ابن كيران: حزبنا لا ينتمي لحركة الإخوان المسلمين وليست لنا علاقة تنظيمية معهم

رئيس الحكومة المغربية يقول إن «العدالة والتنمية» لا يهدف إلى أسلمة المجتمع.. والمغرب لن تحدث فيه ثورة

عبدالإله ابن كيران يتوجه الى المنصة للرد على نواب المعارضة («الشرق الأوسط»)
TT

كشف عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، أن حزبه لا ينتمي لحركة الإخوان المسلمين، وقال: «نحن من مدرستهم لكن ليست لنا علاقة تنظيمية معهم. عندنا تطورنا الخاص، وفكرنا الخاص، ومؤسساتنا الخاصة».

وأضاف ابن كيران، الذي كان يتحدث الليلة قبل الماضية في مقر رئاسة الحكومة بالقصر الملكي في الرباط، خلال لقاء له مع وفد من ممثلي عدد من المنابر الإعلامية العربية ضمنهم «الشرق الأوسط»: «لدينا قناعة جوهرية هي أن الناس لم يصوتوا لصالحنا كحزب له مرجعية إسلامية لنطبق عليهم فهمنا الإسلامي، وإنما صوتوا لصالحنا لنحل مشاكلهم».

وشدد ابن كيران على القول: «ليس همنا أسلمة المجتمع، فالمجتمع مسلم وإنما هناك اختلالات اقتصادية واجتماعية نحاول معالجتها لا سيما أن المغاربة صوتوا علينا لحلها».

وزاد قائلا: «نحن لم نأت إلى الحكومة لنقول للرجال التحوا، وللنساء تحجبن.. فالبشرية لن تتراجع إلى الوراء، ومنطق التدخل في حياة الناس لا نؤمن به، ولا نعتقد أنه إسلامي».

وكشف ابن كيران أن المرء عندما يصل إلى الحكم يجد واقعا آخر وصفه بـ«العنيد»، في إشارة إلى مشاكل البطالة والمقاصة (صندوق دعم المواد الأساسية)، والتقاعد وغير ذلك.

وقال ابن كيران إن «العدالة والتنمية» حزب سياسي، وإنه إذا نجح في مهامه الحكومية سنقول: «تبارك الله»، وإذا لم ينجح فإنه ليس الحزب الوحيد الموجود في المغرب.

إلى ذلك، قال ابن كيران إن الدولة مؤتمن عليها الملك نظرا لأنه موضع إجماع، وعنصر أساسي في الاستقرار.

وأشار ابن كيران إلى أنه لا يؤمن بأن المملكة المغربية ستقع فيها ثورة، وقال: «المملكة بعيدة عنها». ومضى قائلا: «المغاربة لديهم وعي تاريخي أن الملكية تمثل استقرارهم، وتضمن وحدتهم».

وذكر ابن كيران بمظاهرات شباب حركة 20 فبراير، وقال: إنهم خرجوا إلى الشارع يطالبون بالإصلاح وليس إسقاط النظام.

من جهة أخرى، قال ابن كيران إن الجو داخل الحكومة إيجابي جدا. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بشأن ما إذا كان يقصد بكلامه أن الخلاف بين «الاستقلال» و«العدالة والتنمية» حول موضوع التعديل الوزاري لم يعد قائما، قال ابن كيران: «إن مشكلتنا مع الإخوة في حزب الاستقلال تكمن في أن أمينه العام الجديد السيد حميد شباط جاء بمنطق جديد، ونحن نحاول أن نلامس القضية برفق حتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود».

وزاد بن كيران قائلا: «لم تقع بيننا مشكلة على الإطلاق منذ أيام الزعيم علال الفاسي رحمه الله، وحتى حين كانت أحوالنا تسوء كان حزب الاستقلال هو الحزب الوحيد الذي لم يهاجمنا».

وشدد ابن كيران على القول: إن حزب الاستقلال هو «حليفنا الأساسي، ولا يمكن أن ندخل في نزاع معه».

واعتبر ابن كيران شعبية حكومته بأنها جيدة جدا، وأشار إلى أن حزبه حصل في الانتخابات الجزئية الأخيرة على 4 مقاعد من مجموع 6. وقال: «شعبيتنا لم تتراجع»، قبل أن يتدارك قائلا: «قد تكون نقصت بعض الشيء لكنها لم تتراجع إلى وضع حرج».

وحول لقائه الأخير مع وزير خارجية إيران على هامش القمة الإسلامية في القاهرة، أجاب ابن كيران بشكل مقتضب، وقال: «نحن إخوة ومسلمون.. واللقاء تم بطلب من وزير الخارجية الإيراني». وذكر بسبب قطع العلاقات الدبلوماسية المغربية - الإيرانية. بيد أنه قال بشأن احتمال عودة العلاقات بين الرباط وطهران: «إن مثل هذه الأمور من اختصاص الملك نظرا لأن كل أمور السيادة هي من اختصاصه».

وفي سياق ذلك، عزت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» تفادي ابن كيران الحديث عن فحوى مباحثاته مع وزير خارجية إيران إلى كونه لم يبلغ بعد الملك محمد السادس بها خاصة أن العاهل المغربي يوجد حاليا في زيارة خاصة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وبشأن علاقات المغرب مع دول الخليج العربي، قال رئيس الحكومة المغربية «إن علاقتنا مع دول الخليج كلها علاقات حميمية»، مشيرا إلى المملكة العربية السعودية بوصفها «الأخت الكبرى». واعتبر ابن كيران تنمية العلاقات مع هذه الدول بأنها مسار قديم لن يتوقف.

وحول تأثير الوضع في مالي على قضية الصحراء، قال ابن كيران: «لا بد أن يكون له تأثير على قضية الصحراء». وزاد قائلا: «لا يمكن أن نتخيل أن دولا جديدة سوف تخلق، وأشخاصا يستولون على السلاح ولديهم عقيدة جهادية، ويمارسون التحكم في الناس. نحن في زمن عنده منطقه، وهناك شيء اسمه الأمم المتحدة، وهناك دول، وهناك حدود».

وأضاف ابن كيران قائلا: «لا مكان لدول هشة وقابلة للاختراق، ولا بد أن يكون لهذا الأمر تأثير إيجابي على قضية الصحراء».

وذكر أن المغرب ذهب إلى أقصى حد ممكن لإيجاد حل للنزاع، في إشارة إلى الحكم الذاتي الموسع في الصحراء.

وردا على سؤال آخر لـ«الشرق الأوسط» حول ما ينتظره المغرب من كريستوفر روس، الوسيط الأممي في نزاع الصحراء، الذي سيزور المغرب والمنطقة في مارس (آذار) المقبل، قال ابن كيران: «السيد روس جاء عندي في آخر زيارة له للمغرب، وتحدثت معه بصراحة ووضوح، ودعوته إلى أن يجتهد في حل هذه المشكلة في إطار الحقائق التاريخية الواقعية، وقلت له إن أي شيء آخر غير ذلك لن تكون له نتيجة».