قيادي كردي: ضغوط المرجعية الشيعية تدفع المالكي إلى تقديم تنازلات للأكراد

رئيس الوزراء العراقي يعيد فتح ممثلية حكومة إقليم كردستان في بغداد

TT

يبدو أن الخناق بدأ يضيق برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مواجهته مع قيادة إقليم كردستان بعد بيان المرجعية الدينية بالنجف لموقفها من الأزمة السياسية بالعراق وإصرارها، حسب قيادي كردي، على «عدم التفريط بالتحالف الكردي الشيعي» إضافة إلى ما روج في الأيام الأخيرة عن تغيير سياسة التحالف الوطني من مجمل الأزمة، وخاصة الشق المتعلق بالعلاقة مع الأكراد، وصدور تلميحات من المرجعية باحتمال استبدال قيادي آخر من التحالف الوطني بالمالكي.

وحسب القيادي الكردي دفعت ضغوط المرجعية المالكي إلى مراجعة حساباته وتقديم بعض التنازلات للقيادة الكردية بهدف إرضائها وإعادة الأمور إلى طبيعتها السابقة. وكشف القيادي عن أن المالكي بدأ هذه «التنازلات» بتقديم عروض لكردستان بإلغاء قيادة عمليات دجلة وإعادة مطار كركوك العسكري إلى مجلس إدارة المحافظة ليحوله إلى مطار مدني، وآخر التنازلات كانت موافقته على إعادة فتح ممثلية حكومة إقليم كردستان في بغداد بعد إغلاقها أثناء اشتداد الأزمة بينه وبين قيادة كردستان. وقال القيادي الكردي الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط» أن مرجعية النجف «باتت تشعر بخطر التفريط بالتحالف الكردي الشيعي على مستقبل الحكم بالعراق والذي يديره الشيعة حاليا، ومع ظهور الاحتجاجات السنية والتهديد بنقلها إلى العاصمة أصبحت المرجعية على قناعة بخطورة الوضع، ولذلك خيرت المالكي بين إجراء الإصلاحات السياسية المطلوبة والعمل على تطبيع علاقاته وتحالفه مع الأكراد، أو تقديم استقالته لترشيح قيادي آخر من كتلته أو من التحالف الوطني ليحل محله». وحسب المصدر طرح اسم القيادي في ائتلاف دولة القانون طارق نجم ليكون رئيسا للوزراء خلفا للمالكي. وأشار المصدر الكردي إلى «أن المرجعية ومسعود بارزاني لا يعارضان هذا المرشح لخلافة المالكي». وقال: «إن موضوع المالكي كان في صدارة المواضيع التي تباحث بشأنها الوفد الشيعي الذي أجرى مباحثات سرية مع قيادة كردستان مؤخرا». لكن عدنان المفتي عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عقب خروجه من اجتماع بارزاني مع الأحزاب الكردستانية أمس «أن اللقاء الذي أجري بين الوفد الذي مثل التحالف الشيعي والقيادة الكردية كرس للتباحث عن الأزمة السياسية وكيفية التوافق بشأن الخروج منها، وعلى حد علمي لم يجر أي اتفاق على بديل للمالكي». وأضاف: «في اجتماع اليوم (أمس) تطرقنا إلى مجمل المواضيع المتعلقة بالأزمة السياسية، حيث قيم الاجتماع الاتصالات التي جرت مؤخرا بين قيادة الإقليم والأطراف العراقية منها الوفد الشيعي وقادة (العراقية) بشكل إيجابي، وعلى العموم فإن هناك اليوم أجواء إيجابية لاستئناف الحوار بغية الوصول إلى تفاهمات وحلول للخروج من الأزمة، ولكن الحوار يجب أن لا يكون بالطريقة السابقة، أي بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية حصرا، بل يجب توسيع إطاره ليشمل جميع الأطراف السياسية».

وكان بارزاني قد ترأس أمس اجتماعا لقادة الأحزاب الكردستانية للتشاور معهم حول الرد الذي وصل من التحالف الوطني الشيعي على رسالة سابقة للأحزاب الكردستانية والاتفاق معهم على موقف موحد من ذلك الرد.. وقاطعت حركة التغيير والجماعة الإسلامية الاجتماع.