توتر في البقاع احتجاجا على زيارة الأسير لعرسال.. ودمشق تعتبر البلدة «مصنعا للإجرام»

سليمان: الحادثة قيد المعالجة.. والقاضي العسكري يصدر مذكرتين وجاهيتين بحق متهمين

TT

توتر الوضع الأمني في لبنان أمس، مع تردد أنباء أن إمام مسجد بلال بن رباح، الشيخ أحمد الأسير سيزور بلدة عرسال التي شهدت الأسبوع الماضي صداما بين الجيش اللبناني ومسلحين فيها أسفرت عن مقتل ضابط ورتيب في الجيش. فعمد لبنانيون إلى قطع الطرقات في البقاع احتجاجا على الزيارة، فيما دخلت الحكومة السورية على الخط الساخن في البلدة، معتبرة أن عرسال «باتت قاعدة لوجستية لميليشيا ما يسمى الجيش الحر وباتت ممرا ومصنعا للإجرام»، وذلك على ضوء وصول أربعة جرحى معارضين من سوريا إلى البلدة.

في هذا الوقت، واصلت الحكومة اللبنانية إجراءاتها العسكرية لاعتقال المطلوبين في حادثة عرسال، بموازاة إجراءات قانونية إذ أصدر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان مذكرتي توقيف وجاهيتين بحق اثنين من المتهمين من عرسال، مشيرا إلى أنه سيتابع تحقيقاته في القضية بالاستماع إلى إفادات الشهود.

وفي حين أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في مستهل جلسة مجلس الوزراء أمس، أن حادثة عرسال «قيد المعالجة لدى قيادة الجيش والإجراءات مستمرة لتوقيف المرتكبين وسوقهم إلى العدالة، لأنه لا يستقيم الأمر إلا بتوقيفهم».. أكد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أن لا مساومة ولا مهادنة مع قتلة العسكريين في بلدة عرسال البقاعية ولا اتفاقيات سرية على دم الشهداء. وأضاف قهوجي خلال لقائه أفراد عائلة الرائد بيار بشعلاني أن كل من اعتدى على عناصر الجيش هو إرهابي وسيلاحق أينما وجد حتى توقيفه وتسليمه للقضاء مهما طال الزمن.

في غضون ذلك، توتر الوضع الأمني في المناطق المحيطة بعرسال، إثر شيوع نبأ زيارة الشيخ الأسير. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الأهالي في بعلبك «قطعوا طريق التل الأبيض عند المدخل الشمالي للمدينة»، مشيرة إلى تجمعات شهدتها منطقتي العين ومقنة واللبوة على الطريق الدولية في البقاع الشمالي احتجاجا.

وذكرت الوكالة لاحقا أن الجيش اللبناني عمل على إزالة الإطارات من الطريق ومنع التجمهر كما نشر وحداته على امتداد الطريق الدولي المؤدي إلى مدخل اللبوة حفاظا على الأمن. في المقابل، استغرب الشيخ الأسير إقفال الطرقات في وجهه. وقال مدير مكتبه لـ«الشرق الأوسط» إن الأسير «لم يكن ينوي زيارة البلدة اليوم (أمس)»، نافيا في الوقت نفسه الأنباء التي تفيد بأنه سيزورها خلال اليومين المقبلين. وقال: «ليس هناك أي قرار لزيارة عرسال، ولم نحدد موعدا لزيارتها». وأضاف: «حين نتخذ القرار سنعلم الجهات الأمنية»، نافيا أن يكون قد ألغى الزيارة أمس «خوفا من المحتجين كما تردد، لأنه لم يكن هناك زيارة في الأصل». واستغرب هذا الاحتجاج على زيارة لم تكن مقررة، مشيرا إلى أن هذا الاحتجاج «لم يكن يستدعي ظهور مقنعين وآخرين يهددون».

إلى ذلك، دخلت دمشق على خط قضية عرسال، إذ ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن البلدة «تحولت بفعل التطرف إلى بؤرة للميليشيات المسلحة التي تقاتل ضد الدولة السورية وقاعدة لوجستية لميليشيا ما يسمى (الجيش الحر) وباتت ممرا ومصنعا للإجرام الذي يطال الشعب السوري في كل يوم».

وجاءت تلك التصريحات عقب إعلان الوكالة الوطنية للإعلام أن «فرق الإسعاف التابعة للصليب الأحمر اللبناني، نقلت 4 جرحى من عناصر الجيش السوري الحر من بلدة عرسال بعد وصولهم إليها عبر معابر غير شرعية إلى مستشفيات البقاع والشمال». وذكرت الوكالة أنه «قد تم نقل محمد خالد الأحمد، وأحمد محمد زكريا إلى مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك لخطورة الإصابة، فيما نقل يحيى حازم فياض ومحمد أحمد الواو إلى مستشفى الأبرار في طرابلس».