خبير دولي يلمح لدخول عناصر من المسلحين الإسلاميين في مالي إلى دارفور

أحد أعضاء هيئة علماء السودان يقدم استقالته

TT

لمح الخبير الدولي المستقل الذي عينته لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة موفدا للسودان، مسعود بادرين إلى وجود مؤشرات على دخول عناصر من الإسلاميين المتشددين إلى دارفور قادمين من دولة مالي بعد الضربات العسكرية من قبل فرنسا والقوات الأفريقية، مطالبا الخرطوم بإطلاق سراح المعتقلين من قادة الأحزاب السياسية الذين وقعوا على وثيقة «الفجر الجديد» الشهر الماضي، التي تطالب بإسقاط نظام الرئيس عمر البشير، في وقت قدم فيه داعية ديني استقالته عن هيئة علماء السودان التابعة للحكومة بسبب مواقفها منه بعد توقيعه وثيقة «الفجر الجديد».

وقال بادرين الذي أنهى زيارة إلى الخرطوم التقى فيها بالمسؤولين الحكوميين، إنه تلقى مؤشرات أولية من البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، في دارفور (يوناميد) بأن لديها معلومات أولية عن دخول عناصر من «القاعدة» هربوا من القتال في مالي إلى إقليم دارفور غربي السودان. ويعاني هذا الإقليم من حرب أهلية امتدت إلى أكثر من 10 سنوات بين القوات الحكومية وميليشيات تابعة لها، ومتمردين. وأضاف: «لكن لم يتم التأكد من دخول هذه الجماعات إلى دارفور». وكان المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد قد نفى لـ«الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي دخول هذه العناصر إلى بلاده، وقال إن تلك المعلومات غير صحيحة وإن القوات المسلحة لن تسمح بدخول مثل هذه العناصر إلى بلاده.

وأعرب بادرين عن قلقه من استمرار اعتقال قادة الأحزاب السياسية الذين وقعوا على وثيقة «الفجر الجديد» في يناير (كانون الثاني) الماضي في كمبالا، التي وقعت عليها قوى الإجماع الوطني التي تضم أكثر من 20 حزبا سياسيا والجبهة الثورية المسلحة والمكونة من قبل الحركة الشعبية في الشمال وفصيلي «تحرير السودان» و«العدل والمساواة»، وقال إن عددا من المعتقلين يعاني من أمراض ويمر بظروف صحية سيئة، مطالبا الحكومة بإطلاق سراحهم أو تقديمهم إلى المحاكمة، مناشدا الحكومة أخذ هذه المسألة على محمل الجد، داعيا في الوقت نفسه جهاز الأمن إلى أن يضع اعتبارات حقوق الإنسان في الحسبان عند تنفيذ مهامه، من جهة أخرى، قال رئيس حزب الوسط الإسلامي الدكتور يوسف الكودة لـ«الشرق الأوسط» إنه قدم استقالته من هيئة علماء السودان، وشن هجوما عنيفا على هيئة علماء السودان، وقال إن هذه الهيئة لها تاريخ غريب في البلاد؛ «فهي تترك الحديث عن الجوع والغلاء الفاحش وشظف العيش والأمراض الفتاكة وتصمت عن الحرب في دارفور وجنوب كردفان (جبال النوبة) والنيل الأزرق».