وكالة الطاقة الدولية: العقوبات النفطية كلفت إيران 40 مليار دولار عام 2012

طهران تبدأ تركيب جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي.. وأحمدي نجاد: أصبحنا دولة نووية ولا عودة إلى الوراء

وزير الخارجية الأميركي جون كيري يصافح نظيره الأردني ناصر جودة اثناء مؤتمر صحافي في مقر وزارة الخارجية في واشنطن أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت وكالة الطاقة الدولية أمس أن العقوبات الغربية المفروضة على القطاع النفطي الإيراني كلفت طهران 40 مليار دولار من عائدات التصدير عام 2012، في وقت يحاول فيه وفد من خبراء الوكالة، الموجودين في طهران حاليا، التوصل إلى اتفاق يتيح لهم التحقيق حول أبعاد عسكرية ممكنة للبرنامج النووي الإيراني، وذلك قبل أسبوعين من لقاء بين طهران والقوى العظمى. وفي هذا الإطار أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، أن إيران أصبحت دولة نووية وترفض أي مطالب خارج إطار القوانين، مؤكدا أنه «لا عودة إلى الوراء».

وأوردت وكالة الطاقة أن مستوى الإنتاج النفطي الإيراني تراجع في يناير (كانون الثاني) إلى أدنى مستوياته منذ «ثلاثة عقود» ليصل إلى 2.65 مليون برميل في اليوم بعدما كان 3.7 مليون برميل في اليوم قبل العقوبات الدولية التي فرضت على إيران اعتبارا من نهاية 2011.

إلى ذلك، يحاول وفد من خبراء تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران التوصل إلى اتفاق يتيح لهم التحقيق حول أبعاد عسكرية ممكنة للبرنامج النووي الإيراني، وذلك قبل أسبوعين على لقاء بين طهران والقوى العظمى. وهذه الزيارة هي الثالثة للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال شهر والثامنة خلال عام. والتقى المفتشون المفاوضين الإيرانيين بقيادة مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية.

وتأتي مهمة الخبراء غداة تصريحات للرئيس الأميركي باراك أوباما قال فيها إنه «على إيران أن تقر بأنه آن الأوان» لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة. وكرر في الوقت نفسه أن واشنطن «ستبذل كل الجهود اللازمة لمنع (إيران) من حيازة السلاح النووية». وتريد وكالة الطاقة الذرية أن تتمكن من الوصول بشكل أوسع إلى مواقع أو أفراد أو وثائق من شأنها مساعدتها على توضيح النقاط التي أثارتها في تقريرها الصادر في 2011 حول عناصر تعتبر ذات صدقية أشارت إلى أن إيران عملت على تطوير القنبلة الذرية قبل عام 2003 وربما بعده. ورفضت إيران التقرير، وهي تنفي كل اتهامات الغرب وإسرائيل بأنها تسعى لحيازة السلاح النووي تحت غطاء برنامج نووي مدني.

وصرح رئيس وفد الوكالة هيرمان ناكيرتس، قبل توجهه إلى طهران، بأن «الخلافات لا تزال موجودة، وهذه المرة أيضا نتوجه إلى هناك لنسعى بجهد»، من أجل التوصل إلى اتفاق. وذكر ناكيرتس أنه على غرار الزيارتين السابقتين في ديسمبر (كانون الأول) ويناير فإن «نيتنا هي التوصل إلى مقاربة منظمة» ضمن وثيقة تؤدي إلى «المساعدة على حل كل المسائل العالقة حول أي أبعاد عسكرية ممكنة للبرنامج النووي الإيراني». وتطالب الوكالة بالسماح لها بزيارة موقع بارشين بالقرب من طهران، حيث يشتبه في أن إيران أجرت تجارب لعمليات تفجير تقليدية يمكن أن تستخدم لإطلاق قنبلة ذرية. وتشتبه الوكالة في أن إيران تمنع الدخول إلى الموقع لإزالة أي آثار يمكن أن تورطها.

لكن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية فريدون عباس دواني استبعد الثلاثاء أي إمكانية للوصول إلى بارشين ما دامت الوكالة الذرية لم تقدم لإيران العناصر التي بنت على أساسها شبهاتها. وقال «في الوقت الراهن زيارة بارشين أو أي موقع آخر ليست مدرجة على جدول الأعمال». وتعتبر طهران أن هذه القاعدة العسكرية لا تدخل في إطار تحقيقات المفتشين. وأضاف دواني «نجري مناقشات، وآمل في أن نتوصل إلى اتفاق إطار منطقي» يحترم «الحقوق النووية» لإيران، مشيدا بموقف «أكثر عقلانية» من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي حال عدم إحراز تقدم تعرض إيران نفسها لخطر صدور قرار خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية مطلع مارس (آذار) يطالب برفع المسألة إلى مجلس الأمن الدولي. وسيكون للمفاوضات مع الوكالة الدولية تأثير أيضا على اجتماع مجموعة «5+1» (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) في 26 فبراير (شباط) الحالي في الماتي في كازاخستان بعد توقف مستمر منذ ثمانية أشهر.

ولم تحقق المفاوضات السابقة أي تقدم بسبب الخلاف الشديد في موقف الجانبين. وتطالب القوى العظمى إيران بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم لأنه إذا ارتفعت نسبة هذا التخصيب إلى 90 في المائة يصبح بالإمكان استخدامه لإنتاج القنبلة الذرية. ومن جهتها تطالب إيران بتخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها كشرط للحد من نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم، وهو طلب رفضته مجموعة «5+1».

وفرضت الأمم المتحدة أربع مجموعات من العقوبات على إيران أضيفت إليها في أواخر 2011 عقوبات أميركية وأوروبية استهدفت صادرات النفط، مما أدى إلى أزمة اقتصادية خانقة في البلاد. وفي هذا الإطار أعلن فريدون عباسي دواني رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أمس، أن إيران بدأت في تركيب جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي في موقع ناتانز النووي الشهر الماضي. ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن دواني قوله «اعتبارا من الشهر الماضي بدأ تركيب جيل جديد من هذه الأجهزة في مجمع الشهيد أحمدي روشن». وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قالت للدول الأعضاء إن إيران أعلنت عن خطط لتركيب وتشغيل أجهزة متقدمة لتخصيب اليورانيوم في ما سيعد قفزة تكنولوجية تسمح لها بالإسراع بشكل كبير بأنشطتها التي يخشى الغرب أن تؤدي إلى اكتساب قدرة لتصنيع سلاح نووي. وتنفي إيران ذلك وتقول إن أنشطتها النووية لها أهداف سلمية.