كثير من الغضب.. قليل من التحرك إزاء جريمة الاغتصاب في جنوب أفريقيا

مئات شاركوا في جنازة الضحية

TT

أثار اغتصاب فتاة عمرها 17 عاما والعثور على جثتها مشوهة في موقع بناء لا يبعد كثيرا عن منزلها خارج كيب تاون مشاعر الغضب في أنحاء جنوب أفريقيا، حيث شارك مئات المواطنين، من بينهم ساسة، في جنازة الفتاة أول من أمس في كنيسة ببلدة بريداسدورب ونصبت خيمة لاستيعاب الأعداد التي لم تتمكن من دخول الكنيسة.

وأعاد اغتصاب إنيني بويسن التي شوهت وتركت لتموت في بلدة صغيرة شرق كيب تاون إلى الأذهان حادثة الاغتصاب الجماعي لطالبة على متن حافلة في نيودلهي العام الماضي، لينصب الاهتمام على ارتفاع معدل جرائم الاغتصاب في جنوب أفريقيا.

وعثر حراس أمن على بويسن ممددة على مسافة قريبة من منزلها بعد انصرافها من حفل مساء يوم الجمعة، وكان بطنها مشقوقا وتوفيت متأثرة بجراحها في المستشفى. وتمكنت بويسن من التعرف على مهاجميها قبل وفاتها، حيث ألقي القبض على ثلاثة رجال وسيمثلون أمام المحكمة غدا. وقال شقيقها رينو بويسن لوسائل الإعلام المحلية إنه يعرف أحدهم، مضيفا أنه «كان صديقي.. ذهبنا للمدرسة معا وأقمنا في منزل واحد. كنا مثل الأشقاء».

من جانبه، عبر الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما عن صدمته وغضبه، ودعا إلى توقيع أقصى عقوبة ممكنة على القتلة وشن حملة لـ«إنهاء هذه المصيبة في مجتمعنا». وتتلقى الشرطة ما يقدر بنحو 65 ألف بلاغ عن حوادث اغتصاب سنويا، وهناك المزيد من الحالات لا يتم الإبلاغ عنها، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي: «يتعين إنهاء الثقافة المتأصلة للعنف الجنسي التي تسود جنوب أفريقيا».

وفي جوهانسبرغ، احتشدت مجموعة صغيرة من النشطاء في «ميدان غاندي» بوسط المدينة.. ووضعت صور بويسن في الميدان جنبا إلى جنب مع لوحة موجهة إلى الشرطة تقول: «دماؤنا على أيديكم». وقالت إحدى المشاركات في الاحتجاج: «أنا لا أشعر بالأمان على الإطلاق، النساء معرضات للخطر للغاية هنا. ربما تتعرض لإطلاق نار أو القتل وأنت تمشي في الشوارع، ولن يتم اتخاذ أي إجراء حيال ذلك». ولم تسهم كثيرا عملية الاعتقال السريعة للمشتبه بهم الثلاثة في تغيير الشعور المسيطر لدى المواطنين في جنوب أفريقيا بأن نظام العدالة غير ناجز. وقالت ليندا، وهي ناشطة حقوقية: «إنني في انتظار رؤية ما سيحدث لمن تم إلقاء القبض عليهم. إذا ما تم اتخاذ إجراء ضد هؤلاء الأشخاص فإنني أشعر أنهم سيكونون عبرة للآخرين الذين يشعرون أنهم أحرار في أن يفعلوا أي شيء في هذه الدولة».

وعينت جنوب أفريقيا العام الماضي أول امرأة كرئيسة للشرطة، لكن النشطاء، الذين كانوا يأملون في إعطاء أولوية لجرائم الجنس ضد المرأة، أعربوا عن خيبة أملهم. ولا تزال معدلات اعتقال وإدانة مرتكبي جرائم الاغتصاب منخفضة للغاية، مما أدى إلى دعوات في بعض المجتمعات لتطبيق عدالة الغوغاء العنيفة كوسيلة لردع الجناة المحتملين.