مسؤولون أفغان: مقتل 10 مدنيين في قصف جوي لحلف الأطلسي

ضربة جديدة لهيبة قوات التحالف قبل الانسحاب 2014

TT

أعلن مسؤولون أفغان، أمس، أن غارة جوية للحلف الأطلسي أدت إلى مقتل عشرة مدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال، وذلك في الوقت الذي رحبت فيه كابول بإعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما سحب المزيد من القوات هذا العام.

وقال الحلف الأطلسي إن التحقيق جار حول الادعاءات وصرح متحدث: «إننا نأخذ أي ادعاء بسقوط ضحايا مدنيين على محمل الجد».

وفي حال تأكد مقتل المدنيين، سيشكل ضربة جديدة لهيبة قوات الحلف التي تقودها الولايات المتحدة، بينما تستعد للانسحاب من الحرب ضد متمردي طالبان بحلول نهاية العام المقبل.

وقال مسؤولون محليون إن المدنيين قتلوا بغارة جوية للحلف خلال هجوم ليلي على مخبأ لحركة طالبان في منطقة نائية بشرق البلاد. وقال حاكم منطقة كونار سيد فضل الله وحيدي لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد قتل خمسة أطفال وأربع نساء ورجل في الغارة». وأكد عبد الظاهر حاكم المنطقة أن ثلاثة قياديين من طالبان من بينهم الناشط المرتبط بـ«القاعدة» والمعروف بشاهبور قتلوا في الغارة.

وتابع أن الغارة أتت لدعم عملية برية بقيادة الولايات المتحدة والقوات الأفغانية في واد يخضع لسيطرة طالبان.

ولم يتضح ما إذا كان مالك المنزل المستهدف عضوا في طالبان أو في «القاعدة» أو مدنيا، إلا أن عبد الظاهر أشار إلى أن ناشطي طالبان كانوا يزورون المنزل وقت الغارة. وغالبا ما يرغم ناشطو طالبان السكان المحليين على تأمين الطعام والمأوى لهم.

وأضاف وحيدي أن أربعة أطفال آخرين أصيبوا بجروح في الغارة. ويعتبر سقوط ضحايا من المدنيين بأيدي قوات الأطلسي مسألة حساسة للغاية في أفغانستان وغالبا ما يندد بها الرئيس حميد كرزاي.

وكرر كرزاي مرارا أن الحرب ضد الإرهاب يجب ألا تكون في القرى الأفغانية، ورحبت حكومته بإعلان أوباما بأن الولايات المتحدة ستسحب 34 ألف جندي خلال العام المقبل.

وصرح المتحدث باسم وزير الدفاع الجنرال محمد ظاهر عظيمي لوكالة الصحافة الفرنسية: «سنتحمل كامل المسؤولية الأمنية بحلول نهاية 2013». وأضاف: «قواتنا ستحل محلهم». ودعم كرزاي لفترة طويلة برنامج انسحاب القوات القتالية للحلف والولايات المتحدة، معتبرا أن القوات الأفغانية قادرة على تحمل مسؤولية الحرب ضد متمردي طالبان.

إلا أن الكثير من المحللين أعربوا عن شكوكهم إزاء قدرة القوات العسكرية الأفغانية التي لا تحظى بتدريب عال أو بمعدات متطورة، على التغلب على خصم قاوم قوات الحلف الأطلسي لأكثر من 11 عاما.

وقال أوباما الذي أعلن عن الانسحاب ضمن خطابه السنوي حول حالة الاتحاد إن خفض الكثير سيستمر «وحربنا في أفغانستان ستنتهي بحلول نهاية العام المقبل».

من جهتها، اعتبرت حركة طالبان أن سحب القوات غير كاف. وصرح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «المشكلة لن تحل بزيادة أو خفض عدد القوات». وأضاف: «ما دامت قوات الغزاة موجودة في أفغانستان فإن الجهاد مستمر. وتحل المشكلة بالانسحاب الكامل لقوات الغزاة وعودة أفغانستان إلى الأفغان».

وبموجب إعلان أوباما، سيتراجع إلى النصف حجم القوات الأميركية البالغ 66 ألف عنصر في أفغانستان، في الوقت الذي يستعد فيه الحلف لنقل مسؤولية العمليات الأمنية إلى القوات الأفغانية البالغ عددها 352 ألف عنصر بحلول نهاية 2014. وستقوم دول أخرى أعضاء في الحلف وتشارك بما مجمله 37 ألف عنصر، أيضا بسحب قواتها على مراحل قبل نهاية 2014. من جهته، ذكر مكتب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس أن قصفا جويا شنته قوات بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرق أفغانستان أسفر عن مقتل عشرة مدنيين، بينهم أطفال ونساء. وقال كرزاي: «استهدفت الغارة الجوية التي نفذتها قوات الناتو منزلي مدنيين وقتل خلالها عشرة من أبنائنا بينهم أطفال ونساء». وهاجمت مروحيات عسكرية تابعة لحلف الناتو قرية في شيجال بإقليم كونار شرق أفغانستان الليلة الماضية، وفقا لما ذكرته قناة «تولو» التلفزيونية الخاصة. وأضاف كرزاي، أن «الحرب ضد الإرهاب لن تنتصر ولا يمكن أن تنتصر في القرى الأفغانية»، مشيرا أيضا إلى مخابئ المتمردين في باكستان المجاورة.

وقال متحدث باسم القوات الدولية، إنهم على علم بشأن ما تردد عن سقوط ضحايا مدنيين. وذكر الميجور جاري آلين: «نأخذ كل ادعاء بشأن سقوط ضحايا مدنيين على محمل الجد، ونقيم الوضع حاليا».