اليمن: الأحزاب والحركات السياسية تسلم أسماء ممثليها للحوار.. وهادي يلتقي الشباب

حزب «الإصلاح»: الزنداني ليس إرهابيا ونستنكر تصريحات السفير الأميركي

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يتسلم درع ثورة 11 فبراير من شباب الثورة في صنعاء أمس («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في اليمن، أمس، أنها تسلمت كافة قوائم الأحزاب السياسية التي تشمل المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي نصت عليه المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، والمقرر أن ينطلق في 18 مارس (آذار) المقبل، في وقت أعلن فيه حزب الإصلاح الإسلامي رفضه اتهام الشيخ عبد المجيد الزنداني بدعم الإرهاب من قبل الولايات المتحدة الأميركية.

وقالت اللجنة إنها تسلمت أسماء ممثلي أحزاب: المؤتمر الشعبي العام، التجمع اليمني للإصلاح، الحزب الاشتراكي اليمني، التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وحزب العدالة والبناء، وقبل ذلك تسلمت قوائم بأسماء ممثلي أحزاب: اتحاد الرشاد السلفي، حزب الحق، اتحاد القوى الشعبية، حزب البعث العربي، المجلس الوطني لقوى الثورة، وحركة أنصار الله (الحوثيين)، وأكدت اللجنة أنها لم تتسلم، حتى اللحظة، أي قائمة من قبل فصائل «الحراك الجنوبي» الذي تبلغ حصته من قوام مؤتمر الحوار الوطني 85 مقعدا.

وعلق مصدر مسؤول في لجنة التحضير للحوار لـ«الشرق الأوسط» بأن اللجنة ستفرز أسماء المشاركين، وأنها حريصة على مشاركة كافة القوى السياسية في الحوار الوطني الشامل، وسعت وتسعى إلى إنهاء التحضيرات اللازمة بصورة صحيحة وسليمة، بما يمكن من انعقاد المؤتمر في موعده المحدد وبسلاسة تؤدي إلى مداولات ونقاشات تفضي إلى الخروج بمقررات تخدم مصلحة اليمن وتحقق الغاية المرجوة من انعقاد المؤتمر.

وشدد المصدر، الذي رفض الإشارة إلى اسمه، على ضرورة مشاركة «الإخوة في الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار وطرح ما لديهم من آراء ومطالب أمام الجميع، بحيث يتمكن المشاركون من صياغة حلول توفيقية تضمن مصلحة اليمن أولا وأخيرا، ومصالح كافة الأطراف دون غبن أو تفرد طرف أو آخر بالأمور»، وتوقع المصدر أن تتقدم بعض فصائل الحراك بأسماء ممثليها إلى اللجنة في القريب العاجل.

إلى ذلك التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وفدا من شباب الثورة، وقال شوقي المخلافي رئيس لجنة العلاقات في المنسقية العليا للثورة اليمنية الذي كان ضمن الوفد في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» في لندن، إن الشباب طرحوا للرئيس هادي ما يطمحون إليه من بناء دولة مدنية حديثة، وإنهم «يرفضون أن يتولى قيادة المناطق العسكرية السبع، أي ممن تلطخت أياديهم بالدماء».

وأكد المخلافي أنهم طلبوا «من الرئيس اعتماد يوم 11 فبراير (شباط) يوما وطنيا»، مؤكدا على أنهم سيظلون في ميادين الثورة حتى تتحقق كافة الأهداف. وذكر المخلافي أن الرئيس اليمني بدا حريصا على مشاركة الكل في الحوار، مؤكدا أن الجنوبيين سيشاركون في الحوار الوطني. ونقل المخلافي عن هادي قوله: «إن الجنوبيين أسقطوا تسمية الجنوب العربي إبان الاحتلال البريطاني للجنوب عندما حاول البريطانيون إصدار بطاقات هوية تحمل اسم الجنوب العربي من دون ذكر اليمن، الأمر الذي أدى إلى خروج مظاهرات عارمة في عدن للتنديد بالقرار، مما أدى إلى إلغائه».

على صعيد آخر، عادت قضية اتهام رجل الدين اليمني البارز؛ الشيخ عبد المجيد عزيز الزنداني عالم الإعجاز القرآني المعروف والقيادي في أبرز الأحزاب الإسلامية اليمنية، بدعم الإرهاب، إلى واجهة الأحداث السياسية اليمنية، وأعلن حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي، أكبر أحزاب تكتل «اللقاء المشترك» الشريكة في حكومة الوفاق الوطني، أمس، رفضه المطلق للاتهامات الأميركية للشيخ عبد المجيد الزنداني بالتورط في الإرهاب، وقال الحزب، في بيان صادر عن أمانته العامة (المكتب السياسي)، إنهم يستنكرون التصريحات التي أدلى بها السفير الأميركي في صنعاء، جيرالد فايرستاين، في مؤتمر صحافي مؤخرا، اتهم فيه الشيخ الزنداني بدعم الإرهاب واعتبار مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني «لا تدعم العملية الانتقالية».

وأضاف حزب الإصلاح في بيانه أن مثل تلك التصريحات «لن تخدم حتما مسيرة الحوار الوطني بقدر ما ستزيد الوضع تعقيدا، على اعتبار أن جميع اليمنيين معنيون بالحوار وإنجاحه، بمن فيهم شريحة العلماء والمفكرين»، وأن «مثل تلك الدعاوى التي عادة ما تطلق باتجاه الشيخ الزنداني تفتقد مبرراتها لانتفاء أدلتها الموضوعية ومسوغاتها القانونية، علاوة على أن مثل تلك التصريحات تأتي في توقيت لا يخدم جهود الإعداد والترتيب لمؤتمر الحوار الوطني، وتعد تدخلا سافرا في شؤونه، بما لا يسهم في تهيئة الأجواء الملائمة وتحسين شروط انعقاده».

وتتهم الولايات المتحدة الأميركية الشيخ الزنداني بدعم الإرهاب، وقامت وزارة الخزانة الأميركية عام 2004 بإضافته في قائمة الداعمين للإرهاب، كما أضافته الأمم المتحدة إلى «القائمة السوداء» الخاصة بداعمي الإرهاب، ومنذ عدة سنوات لم يتمكن الزنداني من مغادرة اليمن خشية الاعتقال.