العاهل الأردني يكلف الطراونة التشاور مع النواب لاختيار رئيس الحكومة

في تجربة هي الأولى من نوعها التي تجري فيها استشارة النواب في تسمية رئيس الوزراء

نواب البرلمان الأردني الجديد خلال الجلسة الأولى للبرلمان أول من أمس (رويترز)
TT

كلف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس، رئيس الديوان الملكي الهاشمي، فايز الطراونة، ببدء المشاورات في قصر بسمان بعمان، مع أعضاء مجلس النواب كآلية جديدة لاختيار شخص رئيس الوزراء المقبل، وانطلاق تجربة الحكومات البرلمانية.

وفال الديوان الملكي في بيان له، إن هذه الخطوة تأتي تجسيدا للرؤية الملكية في ترسيخ نهج الحكومات البرلمانية، وارتباط تحقيقها بتطور الحياة الحزبية، وتكريس مبدأ التعددية السياسية، وصولا إلى مراحلها المتقدمة المتمثلة في تنافس ائتلافات حزبية وبرامجية عبر صناديق الاقتراع، من أجل تشكيل الحكومات، بحيث تنجح ائتلافات نيابية بالوصول إلى مجلس النواب والحصول على غالبية المقاعد، ما يمكنها من تشكيل الحكومة. وأوضح البيان أنه وفقا لهذا النهج، سيبدأ رئيس الديوان الملكي عملية التشاور مع أعضاء المجلس من أجل الوصول إلى اختيار رئيس وزراء جديد، سيقوم بدوره، بالتشاور مع مجلس النواب لتشكيل الحكومة وبلورة برنامج عمل حكومي لأربع سنوات.

وأشار البيان، إلى أن مسؤولية رئيس الديوان الملكي الهاشمي في هذه المشاورات، ستتضمن لقاء جميع النواب، من كتل نيابية ومجموعات نواب مستقلين، والاستماع إلى وجهات نظرهم، بحيث ترفع إلى الملك وفق أعلى درجات الأمانة والحياد والشفافية، لإحاطته بجميع توجهات أعضاء مجلس النواب حول طبيعة المرحلة المقبلة والحكومة القادرة على حملها. وتابع البيان أن المشاورات ستتم تباعا مع الكتل النيابية حسب تسجيلها رسميا في المكتب الدائم، بدءا من الكتل الأكبر يليها الكتل الأصغر، وبعد ذلك ستجرى المشاورات مع أعضاء مجلس النواب المستقلين.

من جانبه، ذكر مصدر مطلع أن هذه، هي التجربة الأولى التي تتم فيها استشارة النواب في تسمية رئيس الوزراء، موضحا أن التجربة قابلة للبناء عليها، وستكون اللبنة الأساسية لانطلاق تشكيل الحكومة البرلمانية التي طالما سعى إليها الجميع. وقال المصدر لـ«لشرق الأوسط»، إن المشاورات ستبدأ خلال الـ48 ساعة المقبلة، حسب الكتل النيابية التي سجلت لدى الأمانة العامة لمجلس النواب، موضحا أن رئيس الديوان الملكي سيقوم اليوم، بزيارة مبنى مجلس النواب وسيلتقي رئيس المجلس كي يبحث معه آلية المشاورات. وقال المصدر أيضا، إنه لا وصفة جاهزة أو عرضا لأسماء محددة، لدى رئيس الديوان الملكي يعرضها على النواب، إنما ستتم مناقشة النواب بالأسماء التي سيزكونها وتكون موضع النقاش حسب البرامج والأهداف المرجوة منها، بحيث تتم مناقشة الرئيس الذي يقع عليه الاختيار بهذه البرامج وتصوراته للمرحلة المقبلة.

وأكد أن هذه العملية التشاورية سيتم تطويرها مستقبلا، في حال تم تطوير عمل الأحزاب السياسية، ومستوى تأثيرها على الناخب الأردني؛ حيث نصل، في نهاية الأمر، إلى أن تقوم الأغلبية بتشكيل الحكومة مباشرة وتكون المعارضة حكومة ظل تراقب أداء الحكومة المكلفة.

وقد هنأ الملك عبد الله الثاني أمس رئيس مجلس النواب الأردني، سعد هايل السرور، والمكتب الدائم، بفوزهم بثقة زملائهم أعضاء المجلس، متمنيا لهم التوفيق في مهامهم.

وأكد الملك عبد الله الثاني، خلال اتصال هاتفي مع السرور، أهمية مجلس النواب في إنجاح مرحلة التحول الديمقراطي التي تشهدها المملكة، من خلال تعزيز دوره في التشريع والرقابة والمساءلة، مشددا على ضرورة أن يتواصل المجلس مع قواعده الشعبية والقوى السياسية لإيصال آرائهم وإشراكهم في عملية صنع القرار.

وأكد رئيس مجلس النواب خلال الاتصال، التزام المجلس بالرؤية الملكية لخارطة الإصلاح، ومرحلة التحول التاريخية، التي عبر عنها خطاب العرش السامي.