مصادر فرنسية رسمية: 3 عوامل قد تخرج الأزمة السورية من عنق الزجاجة

قالت: لا تحول عميقا في الموقف الأميركي

TT

في الوقت الذي يتهيأ فيه وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري للقيام بجولته الأولى في الشرق الأوسط التي سيهمن على جانب منها الملف السوري، قالت مصادر فرنسية رسمية، إنها «لا تعتقد» بوجود تحول في الموقف الأميركي من هذه الأزمة، حيث إن واشنطن لا تزال تشدد على ضرورة رحيل بشار الأسد وعلى الحاجة لإيجاد كخرج سياسي لها. وأفادت هذه المصادر بأن باريس «على تواصل دائم» مع واشنطن بخصوص أزمات الشرق الأوسط الثلاث، وهي الملف السوري والملف النووي الإيراني، والملف الفلسطيني ــ الإسرائيلي.

وتؤكد المصادر الفرنسية، أن باريس «واثقة» من المواقف التي عبر عنها الوزير كيري إزاء الموضوعين الأولين، وهي لا ترى أن واشنطن تريد أن «تنفرد» بتحولات بشأنها من غير التشاور مع شركائها الأوروبيين وعلى رأسهم فرنسا رغم «المرونة» الدبلوماسية التي تنضح بها تصريحات كيري. أما في ما يخص الملف الثالث، فإن مصادر متطابقة أفادت بأن باريس ومعها لندن وبرلين وعدد من العواصم العربية بينها عمان، تسعى لدفع واشنطن لـ«الانخراط مجددا» في الموضوع الفلسطيني وهي تعول عليها للاستفادة من الانطلاقة الجديدة للإدارة الأميركية. وفي أي حال، تدعو باريس للتمهل قبل إبداء حكم أو تقويم على الأداء الأميركي لسببين: الأول، أن الإدارة في واشنطن «ما زالت في مرحلة انتقالية» رغم انعدام التغيير على رأسها بانتخاب الرئيس أوباما لولاية جديدة والثاني أن خطط كيري ــ إذا كانت هناك من خطط «تحتاج إلى بلورة وتوضيح» وحتى الآن لم يتوافر كلا الأمرين.

وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن زار باريس في 4 فبراير (شباط) الحالي كما أن كيري تحادث مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس. وفي الحالين، تؤكد المصادر الفرنسية أن باريس وواشنطن «متفقتان» على الحاجة لتنحي الأسد ودعم مبادرة رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب وعلى رفض تسليح المعارضة المسلحة تخوفا من تسرب السلاح إلى الجهات الجهادية.

وبعد أن كانت فرنسا أول من دعا إلى «ضرورة طرح» موضوع رفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية على المستوى الأوروبي، فإن باريس عدلت موقفها ليتماهى مع الموقف الأميركي الرافض للتسليح. وآخر تعبير عن «الخط» الفرنسي هو ما قاله الرئيس فرنسوا هولاند على هامش مؤتمر القادة الأوروبيين في بروكسل هذا الأسبوع، وقوامه أنه «طالما الحراك السياسي قائم» في إشارة إلى الخطيب ومحاولات الأخضر الإبراهيمي، المبعوث العربي الدولي، فإن أوروبا لن تسلح المعارضة السورية.

وكشفت الأوساط الفرنسية عن أن نحو نصف أعضاء الاتحاد الأوروبي عارض اقتراح وزير الخارجية البريطاني الداعي لرفع الحظر الأوروبي عن السلاح إلى المعارضة. وتزعمت الدول الإسكندنافية تيار «الرفض». وبما أن إقراره يحتاج إلى إجماع مفقود فقد صرف النظر عنه في الوقت الحاضر.

وقالت المصادر الفرنسية إن الخروج من حال «المراوحة» في الوضع السوري المتأزم لا يمكن أن يتم إلا عبر واحد من العوامل الثلاثة التالية وهي تحول ميداني ذو معنى في مسار المعارك الجارية، حصول حدث كبير غير منتظر مثل انشقاق على رأس الهرم العسكري أو المخابراتي أو عملية اغتيال شبيهة بما حصل في يوليو (تموز) في إشارة إلى اغتيال آصف شوكت، صهر الرئيس الأسد ووزير دفاعه أو تحول جذري في الموقف الروسي من استمرار الأسد على رأس السلطة. وبخصوص النقطة الأخيرة، ترى باريس أن «التشدد الروسي» سببه سعي موسكو «للبقاء داخل اللعبة». ووفق ما تراه المصادر الفرنسية، فإن القبول الروسي بتنحي الأسد معناه عمليا انعدام أي دور لموسكو في لعبة اليوم والغد في سوريا وهو ما لا تريده، خصوصا أن التغييرات التي حصلت في العالم العربي منذ بداية الربيع العربي «تمت على حساب المصالح الروسية».

من جهة ثانية، تعتبر موسكو أن هزيمة الأسد لا يمكن أن ينظر إليها إلا كونها هزيمة لها ولمصالحها. وترى هذه المصادر أن موسكو «لا يمكن أن تتخلى عن الأسد لأن معنى ذلك أنها تتخلى عن مصالحها».