السلطات الإيرانية تستجوب ابنتي موسوي.. والمعارضة تتحدث عن اعتقالهما

الرئيس الغاني يأمر بالتحقيق في اتهامات لبلاده بمساعدة إيران على تفادي العقوبات

مير حسين موسوي
TT

قالت مصادر إيرانية معارضة أمس، إن السلطات اعتقلت أمس، ابنتي الزعيم المعارض مير حسين موسوي المرشح الرئاسي السابق المحتجز رهن الإقامة الجبرية منذ ما يقرب من عامين، لكن مصادر رسمية قالت إن ابنتي موسوي استدعيتا للتحقيق ولم تعتقلا.

وقال موقع «كلمة»، المعارض المقرب من موسوي، إن قوات الأمن توجهت إلى منزل نرجس وزهرة ابنتي موسوي صباح أمس، واعتقلتهما. ولم يذكر الموقع إلى أين أخذتهما قوات الأمن. ولدى موسوي وزوجته ابنة ثالثة، كتبت مع شقيقتيها بيانا الشهر الماضي، قلن فيه إن السلطات رفضت اتصال موسوي ورهنورد ببناتهما لأسابيع. وعولج موسوي، (70 عاما)، الذي كان رئيسا للوزراء في الثمانينات في المستشفى من مشاكل بالقلب في أغسطس (آب) الماضي.

ونقلت «وكالة الطلبة للأنباء» عن مكتب المتحدث باسم الهيئة القضائية قوله إن زهرة ونرجس موسوي استدعيتا إلى مكتب الادعاء لتقديم «تفسيرات». وأعلنت السلطة القضائية الإيرانية أن نيابة طهران استمعت أمس إلى أقوال ابنتي موسوي، الموضوع قيد الإقامة الجبرية مع زوجته منذ فبراير (شباط) 2011، لتقديم «إيضاحات»، لم تحدد طبيعتها. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الطلابية عن متحدث في السلطة القضائية قوله إنه «تم استدعاء ابنتي مير حسين موسوي لتقديم إيضاحات.. وستتمكنان من العودة قريبا إلى منزلهما» من دون مزيد من التفاصيل عن طبيعة هذه الإيضاحات. ونفت النيابة العامة في طهران نبأ «اعتقال» زهرة ونرجس موسوي كما نقل موقع «كلمة» المعارض. وقالت النيابة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني إن الأنباء عن «توقيف ابنتي مير حسين موسوي غير صحيحة». وقالت كوكب، الابنة الثالثة لموسوي التي تمكنت من الاتصال بإحدى شقيقتيها، لموقع «كلمة»، إنه «سيتم إبقاء شقيقتيها لبضع ساعات لاستجوابهما». وقالت لموقع «كلمة» المعارض إن مسؤولي الأمن فتشوا منزلي أختيها لعدة ساعات، و«أخذوا شقيقتي وأي شيء اعتقدوا أنه ينفعهم».

وتصدر رئيس الوزراء الأسبق موسوي، ورئيس مجلس الشورى الإصلاحي السابق مهدي كروبي، اللذان ترشحا للانتخابات الرئاسية في يونيو (حزيران) 2009 حركة الاحتجاج على إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ونددا بعمليات تزوير واسعة النطاق. وتعرضت حركة الاحتجاج، التي أغرقت النظام في إحدى أسوأ الأزمات السياسية في تاريخه، لحملة قمع قاس. واتهم النظام الرجلين «بالخيانة» واعتبرهما «مناهضين للثورة»، ووضعا قيد الإقامة الجبرية في منتصف فبراير 2011 بعد توجيههما دعوة لاستئناف المظاهرات ضد الحكومة رغم منع السلطات. ويوشك أحمدي نجاد على إنهاء ولايته الثانية، ومن المقرر انتخاب خلف له في 14 يونيو (حزيران). ومع إسكات الإصلاحيين، من المرجح أن تقتصر المنافسة في انتخابات يونيو على الفصائل المتشددة المتنافسة في الجمهورية الإسلامية.

إلى ذلك، قالت قناة «برس تي في» الإيرانية، الناطقة بالإنجليزية، إنه تم وقف بثها عبر القمر الصناعي في الولايات المتحدة وكندا. وتعمل القناة المملوكة للدولة، على مدار 24 ساعة وتبث أنباء عالمية وآراء مؤيدة للحكومة خارج إيران. وكانت «برس تي في» تبث في أميركا الشمالية عبر القمر الصناعي «غالاكسي 19». ولم تذكر القناة متى تم وقف البث. وكانت عقوبات جديدة أعلنتها وزارة الخزانة الأميركية الأسبوع الماضي أدرجت على القائمة السوداء إذاعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومديرها عزت الله ضرغامي الذي يشرف على القنوات الإيرانية.

وقالت «برس تي في»، في بيان، إن منعها من البث عبر قمر «غالاكسي 19» «انتهاك صارخ لحرية التعبير». وفي أكتوبر (تشرين الأول)، قطعت شركة «يوتلسات» في باريس - وهي واحدة من كبرى شركات خدمات البث الفضائي في أوروبا - بث المحطات الإذاعية والتلفزيونية الإيرانية امتثالا لعقوبات أكثر صرامة فرضها الاتحاد الأوروبي على الجمهورية الإسلامية. وأثر قرار «يوتلسات» على 19 قناة تابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، بما فيها «برس تي في». وذكر الموقع الإلكتروني أن القمر «غالاكسي 19» تديره شركة «إنتلسات»، التي تتخذ من لوكسمبورغ مقرا. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الشركة. وشدد الاتحاد الأوروبي العقوبات على القطاعين المصرفي والصناعي وقطاع الشحن في إيران في أكتوبر بسبب برنامج طهران النووي، الذي يخشى الغرب من أن يكون الهدف منه تصنيع أسلحة نووية، وهو الاتهام الذي تنفيه طهران.

من جهة ثانية، أمر الرئيس الغاني جون ماهاما الأجهزة الأمنية ببلاده بالتحقيق في شحنات من سبائك الذهب، تقدر قيمتها بملايين الدولارات يخشى أنه تم تهريبها إلى إيران.

وكانت تقارير أفادت مؤخرا بأن غانا تقوم بعملية مقايضة، لمصلحة إيران، لتفادي العقوبات المفروضة عليها. واحتجزت السلطات التركية الشهر الماضي طائرة شحن تابعة لشركة خاصة، تحمل شحنة زنتها طن ونصف الطن من السبائك الذهبية، ومنعتها من مغادرة مطار إسطنبول الدولي، وأشارت وسائل الإعلام التركية وقتها إلى أن الطائرة كانت متجهة لإيران من غانا. وأضافت أن شحنة الذهب هي دفعة تسددها غانا، إلى إيران التي تواجه عقوبات دولية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، وتنقل عبر دبي كي لا تلفت الأنظار. وقال الرئيس ماهاما إن أوامر التحقيق التي أصدرها لأجهزة الأمن جاءت بعد اتهام بلاده بمساعدة إيران للتهرب من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها دول غربية، من بينها حظر التعامل بالدولار أو العملات الصعبة الأخرى. لكن الرئيس الغاني أشار إلى أن الطائرة التي احتجزتها السلطات التركية، كانت متجهة إلى دبي وحطت في مطار أتاتورك بإسطنبول.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أشارت مؤخرا إلى أن دبلوماسيين أميركيين أجروا محادثات مع أنقرة حول تدفق الذهب إلى إيران، بعد تصديق مجلس الشيوخ على توسيع نطاق العقوبات المفروضة على التجارة مع إيران في قطاعي الطاقة والشحن. ويرفض كثير من التجار في سوق الذهب بدبي حاليا أخذ سبائك الذهب التي تم إنتاجها في تركيا، خوفا من أن يكون مصدرها إيران.