مقتل المرجع الديني لـ«القاعدة» في اليمن

الجيش يستأنف ضرب مناطق جبلية يعتقد أنها مخابئ لعناصر التنظيم في رداع

TT

قتل مسؤول ديني كبير من تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» الشهر الماضي خلال هجوم شنته طائرة من دون طيار في محافظة شبوة شرق البلاد، كما قال لوكالة الصحافة الفرنسية مصدر قريب من التنظيم. وأضاف المصدر أن «الطائرة من دون طيار قد استهدفت الشيخ عادل العباب الذي نجا من الغارة واختبأ في المناطق الجبلية (في المحافظة) حتى قتلته غارة ثانية على الفور». وكان الشيخ عادل العباب المجاز من مركز الدعوة للدراسات الإسلامية في صنعاء، أكبر مسؤول ديني في تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب».

إلى ذلك، قالت مصادر مقربة من لجنة الوساطة بين مسلحي «القاعدة» والجيش إن الرئيس عبد ربه منصور هادي، طالب أثناء لقائه بلجنة الوساطة الأسبوع الماضي في صنعاء، أبناء الذهب بتسليم أنفسهم للدولة، دون شرط أو قيد. ولم تستبعد الوساطة أن يكون ذلك وراء فشل الوساطة، وتجدد المواجهات فور عودة لجنة الوساطة من صنعاء إلى رداع، خصوصا أن أبناء الذهب يطالبون برفع الحملة العسكرية وإيقاف الغارات الجوية على مناطقهم. وكانت قوات الجيش المرابطة في رداع بمحافظة البيضاء استأنفت قصفها أول من أمس عددا من مناطق قيفة بمديرية ولد ربيع التي يتمركز فيها مسلحو «القاعدة» في رداع. وتجددت المواجهات المسلحة بين الجيش ومسلحي «القاعدة»، بالتزامن مع أنباء عن فشل الوساطة التي قادها مشايخ قبليون خلال الفترة الماضية. وأكد مصدر محلي بمنطقة المناسح في تصريحات لوسائل إعلام يمنية أن الجيش قصف، مساء أول من أمس، عدة مناطق في قيفة بمديرية ولد ربيع، وقال: «لقد تفاجأنا بهطول قذائف الكاتيوشا على مناطقنا دون سابق إنذار منذ الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا». وأشار المصدر إلى أن الجيش أطلق أكثر من 50 قذيفة «كاتيوشا» من مدينة رداع بطريقة عشوائية على عدد من مناطق المناسح، الأمر الذي أدى إلى إصابة 4 منازل بالمنطقة، سكانها لا علاقة لهم بمسلحي «القاعدة».

وازدادت الغارات التي تشنها الطائرات من دون طيار على ناشطي تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» ثلاث مرات تقريبا بين 2011 و2012، مع 53 غارة في مقابل 18، كما ذكرت مجموعة «نيو أميركا فاونديشن» للبحوث في واشنطن. وصرح رئيس جهاز الأمن القومي اليمني علي حسن الأحمدي في 8 يناير (كانون الثاني) الماضي أن الغارات التي تشنها الطائرات الأميركية من دون طيار ستتواصل في إطار التعاون في مكافحة الإرهاب بين صنعاء وواشنطن. وقد استفاد تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» من ضعف السلطة المركزية في 2011، جراء انتفاضة شعبية ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لتعزيز هيمنته على شرق وجنوب اليمن حيث جمع أنصاره. ونشأ تنظيم «قاعدة الجهاد» في يناير (كانون الثاني) 2009 من دمج فرعي «القاعدة» السعودي واليمني بعد الضربات القاسية التي وجهت إلى التنظيم في السعودية.