وكالة الطاقة الذرية: سنعمل لإبرام اتفاق مع إيران اليوم

إيران تحول بعضا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% إلى وقود

TT

قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس إنها ستعمل جاهدة خلال محادثات في طهران الأسبوع الجاري لتجاوز الخلافات مع إيران بشأن تحقيق متوقف عن أنشطتها النووية. وتحاول الوكالة منذ أكثر من عام إحياء التحقيق في أبحاث تجريها إيران يشتبه في ارتباطها بصنع أسلحة نووية. وتنفي طهران مزاعم الغرب بأنها تسعى لتطوير قدرات تمكنها من صنع أسلحة نووية.

وقال هرمان ناكيرتس نائب المدير العام للوكالة الدولية في تصريح بمطار فيينا قبيل توجهه وفريقه إلى طهران للمشاركة في المحادثات المقررة أمس «لا تزال الخلافات قائمة.. سنعمل جاهدين لحل هذه الخلافات». وقال علي أكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني أمس إن إيران تأمل أن تتخذ خطوات إيجابية خلال المحادثات بشأن برنامجها النووي المقررة مع القوى العالمية في كازاخستان في وقت لاحق من هذا الشهر. وكان يتحدث خلال زيارة إلى روسيا إحدى الدول المشاركة في المحادثات التي تعقد يوم 26 فبراير (شباط) في مدينة ألما أتا في كازاخستان. وتريد القوى الست، روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والصين وبريطانيا، منع طهران من صنع أسلحة نووية. وتقول إيران إن برنامجها النووي للأغراض السلمية فقط.

وقال صالحي «نأمل أن تتخذ هناك خطوات إيجابية وبناءة لحل هذه المشكلة في الاجتماع المقبل نهاية فبراير».

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري يوم الجمعة إن القوى العالمية مستعدة للرد إذا جاءت إيران إلى المحادثات وهي مستعدة لمناقشة «الجوهر الحقيقي» والرد على التساؤلات بشأن برنامجها النووي. وخلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي علق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أمس على المباحثات النووية المقررة أمس بين مندوبي إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بالقول إننا مستعدون للتوصل إلى اتفاق شامل مع الوكالة يعترف بشكل كامل بحقوق إيران النووية طبقا لمعاهدة حظر الانتشار النووي. وأضاف أن إيران ستحول بعضا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة إلى وقود لمفاعل أبحاث. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن رامين مهمانبرست قوله أمس «هذا العمل يجري تنفيذه وكل تقاريره أرسلت إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل». وذكرت الوكالة أن المتحدث كان يرد على سؤال بخصوص تقارير إخبارية بأن إيران حولت بعضا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة إلى وقود من أجل مفاعل الأبحاث في طهران.

وقال دبلوماسيون لهم مصداقية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا لـ«رويترز» إن إيران استأنفت فيما يبدو تحويل كميات صغيرة من اليورانيوم العالي التخصيب إلى وقود وهي عملية إذا تم التوسع فيها قد تتيح وقتا للمفاوضات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وبشأن الموافقة على طلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش قاعدة بارشين العسكرية بالقرب من طهران، قال مهمانبرست «نحن على استعداد للتوصل لاتفاق شامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يشمل الاعتراف بحقوق إيران المشروعة وفي هذه الحالة يمكن أن يكون تفتيش قاعدة بارشين إحدى الاتفاقيات».

وفيما يتعلق برد إيران على اقتراح بإجراء محادثات ثنائية مع أميركا على هامش المحادثات مع مجموعة «5+1» في كازاخستان، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «إن كل ادعاء للتفاوض ممكن فقط في حالة مشاهدة مؤشرات على حسن النوايا قبل ذلك، وحاليا لا توجد مثل هذه المؤشرات». وتحول إيران بعض اليورانيوم المخصب إلى وقود يقلل مخزونها من المادة التي يمكن أن تستخدم في تصنيع أسلحة نووية وهي واحدة من الطرق لتفادي وصول الخلاف بين إيران والغرب إلى ذروة الأزمة بحلول الصيف. ومن دون هذه الخطوة يمكن لإيران بحلول يونيو (حزيران) أن تجمع كميات كافية من اليورانيوم المخصب لتصل إلى «الخط الأحمر» الذي حددته إسرائيل ولمحت إلى أن تجاوزه قد يدفعها إلى مهاجمة إيران لمنعها من امتلاك ما يكفي من هذه المادة الانشطارية لتصنيع سلاح نووي.

لكن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي انتقد تسرب المعلومات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك على أعتاب المحادثات التي ستجري غدا الأربعاء بين الجانبين بطهران. وأفادت وكالة مهر الإيرانية للأنباء،الشبه رسمية، أن مساعد رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الدكتور فريدون عباسي قال «إن على مسؤولي الوكالة الدولية الانتباه أنه من المؤسف أن نظام الوكالة يفتقد إلى الأمن المطلوب، كما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية نبهت مرارا إلى هذا الموضوع، ومن الضروري عليهم توخي دقة أكثر في التعامل مع إيران». وأكد عباسي كذلك على أن دخول إيران للمحادثات حول الأبعاد العسكرية المحتملة على الرغم من عدم وجود أمن المحافظة على المعلومات السرية للأعضاء في الوكالة يعد امتيازا كبيرا لتعزيز دور الوكالة الدولية للطاقة على الصعيد العالمي، مضيفا «من الضروري أن تعقد المحادثات بشكل أكثر منطقية، وتفادي بحث المواضيع المثيرة للخلافات للتوصل إلى الثقة المتبادلة وتبديد نقاط الغموض». وتطرق إلى «الهجمة الاستكبارية الدعائية ضد برامج الأبحاث للمنظمة لإنتاج أجيال متطورة من أجهزة الطرد المركزي»، وقال «إن جميع أنشطة منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تجري استنادا إلى قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتحت مراقبة كاميرات الوكالة».