بريطانيا وألمانيا تستدعيان السفير الكوري الشمالي بعد التجربة النووية

صينيون ينتقدون رد فعل بلادهم إزاء التفجير.. وسيول تقرر تسريع برنامجها الصاروخي

TT

تواصلت أمس ردود الفعل الدولية الاحتجاجية على التجربة النووية الثالثة التي أجرتها كوريا الشمالية، أول من أمس، وفاقت قوتها التجربتين السابقتين، فقد استدعت بريطانيا السفير الكوري الشمالي لإبلاغه إدانتها للتجربة «بحزم».

وقال هوغو سواير وزير الدولة البريطاني في بيان: «لقد استدعيت سفير كوريا الشمالية لأنقل له بالتعابير الأكثر حزما إدانة بريطانيا للتجربة النووية»، معتبرا أن التجربة النووية «تشكل انتهاكا فاضحا» لقرارات مجلس الأمن الدولي. ودعا سواير المجموعة الدولية إلى «التحدث بصوت واحد» في ردها على التجربة النووية. وحث سواير نظام كوريا الشمالية على التصرف «بما فيه مصلحة شعبه واختيار الطريق الذي يريده فعليا».

وبدورها، استدعت الخارجية الألمانية أمس أيضا السفير الكوري الشمالي لإبلاغه احتجاجها. وقالت الوزارة في بيان إنه «تم إبلاغ ممثل كوريا الشمالية بوضوح خلال اللقاء أن التجربة النووية الأخيرة تشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي». وأضافت الوزارة: «انسجاما مع إعلان مجلس الأمن الدولي الذي تم التصويت عليه (الثلاثاء) أثناء اجتماع طارئ في نيويورك، ستلتزم ألمانيا بتدابير جديدة تستهدف البرنامج النووي الكوري الشمالي». وكان وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي أدان الثلاثاء التجربة النووية، ودعا الأمم المتحدة إلى فرض عقوبات جديدة، كما تمنى أن يبحث الموضوع الاثنين المقبل أثناء لقاء لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.

وقد دان مجلس الأمن الدولي مساء أول من أمس التجربة النووية، واتهم كوريا الشمالية «بانتهاك خطير» لقرارات الأمم المتحدة.

وفي الصين، الحليف الوحيد لنظام بيونغ يانغ، سخر مدونون من سلطات بلدهم لرد فعلها الفاتر للتجربة النووية الكورية الشمالية، ووصفوا بيونغ يانغ بـ«الكلب المسعور» الذي أحرج الصين. وكانت الصين قد أعربت أول من أمس عن «معارضتها الشديدة» للتجربة النووية الثالثة التي أجراها نظام بيونغ يانغ، لكنها امتنعت عن إدانتها علنا كما فعلت الدول الكبرى الأخرى.

ورأى بعض رواد الإنترنت أن هذه التجربة التي تمت خلال الاحتفال بالسنة الصينية الجديدة، أحرجت بكين أكثر، خصوصا أنها طلبت من جارتها الشيوعية عدم القيام بها. وقال يو جيارونغ من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية: «إذا اعتمدتم سياسة دبلوماسية ظالمة على الأجل الطويل، عندها سيتجرأ الناس على تفجير قنبلة تبعث رائحة كريهة عند بابكم أثناء وجودكم في عطلة». وأضاف في رسالة نشرت على موقع صيني كبير أن الصين «أهينت» بهذه التجربة. وانتقد أحد رواد الشبكة العنكبوتية الفرضية التي تحدثت عن أن عسكرة كوريا الشمالية ستساهم أيضا في الدفاع عن الصين. ورأى أن «هذا يعني اقتناء كلب مسعور لحماية المنزل». وقال آخر إن «الصين الدولة الوحيدة التي تشدد على الصداقة الصينية - الكورية الشمالية.. وهذا غباء مطلق».

وفي سياق متصل، أعلنت كوريا الجنوبية أمس أنها ستسرع تطوير صواريخها الباليستية البعيدة المدى القادرة على تغطية كامل الأراضي الكورية الشمالية، ردا على التجربة النووية الكورية الشمالية. وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع كيم مين سيوك للصحافيين: «سنقوم بتسريع تطوير الصواريخ الباليستية ليصل مداها إلى 800 كلم». وفي الخريف الماضي أبرمت سيول اتفاقا مع واشنطن لرفع مدى صواريخها الباليستية ثلاثة أضعاف (لتزيد من 300 كلم إلى 800) بهدف تعزيز قدرتها لحماية أراضيها من أي هجوم محتمل لبيونغ يانغ.

وتنشر الولايات المتحدة 28500 جندي على أراضي كوريا الجنوبية، وتضمن لها «مظلة نووية» لدرء أي هجوم. في المقابل وافقت سيول في عام 2001 على الحد من مدى صواريخها بغية تهدئة التوترات في شبه الجزيرة.

وأكد المتحدث باسم الوزارة أيضا أن سيول قامت بتسريع انتشار نظام «شبكة ضاربة» قادرة على رصد واستهداف وتدمير الصواريخ الكورية الشمالية. وأضاف المتحدث «أن الجيش يراقب عن كثب الشمال في حال أي أعمال استفزازية جديدة».

وبعد ساعات على إعلان التجربة النووية حذر رئيس أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية من احتمال أن تقوم بيونغ يانغ بتجربة جديدة أو بإطلاق صواريخ في الأيام أو الأسابيع المقبلة.