الأمين العام للإخوان المسلمين لـ «الشرق الأوسط»: الدعوات المطالبة بإسقاط مرسي لا قيمة لها

د. محمود حسين: أقول لجبهة الإنقاذ اتقوا الله في مصر وشعبها وقوموا بمعارضة حقيقية وبناءة

د. محمود حسين
TT

قال الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين وعضو مكتب الإرشاد في الجماعة، في حوار مع «الشرق الأوسط» إن وسائل الإعلام الموجهة تشن الأكاذيب على جماعة «الإخوان»، مشيرا إلى أن «الذي يطالع الإعلام اليومي يكتشف أكاذيبهم بسهولة، إلا أننا نثق في أن الحق سيظهر مهما حاول الباطل أن يخفيه»، وأكد عضو مكتب الإرشاد في الجماعة أن الدعوات المطالبة بإسقاط الرئيس محمد مرسي، لا قيمة لها «لأن المعارضة الحقيقية هي معارضة سياسات وآراء وطرح بدائل، أما المعارضة الحالية فهي عبث ومحاولة لإحداث الفوضى وترويج العنف»، وأهاب الأمين العام للجماعة بجبهة الإنقاذ أن تتقي الله في مصر وشعبها وأن تقوم بمعارضة حقيقية بناءة وتقدم حلولا عملية لحل مشكلات البلاد الكثيرة، مشددا على أن الشعب لن يغفر لهم دعمهم للعنف ودعوتهم له. وعن استعدادات الجماعة وحزب الحرية والعدالة للانتخابات البرلمانية المقبلة، يتوقع محمود حسين الذي يعمل أيضا أستاذا بكلية الهندسة بجامعة أسيوط، عدم قبول القوى السياسية الليبرالية نتائج الصندوق إلا إذا كانت لصالحها، ونفى أمين عام الجماعة اتهام بعض القوى السياسية المصرية للمهندس خيرت الشاطر مسؤول ملف التطوير بالجماعة ونائب المرشد العام بأنه يدير الاقتصاد المصري من وراء الستار، وأنه المحرك الرئيس للقيادة المصرية، مؤكدا أن «كل تلكم الاتهامات أكاذيب وافتراءات لمحاولة تشويه صورة خيرت الشاطر، وكذلك تشويه صورة الرئيس بادعاء أن هناك من يحركه خلف الستار، والجميع يعلم، وشواهد الأحداث كلها تؤكد، أن الرئيس يقوم بإدارة الدولة عبر مؤسساتها ومعاونيه ومستشاريه في جهاز الدولة ولا دخل لجماعة (الإخوان) بذلك». وعن موقفه الشخصي وموقف جماعة «الإخوان» من العلاقات المصرية - الإسرائيلية بعد تولي الرئيس مرسي الحكم، قال الدكتور محمود حسين المولود في 16 يوليو (تموز) 1947 بمدينة يافا في فلسطين، إن «موقف الجماعة داعم للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني حتى تعود له حقوقه الكاملة، وموقفي الشخصي مطابق لموقف الجماعة، لأننا نؤمن بأن حقوق الشعوب لا تضيع ما دام أهلها يطالبون» وأشار إلى أن «وجود الصهاينة على أرض فلسطين مؤقت وزائل». وجاء الحوار عبر البريد الإلكتروني على النحو التالي:

* «معركة (الإخوان) الحقيقية هي مع الإعلام، والدعوات المطالبة بإسقاط الرئيس مرسي لا قيمة لها».. هذا ما صرحتم به مؤخرا للصحافة المصرية، فلماذا وصفتم علاقة «الإخوان» بالإعلام بالمعركة؟ ولماذا لا يقال إن «الإخوان» فشلوا في كسب الإعلام إلى جانبهم؟

- بداية ما نسب لي في الصحف غير دقيق، أما أن يقال إن الإخوان فشلوا في كسب الإعلام إلى جانبهم، فإذا كان المقصود بعض وسائل الإعلام الموجهة التي تشن الأكاذيب على الإخوان، فهؤلاء لم ينحازوا لا للشعب ولا للمهنية في أداء مهمتهم. أما الإعلام النزيه الذي ينقل الحقائق فهذا ليس ضد الإخوان ولسنا ضده. أما دعوات إسقاط الرئيس، فهي لا قيمة لها لأن المعارضة الحقيقية هي معارضة سياسات وآراء وطرح بدائل وحلول، أما الحديث عن إسقاط رئيس منتخب من الشعب، فله آلياته التي تحدث عنها الدستور، وبالتالي ما يحدث الآن من كثير ممن يطلق عليهم بعض الإعلاميين أنهم معارضة هو عبث ومحاولة إحداث فوضى وترويج للعنف، وبالتالي هم يسعون لإسقاط الدولة والشرعية وليس فقط إسقاط الرئيس. والذي يطالع الإعلام اليومي يكتشف هذا بسهولة، ولا يعنينا من وراءه، لأن هذه مهمة الأجهزة المسؤولة، ولكن نثق أن الحق سيظهر مهما حاول الباطل أن يخفيه، وهذا ما أثبته التاريخ دوما.

* أكد الرئيس مرسي ومن قبله المهندس خيرت الشاطر على نجاح «مشروع النهضة»، والمراقب للأحوال الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في مصر لا يجد بشائر للنهضة، فما أسباب ذلك من وجهة نظركم؟

- أنا أعتقد أن من يحاول الترويج للعنف والدعوة إليه وتعطيل الإنتاج وما شابه هو من يحاول وقف نهضة مصر، بغض النظر عن المشروع. وليس من المنطقي في ظروف السيولة الموجودة والفترة القصيرة للرئيس مرسي وعدم الاستقرار، أن يؤدي هذا كله لحل مشكلات اقتصادية واجتماعية أوجدها الفساد والاستبداد السياسي عبر قرون.

* ما تعليقكم على ما يتردد بأن المهندس الشاطر هو مسؤول ملف التطوير والدينامو الفعلي لعلاقات الإخوان بالخارج وأنه صاحب مشروع النهضة، وأين الحقيقة مما يقال من حقائق أو شائعات حول شخصية الشاطر وما دوره الحقيقي في الجماعة وفي مؤسسة الرئاسة؟

- هذه كلها أكاذيب وافتراءات لمحاولة تشويه صورة المهندس خيرت وكذلك لتشويه صورة الرئيس بادعاء أن هناك من يحركه خلف الستار، والجميع يعلم، وشواهد الأحداث كلها تؤكد، أن الرئيس يقوم بإدارة الدولة عبر مؤسساتها ومعاونيه ومستشاريه في جهاز الدولة ولا دخل لجماعة الإخوان بذلك، وأن الجماعة تُدار عبر مؤسساتها بالشورى ولا يديرها أو يحركها شخص، وكون المهندس خيرت هو المسؤول عن ملف التطوير، فهذا لا يعني أنه صاحب القرار فيه، وإنما يتم عرض كل إنتاج الملف على مكتب الإرشاد لإقراره أو تعديله، وتعرض جوانبه الأساسية على مجلس الشورى لإقراره أو تعديله، وهذا شأن كل الملفات التي يشرف عليها أعضاء مكتب الإرشاد.

* تدعو جبهة الإنقاذ لإسقاط الرئيس وإسقاط الدستور وإلى التظاهر ضد الحكومة والسلطة ويتحدثون عن الظلم والاستبداد ويستشهدون بقتلى «الاتحادية» والتحرير، فماذا تقول لقيادات الجبهة؟

- أقول لجبهة الإنقاذ اتقوا الله في مصر وشعبها وقوموا بمعارضة حقيقية بناءة وقدموا حلولا عملية لحل مشكلات البلاد الكثيرة، واعلموا أن الشعب لن يغفر لكم دعمكم للعنف ودعوتكم له وسيسجل التاريخ هذا لكم أو عليكم، فمصر سيحفظها الله من كل سوء ومكروه.

* تطالب قوى سياسية بتفكيك جماعة الإخوان أو تعديل وضعها القانوني.. ما ردكم على تلك المطالب؟

- الجماعة وضعها قانوني منذ تم إنشاؤها في ظل النظم السابقة، ولكن حين يتم عمل قانون للهيئات الجامعة فحينئذ وجب على الهيئات بما فيها جماعة الإخوان المسلمين أن توفق أوضاعها وفق هذا القانون الجديد. أما مصادر التمويل، فهو تمويل ذاتي من جيوب أعضائها ولا تتلقى الجماعة أي دعم مالي من أي هيئة أو مؤسسة محلية أو خارجية أو دولة عربية أو أجنبية.

* ما تعليقكم على ما يتردد بأن الجماعة أعادت للنقاش طرح ملف إنشاء تنظيم مواز للأخوات بمكتب إرشاد خاص بهن، فهل هناك نية لتأسيس تنظيم خاص للأخوات، لا سيما بعد الكشف عن تنظيم نسائي ينتمي للإخوان في الإمارات، وعن سعي الإخوان لأخونة دول الخليج؟

- هذا الكلام لا حقيقة له وهو ادعاء ضمن الادعاءات المتكررة على الإخوان، لكن هناك ملف خاص بعمل الأخوات ضمن خطة التطوير لمواكبة تغير المناخ داخل مصر، وهذا جار العمل به، والإخوان الموجودون في أي بلد يعملون وفق قوانينه ولصالح شعبه، وهؤلاء موجودون منذ أعوام طويلة ولم يثبت على أحدهم طوال هذه المدة أنه قام بعمل غير قانوني في البلد الذي يقيم به.

* هل تتوقع حصول حزب الحرية والعدالة على أغلبية في البرلمان المقبل؟ وإذا حصل الإخوان على أغلبية، هل تتوقع قبول القوى السياسية نتائج الانتخابات؟

- لن تقبل القوى السياسية نتائج الصندوق إلا إذا كانت لصالحها؛ فأي ديمقراطية عنها يتحدثون؟

* أنتم من مواليد فلسطين، فما موقفكم الشخصي وبصفتكم قياديا في جماعة الإخوان من العلاقات المصرية - الإسرائيلية وما رؤيتكم لإنهاء أزمة الشعب الفلسطيني؟

- موقف الجماعة داعم للقضية الفلسطينية وداعم للشعب الفلسطيني حتى تعود له حقوقه الكاملة، وموقفي الشخصي مطابق لموقف الجماعة لأننا نؤمن بأن حقوق الشعوب لا تضيع ما دام أهلها يطالبون بها، وأنه لا يمكن لدولة أن تُقام على أرض لغير أهلها ثم تستقر بها الأوضاع، ولذلك، فإن وجود الصهاينة على أرض فلسطين مؤقت وزائل بإذن الله. أما العلاقات المصرية – الإسرائيلية، فهذه علاقات دول تحكمها اتفاقات يُسأل عنها المسؤولون وعن رؤيتهم لها.