ملك المغرب يدعو إلى ترميم المعابد اليهودية كافة في البلاد

رئيس الحكومة المغربية يدشن كنيسا تاريخيا بمدينة فاس

عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية يتلو رسالة الملك محمد السادس بمناسبة حفل تدشين الكنيس التاريخي في فاس أمس.. وبدا إلى جانبه بعض القيادات اليهودية المغربية (تصوير: أحمد العلوي المراني)
TT

دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى ترميم المعابد اليهودية كافة في مختلف المدن المغربية، مشيرا إلى أن هذه المعابد يجب أن لا يقتصر دورها فقط على العبادة، وإنما يجب أن تكون أيضا فضاء للحوار الثقافي وإحياء القيم الحضارية للبلاد. وقال العاهل المغربي إن «التقاليد الحضارية المتأصلة للمغاربة تستمد روحها من تشبعهم العميق بقيم التعايش والتسامح والوئام بين مختلف مكونات الشعب المغربي».

وجدد العاهل المغربي في رسالة تلاها أمس (الأربعاء) عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، بمناسبة ترميم كنيس يهودي تاريخي في فاس، التزامه بحماية حرية ممارسة الشعائر الدينية لليهود المغاربة، مؤكدا أن هذا الالتزام يشمل جميع الديانات السماوية.

يذكر أن عدد اليهود المغاربة تقلص كثيرا بعد موجات متتالية من الهجرات، إلى أوروبا وأميركا وكندا وإسرائيل، ويقدر عددهم حاليا بنحو خمسة آلاف نسمة، معظمهم يعيشون في الدار البيضاء إضافة إلى مراكش وفاس وطنجة.

ونوه العاهل المغربي في رسالته بترميم الكنيس اليهودي الذي يحمل اسم «صلاة الفاسيين»، وقال إنه أولى شخصيا اهتماما بهذا الموضوع، وذلك بغرض حماية التراث الثقافي والروحي للطائفة اليهودية المغربية الأصيلة، مشيرا إلى أن هذه الطائفة ظلت تحظى بالاعتبار والاحترام لدى ملوك المغرب. وقال في هذا الصدد: «نود الإشادة بهذه المبادرة الحميدة التي تفضلت مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي بإنجازها، ومنوهين بتضافر الجهود لكل من الحكومة الألمانية والشخصيات والمؤسسات الرفيعة التي ساهمت في الحفاظ عليها وتجديدها باعتبارها معلمة تاريخية تم تشييدها خلال القرن السابع عشر».

وذكر العاهل المغربي أن ترميم الكنيس يدل على غنى وتنوع المكونات الروحية والتراث الأصيل للمغرب، وهو التراث الذي انصهرت في بوتقته الخصوصية اليهودية المغربية التي يمتد تاريخها المتجذر إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة، مشيرا إلى أن الخصوصية العبرية كما جاء في الدستور الجديد للمملكة تشكل أحد الروافد العريقة للهوية الوطنية.

يذكر أن هذا الكنيس اليهودي الذي يوجد في «حي الملاح» بمدينة فاس العتيقة، أغلق عام 1960، وتقرر الآن وبعد إعادة ترميمه، أن يكون مكانا لأنشطة ثقافية تركز على الحوار بين الديانات.

وجرى حفل تدشين الكنيس اليهودي بعد ترميمه في حضور نوربيرت لامير، رئيس البرلمان الألماني (بونتدستاغ)، وآندري أزولاي، مستشار العاهل المغربي، وعدد من الوزراء المغاربة، وقيادات الطائفة اليهودية المغربية، وصامويل كابلان، السفير الأميركي في الرباط. وأقيمت صلاة خاصة حضرها رئيس الحكومة المغربية.