رحيل «دبلوماسي البنغ بونغ» الصيني

أسهم في إذابة جبل الجليد مع الولايات المتحدة.. وفتح الباب لـ«أسبوع غير وجه العالم»

صورة أرشيفية للاعب تنس الطاولة الأميركي جلين كوان خلال تحيته للصيني الراحل تشوانغ تسي - تونغ أثناء استقباله بالولايات المتحدة الأميركية في أبريل 1972 (أ.ب)
TT

عقب صراع مع مرض السرطان لمدة نحو خمس سنوات، ومضاعفات حادة ناجمة عن فشل كبدي، أعلنت الصين أمس عن وفاة بطل العالم الأسبق في لعبة تنس الطاولة تشوانغ تسي - تونغ، الذي أسهم في إذابة جبل الجليد بين الصين والولايات المتحدة الأميركية في حقبة السبعينات من القرن الماضي، فيما عرف اصطلاحا بـ«دبلوماسية البنغ بونغ».

وكان تسي - تونغ، بطل العالم في لعبة تنس الطاولة لثلاث مرات، ويعد أسطورة محلية في الصين، قدم هدية عبارة عن وشاح حريري للاعب الأميركي جلين كوان، ورحب به وحث زملاءه على المثل، وذلك بعد أن قام الأخير بركوب حافلة الفريق الصيني - على سبيل الخطأ، بعد انصراف حافلة فريقه - خلال بطولة العالم رقم 31 للعبة تنس الطاولة، التي كانت مقامة في مدينة ناغويا اليابانية عام 1971، وذلك في أوج «الحرب الباردة» بين الصين والولايات المتحدة الأميركية.

وقام المصورون بالتقاط الصور لكل من تسي - تونغ وكوان، وسط حفاوة دولية بالغة بمبادرة اللاعب الصيني، الذي قال لكوان (من خلال مترجم البعثة): «رغم أن العلاقات بين بلدينا ليست ودية.. فإن الشعب الأميركي صديقنا»، عارضا تقديم «مواصلة مجانية» للاعب الأميركي، رغم اعتراف تسي - تونغ (لاحقا في عام 2007) بأن زملاءه بالفريق حذروه من مغبة الحديث مع «الأميركي»، لكنه تجاهل رأيهم.

وشجع الموقف الزعيم الصيني (آنذاك) ماو تسي تونغ على دعوة 15 من لاعبي الفريق الأميركي لزيارة الصين عقب انتهاء البطولة في اليابان، قائلا إن «تشوانغ تسي - تونغ ليس فقط لاعبا جيدا لتنس الطاولة، ولكنه أيضا بارع في الدبلوماسية».

وبعد عشرة أشهر، قام الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون بزيارة مفاجئة للصين الشيوعية في فبراير (شباط) 1972 قال عنها لاحقا إنها «الأسبوع الذي غير وجه العالم».. فيما اعتبر بداية لإعادة العلاقات الدبلوماسية المنقطعة - التي سادها الجفاء بين الدولتين لنحو عقدين من الزمان - لاحقا في عام 1979. واقترب تشوانغ تسي - تونغ من الزعيم الصيني ماو تسي تونغ وزوجته «جيانغ كينغ»، وعين وزيرا للرياضة في الثلاثينات من عمره وعضوا باللجنة المركزية للحزب الشيوعي.. وعقب وفاة ماو، والإطاحة بما عرف بـ«عصابة الأربعة»، ومن بينهم أرملة ماو، اعتقل تشوانغ تسي - تونغ، وتم التحقيق معه، ثم تم نفيه إلى تايوان في عام 1980، ليعود إلى بكين في عام 1985 بعد سماح السلطات الصينية بعودته.