على الرغم من التسريبات هنا وهناك من وزارة الداخلية في بغداد ومن ساحة الاعتصام في الرمادي، مركز محافظة الأنبار، بشأن «دراسة» منح المتظاهرين حق التوجه إلى بغداد لإقامة صلاة موحدة في جامع أبي حنيفة النعمان بمدينة الأعظمية (كبرى المناطق السنية في العاصمة)، و«التريث» في قرار الذهاب إلى بغداد بناء على مناشدات رجال الدين للمتظاهرين، فإن قرارا لم يصدر بشكل رسمي لا بمنح ولا بعدم منح المظاهرات موافقة القدوم إلى بغداد ولا بالتوجه أو عدم التوجه من قبل المتظاهرين إلى بغداد.
اختبار القوة بين بغداد والرمادي هو سيد الموقف في وقت أعلن فيه الناطق الرسمي باسم متظاهري الأنبار الشيخ سعيد اللافي في تصريح مقتضب لـ«الشرق الأوسط» أن «اللجان التنسيقية في حال اجتماع دائم منذ يومين بشأن إقامة الصلاة في بغداد» مشيرا إلى «أننا قدمنا طلبا رسميا ولم نتحد أحدا من السلطات؛ بل بالعكس طالبنا بالموافقة الأصولية والحماية، وهي أمور تدل على الحكمة والتعقل، فأين المخاوف التي يحاول البعض تضخيمها؟»، وأضاف أن «القرار النهائي لم يتخذ حتى اللحظة، لكننا ندرس بعمق مناشدات ونصائح مراجعنا الأجلاء بهذا الشأن».
إلى ذلك، أكد أحد وجهاء مدينة الأعظمية شمال بغداد أن «قوة أمنية داهمت بعد صلاة العشاء أول من أمس جامع أبي حنيفة النعمان». وقال صلاح العسكري أحد وجهاء الحي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «القوة داهمت الجامع وحتى مقبرة الشهداء بداخله بعد صلاة العشاء وفتشوا كل ركن في الجامع عن أسلحة، وقد استفسروا عما إذا كان هناك من ينام في الجامع، وهو ما نفاه إمام الجامع الذي أكد لهم أن الجامع يغلق بعد الانتهاء من صلاة العشاء وحتى موعد أذان الفجر»، وأضاف أن «القوة أخذت تعهدا من إمام الجامع بعدم بقاء أحد في الجامع أو دخول غرباء إليه على حد قولهم»، وأوضح أنهم «قالوا لمن كان في الجامع لحظتها إنهم سوف يبقون طوال الليل على مقربة من الجامع خشية دخول غرباء إليه». وردا على سؤال بشان الأوضاع داخل الأعظمية، قال العسكري إن «المدينة مطوقة وإن الدخول إليها لا يتم إلا عبر الهوية لسكنتها فقط، وإن الجيش يتجول داخل الأزقة وقد يسألك وأنت تقف أمام باب منزلك وبالدشداشة إن كنت غريبا أم من أهالي المنطقة».
على صعيد ذي صلة، وبعد يوم واحد من تحدي الناطق الرسمي باسم متظاهري الأنبار نائب رئيس الوزراء رئيس اللجنة السباعية الخاصة بطلبات المتظاهرين، حسين الشهرستاني، نشر أسماء من يطلق سراحهم، أعلن وزير العدل حسن الشمري عن قرب إصدار وزارته قوائم بأسماء السجناء المفرج عنهم.