خالد مشعل: الأيام المقبلة ستشهد حسم القضايا العالقة

قال إنه تم الاتفاق مع فتح على عدم ربط المصالحة بجهود استئناف المفاوضات

TT

قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إنه «تم التوافق خلال اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة، على ضرورة المضي في إنجاز خطوات المصالحة وعدم ربطها بجهود أي طرف لاستئناف المفاوضات، فالمصالحة ضرورة وطنية وحق طبيعي للشعب الفلسطيني ولا يحق لأحد في العالم أن يتدخل في هذا الملف».

وأضاف في تصريحات له أمس بالقاهرة: أن «لجان المصالحة الفلسطينية تعمل الآن وبعد استكمال كل التحضيرات، واتفقنا على العمل على تهيئة الأجواء والظروف لتكريس وضع المصالحة، عند ذلك يجري التوافق على موعد الانتخابات والتي توافقنا جميعا على ضرورة الاحتكام إليها، وإلى نتائج صناديق الاقتراع سواء في إطار السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير الفلسطينية».

وتابع: «نحن لا نزاحم أحدا ولا ننافس أحدا على كرسي أو مقعد ولا نريد أن نقصي أحدا كما لا نسمح لأحد أن يقصينا.. نحن نريد شراكة وطنية وإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة وتعزيز وحدتنا الوطنية».

وقال مشعل، «إن أهم ما تم بحثه خلال اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة، هو النظام الانتخابي للمجلس الوطني الفلسطيني، مشيرا إلى أنه خلال الأيام القادمة سوف يتم حسم كل القضايا العالقة حتى الوصول إلى نظام انتخابي معتمد، على أن يتم رفعه إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإصدار مرسوم به» مضيفا: «إن الاجتماع ناقش أيضا الموقف السياسي والاستراتيجية الفلسطينية المطلوبة لتحقيق برنامج القواسم المشتركة المتفق عليه فلسطينيا، وبما يساهم في حشد كل الجهود الفلسطينية ومن خلفها الجهود العربية الإسلامية والأصدقاء في العالم لتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني والعمل على استرداد الحقوق الوطنية الفلسطينية».

وأوضح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أنه جرى مناقشة أيضا ملف الأسرى خاصة في ظل الأسرى المضربين عن الطعام وما يعانون جراء ذلك داخل السجون الإسرائيلية، وكيفية العمل على تكثيف الجهد الوطني في الداخل والخارج لصالح ملف الأسرى، كاشفا عن أن هناك اضطرابا في بعض المواقف الدولية، فمرة يعتبرون الانقسام الفلسطيني معطلا لجهود السلام، وأخرى يقولون إن المصالحة الفلسطينية بمشاركة حماس تعطل جهودهم ويضعون اشتراطات على حماس كشروط الرباعية وغيرها، مما يدل على اضطراب الرؤية.

وشدد مشعل على ترحيبهم بأي جهد أميركي أو أوروبي أو دولي يسعي لتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه وتحقيق مشروعه الوطني وقيام دولته الفلسطينية على الأرض بسيادة حقيقية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وحول العقبات التي تعترض المصالحة، قال مشعل: «إن جزءا أساسيا من هذه العقبات جاء نتيجة التدخلات الخارجية والسلبية، وعلى رأسها الجهود الإسرائيلية لإجهاض المصالحة، واعتقالاتهم المتلاحقة لقيادات حماس، وكذلك الاشتراطات الدولية والفيتو أو الضغط على السلطة بقطع المساعدات إذا ذهبت للمصالحة.. كل هذه تمثل عقبات أمام إنجاز المصالحة».

وحول موقف حماس من المصالحة، أكد أن الحركة تريد المصالحة بكل ملفاتها، مشيرا إلى أن الحركة هي التي أكدت على ضرورة أن تكون المصالحة بمسارات متوازية، فحماس تريد إنهاء الانقسام وإنجاح المصالحة وتنفيذها على الأرض وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية حتى يتم التفرغ بعد ذلك بصف وطني موحد وفق استراتيجية فلسطينية وطنية قوية فاعلة.

وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية اشترطت قبول حماس بالتزامات منظمة التحرير شرطا لدخولها المنظمة وتحقيق المصالحة، قال مشعل: إن «الحركة لا تقبل بأي اشتراطات عليها»، لافتا إلى أنه لا يصح لأي أحد أن يتعامل مع المنطقة العربية والإسلامية من خلال الاشتراطات والضغوط».

وعن مدى تفاؤله بإنجاز ملف المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة وطنية منتصف العام قال: «بعيدا عن مسألة التوقيت، هناك جدية حقيقية لإنجازه، ولا شك أن النجاح في تنفيذ الخطوات على الأرض يحتاج لبعض الوقت وكثير من العزم والإصرار حتى نحقق الإنجازات ونصنع مصالحة حقيقة ونطوي صفحة الانقسام دون رجعة».