها تغطية المظاهرات إلا من المنصات الرسمية.

وتجري الاحتفالات بهذه الذكرى في خضم أزمة اقتصادية بسبب العقوبات السياسية والاقتصادية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

ولم يتناول أحمدي نجاد تفاصيل البرنامج النووي الإيراني، أو المحادثات المزمعة في كلمته التي ألقاها أمس. وقال إن إيران ستواجه العقوبات من خلال زيادة صادراتها غير النفطية، ومحاولة التكيف مع تراجع إيرادات النفط. وتابع: «يبذل الأعداء اليوم أقصى ما في وسعهم لممارسة الضغط على الأمة الإيرانية لمنع تقدمها، لكنهم لن ينجحوا».

وفي الأسبوع الماضي اتخذت الولايات المتحدة إجراء يهدف إلى «احتجاز» إيرادات النفط من خلال اشتراط ربط هذه الأموال بحسابات في دول تشتري النفط الإيراني.

ورفض خامنئي يوم الخميس عرضا بإجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، قائلا إن المفاوضات لا تتوافق مع الضغوط. ويعتقد أن خامنئي كان يرد على تصريحات جو بايدن نائب الرئيس الأميركي الذي قال في كلمة بألمانيا في الثاني من فبراير إن الولايات المتحدة مستعدة لإجراء محادثات مباشرة مع إيران إذا كانت جادة بشأن التفاوض.

ودعا أحمدي نجاد الأحد الإيرانيين إلى البقاء «موحدين وراء المرشد» الأعلى الذي يملك الكلمة الفصل، خصوصا في الأنشطة النووية والدبلوماسية، مؤكدا مجددا أن «الأمة الإيرانية لن تتخلى عن أي من حقوقها المشروعة» فيما يتعلق بالطاقة النووية.

إلى ذلك أعلن مساعد وزير الدفاع الإيراني العميد سيد مهدي فرحي، أن بلاده ستطلق صاروخا لنقل قمر صناعي في نهاية مارس (آذار) 2016، بزنة 700 كيلوغرام ووضعه في مدار ألف كيلومتر حول الأرض. واعتبر رئيس منظمة الفضاء الإيرانية المنجزات في المجالات الجوية والفضائية بأنها منقطعة النظير بين الدول الإسلامية. وقال فرحي: «إيران تأتي ضمن الدول العشر الأولى في العالم في مجالات إنتاج الصواريخ المضادة للدروع، الدفاع الجوي، والصواريخ الباليستية، وصواريخ (كروز)، والصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية».

وأضاف: «إن لإيران خطتين رئيسيتين في المجال الفضائي»، مشيرا إلى أن «إحدى هاتين الخطتين خمسية والأخرى عشرينية». وتابع فرحي: «من المقرر وفقا للخطة الخمسية أن نتمكن عبر إرسال الصاروخ الحامل سفير 3 (سبهر) من وضع قمر صناعي بزنة 700 كيلوغرام في مدار ألف كيلومتر حول الأرض، ولنا من قبل أيضا الصاروخان (سفير 1) و(سفير 2)».

وأوضح: «إننا سنسعى خلال النصف الأول من العام (الإيراني) المقبل (يبدأ في 21 مارس) لإرسال القمر (طلوع) أو القمر (ظفر) (بزنة 100 كيلوغرام) بواسطة الصاروخ الحامل (سيمرغ) إلى مدار 500 كيلومتر حول الأرض انطلاقا من قاعدة (الإمام الخميني) التي تم إنجاز 90 في المائة من أعمالها التنفيذية لحد الآن».

وأكد فرحي أن صنع الصاروخ الحامل «سفير 3» يعني الانتقال من صنع صاروخ حامل بزنة 26 طنا إلى 85 طنا، وهو في حد ذاته إنجاز كبير جدا.

وأشار إلى أن «48 دولة في العالم تمتلك الآن أقمارا صناعية، ولكن 24 دولة فقط تستطيع صنع أقمار صناعية، ومنها 8 دول فقط يمكنها صنع صواريخ حاملة لأقمار صناعية، ومن ضمنها إيران».

ولفت إلى امتناع روسيا عن بيع منظومة «إس 300» الصاروخية لإيران، موضحا أن الشباب الإيراني يعكف حاليا على تصميم وصنع منظومة «باور 373» ذات الشبه الكبير بمنظومة «إس 300».