الجنرال دانفورد يتولى قيادة مهمة «الأطلسي» في أفغانستان

الرئيس كرزاي غاب عن الاحتفال > الجنرال ألين: إيساف «على طريق النصر»

الجنرال جون ألين (يسار) خلال حفل تسليم قيادة قوات الأطلسي في أفغانستان إلى الجنرال جوزيف دانفورد بمشاة البحرية الأميركية (وسط) في العاصمة كابل أمس (أ.ف.ب)
TT

تولى الجنرال جوزيف دانفورد بمشاة البحرية الأميركية أمس قيادة مهمة يرأسها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان في حفل محدود للقائد الذي من المتوقع أن يشرف على انسحاب معظم القوات الأجنبية من البلاد بحلول نهاية العام المقبل.

ويتسلم دانفورد زمام الأمور من الجنرال جون ألين بمشاة البحرية الأميركية الذي أمضى 19 شهرا في مهمته التي يعتقد أنها من أصعب الفترات في الحرب التي دخلت عامها الحادي عشر الآن.

وقال دانفورد أمام حشد من المسؤولين الأجانب والأفغان في المقر المحصن لقوة المعاونة الأمنية الدولية «ايساف» التابعة للحلف: «اليوم ليس وقت التغيير لكنه وقت الاستمرار. الأمر الذي لم يتبدل هو إرادة هذا التحالف».

وقال دانفورد خلال المراسم التي حضرها الجنرال مارتن ديمسبي رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة: «سأحاول الإبقاء على زخم الحملة ودعم مواطني أفغانستان وهم ينتهزون فرصة تحقيق مستقبل أفضل».

وحضر مراسم تسليم القيادة مجموعة من المسؤولين الأفغان ومسؤولي الناتو، منهم وزير الدفاع الأفغاني باسم الله خان محمدي، والجنرال الألماني هانز لوثر دومروس.

وغاب عن الاحتفال الرئيس الأفغاني حميد كرزاي رغم تسلمه دعوة بهذا الشأن من قوة المعاونة الأمنية الدولية. وامتنع متحدث باسم الرئيس الأفغاني عن التعليق على سبب تخلفه عن هذه المناسبة.

وألقى الجنرال جون ألين الذي أدار عملية نقل معظم المهام الأمنية في شتى أرجاء البلاد إلى قوات الجيش والشرطة الأفغانية، كلمة مؤثرة موجهة أصلا للأفغان، أكد فيها على أهمية دورهم بشأن تولي مسؤولية جميع شؤون الأمن بحلول منتصف العام الجاري. وأضاف الجنرال ألين لـ«بي بي سي» أن قوات التحالف قطعت «شوطا طويلا» باتجاه تهيئة ظروف الانتصار. وقال: «أعتقد أننا قطعنا شوطا طويلا في تهيئة الظروف لما يكون، عادة وبشكل عام، العامل المحدد في الانتصار في مكافحة التمرد، (وذلك من حيث) تهيئة الظروف للحكم، تهيئة الظروف للفرص الاقتصادية.. أعتقد أننا على طريق النصر».

وخلال 19 شهرا أمضاها في منصبه، نجح الجنرال ألين في نقل المسؤولية عن الأمن بأنحاء كثيرة من البلاد لقوات الجيش والشرطة الأفغانية. ومن المتوقع أن يكون خلفه آخر قائد لـ«إيساف»، حيث سيشرف على انسحاب غالبية القوات الأجنبية من البلاد.

وأوضح ألين: «لم تعد أفغانستان مكانا بين الإمبراطوريات»، في إشارة إلى البلد الذي ظلت فيه الأطماع الإمبريالية الشغل الشاغل.. لأجيال وأجيال.

وتقع أفغانستان بين إيران وباكستان وآسيا الوسطى، وظلت عرضة للغزو منذ عصر الإغريق وحتى القرن التاسع عشر خلال الصراع على النفوذ بين بريطانيا وروسيا، وخلال آخر 30 عاما من الصراع الذي شهدته البلاد.

كما أبرز ألين دور قوات الأمن الأفغانية التي يبلغ قوامها 350 ألف فرد، والتي من المتوقع أن تتولى كامل المسؤولية الأمنية بحلول منتصف العام. وقال ألين من على المنصة وسط تصفيق حماسي: «القوات الأفغانية تدافع عن الشعب الأفغاني وتمكن حكومة هذا البلد من خدمة مواطنيه. إنه النصر بعينه». وأبرز ألين أيضا دور التعليم في تغيير الرأي العام في أفغانستان ليصبح مناهضا لحركة طالبان الأفغانية التي حرمت البنات دخول المدارس. وكان قد قال لرويترز في وقت سابق إن النهوض بحقوق المرأة عنصر رئيسي في منع طالبان من استعادة حجم التأييد الذي كانت تحظى به.

وأعلن البيت الأبيض الشهر الماضي أن ألين سيتولى منصب القائد الأعلى للقوات المتحالفة في أوروبا بعد أن برأته وزارة الدفاع الأميركية من اتهامات بسوء سلوك مهني؛ بسبب رسائل بريد إلكتروني لإحدى المعارف في فلوريدا مرتبطة بفضيحة سلفه ديفيد بترايوس، التي دفعته للاستقالة من منصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه).