لافروف يبلغ المسؤولين الجزائريين استياءه من «دور غامض تقوم به فرنسا في الساحل»

قال إن تدخل فرنسا في حرب ليبيا خلف وضعا سيئا بالمنطقة

TT

أبلغ وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، المسؤولين الجزائريين عندما زارهم أول من أمس، استياء موسكو من «دور غامض تؤديه فرنسا بالساحل الأفريقي». ونقل عنه قوله لنظيره الجزائري مراد مدلسي، إن باريس «تحارب اليوم نفس الأشخاص الذين سلحتهم أمس في ليبيا».

وقال مصدر حكومي جزائري لـ«الشرق الأوسط»، إن المسؤولين المحليين «عبروا عن تحفظهم على الحرب التي تشنها فرنسا في شمال مالي»، أثناء لقائهم بلافروف الاثنين. وترى الجزائر، حسب المصدر، أن «الحسم العسكري في مالي سيترك آثارا بالغة الخطورة على شعوب المنطقة وعلى فرنسا خاصة، فهي القوة الاستعمارية سابقا بهذه المنطقة وسيتعمق الشعور بالظلم كلما استمرت هذه الحرب». مشيرا إلى أن لافروف «سمع هذا الكلام من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ووزير خارجية روسيا يرى أن فرنسا ينبغي أن تسحب قواتها في أقرب وقت وأن دورها في الأزمة الليبية خلف وضعا سيئا للغاية بالمنطقة، بعد انهيار النظام الليبي السابق».

وصرح سيرغي لافروف قبل أن يغادر الجزائر، بأن العلاقات الجزائرية الروسية «هامة للغاية وترتكز على الاحترام سواء تعلق الأمر بالمسائل الثنائية أو الدولية». مشيرا إلى أن الجزائر «شريك هام لروسيا في عدة ميادين على رأسها المجال التجاري والاقتصادي، حيث يشهد رقم الأعمال بين البلدين تطورا منتظما». وكان لافروف يشير، ضمنيا، إلى عقود السلاح التي أبرمت بين الطرفين منذ زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى الجزائر عام 2006، والتي تتجاوز قيمتها 15 مليار دولار.

ويسعى الروس منذ 2009 إلى بيع أحدث طائراتهم الحربية، للجزائر، من طراز «سوخوي 35». ويقول خبراء إن امتلاك الجزائر هذا النوع من الطائرات، سيعزز مكانتها كأكبر قوة عسكرية في شمال أفريقيا والمغرب العربي.

وأضاف لافروف في تصريحاته: «تتطابق مواقفنا من أحداث الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية بما فيها الأحداث المأساوية في سوريا ومالي وغيرهما من بلدان المنطقة». ومعروف أن الجزائر، تريد حل الأزمة السورية سياسيا، وجلب لها هذا الموقف تهمة «دعم النظام السوري» في بداية الأزمة.