أوباما يتعهد بالدفاع عن اليابان «بمظلة نووية» أميركية

طوكيو تؤكد قدرتها على شن هجوم استباقي ردا على التهديدات الكورية الشمالية

TT

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما التزام بلاده بالدفاع عن اليابان، بما في ذلك من خلال «مظلة نووية» أميركية، بعد التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة، وذلك خلال اتصال هاتفي تم بينه وبين رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما وآبي، الذي سيزور واشنطن قبل نهاية الشهر الحالي «تطرقا إلى التجربة النووية الكورية الشمالية والرد المناسب الذي يمكن أن يقدماه على هذا الانتهاك الاستفزازي للالتزامات الدولية لكوريا الشمالية». وأضاف البيان أن أوباما وآبي «تعهدا أيضا بالعمل بشكل وثيق من أجل إيجاد رد مناسب في مجلس الأمن الدولي». وحسب مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية، فإن شينزو آبي أجرى أيضا محادثات أول من أمس مع رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك.

يشار إلى أن اليابان وكوريا الجنوبية هما أقرب جارين لكوريا الشمالية والأكثر تهديدا من قبل نظام بيونغ يانغ. وقد أثارت التجربة النووية الثالثة التي أجرتها كوريا الشمالية الثلاثاء الماضي موجة من الإدانات قادتها دعوات الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات دولية جديدة ضد بيونغ يانغ. وقالت حكومة بيونغ يانغ إن التفجير الذي جرى في موقع تحت الأرض جاء ردا على «عداء» الولايات المتحدة، وحذرت من أنها يمكن أن تقوم بعمل أقوى. ودان مجلس الأمن الدولي «بقوة» التفجير بعد عقده محادثات طارئة حول أزمة الانتشار النووي الجديدة. وقدرت سيول قوة الانفجار بما بين 6 و7 كيلو طن، مقابل كيلو طن واحد لتجربة عام 2006، وما بين 2 و5 كيلوطن لتجربة عام 2009.

وقال وزير الدفاع الياباني ايتسونوري أونوديرا في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز» أمس إنه يحق لبلاده امتلاك القدرة على شن ضربة وقائية ضد أي هجوم وشيك في ظل البيئة الأمنية المتغيرة، لكنها لا تعتزم القيام بذلك في الوقت الراهن. وقال أونوديرا «عندما تكون هناك نية واضحة لمهاجمة اليابان يصبح الخطر وشيكا، وليست هناك خيارات أخرى، ويسمح لليابان بموجب القانون بشن ضربات على أهداف للعدو». وأضاف أنه «في ظل المناخ السياسي لليابان والدبلوماسية القائمة على السلام التي التزمت بها لم يحن الوقت (لتكوين مثل هذه القدرات)، لكن علينا أن نتابع بحذر البيئة الأمنية المتغيرة في المنطقة».

ويمكن أن يسبب ظهور أي مؤشر على تحرك اليابان في اتجاه تحقيق هذه القدرة في مواجهة البرنامج النووي لكوريا الشمالية قلقا للصين وكوريا الجنوبية اللتين كان لهما رد فعل قوي من قبل على تلميحات بإمكانية لجوء طوكيو إلى هذا القرار. وقال أونوديرا إن اليابان في حاجة إلى تعزيز دفاعها في مجال الصواريخ الباليستية في ظل التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية. وأردف قائلا «لقد تمكنت اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من الرد بشكل جيد على التجربة الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية يوم 12 ديسمبر (كانون الأول)، لكن من المتوقع أن تعزز كوريا الشمالية قدرات متنوعة. علينا أن نحسن نحن أيضا القدرات المقابلة».

لكنه أحجم عن القول إن رفع الحظر الذي تفرضه اليابان على نفسها في ما يتعلق بحق الدفاع عن الوطن أو الانطلاق لمساعدة دولة حليفة تتعرض للهجوم، أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. وتعد ممارسة هذا الحق محظورة بموجب تفسير قديم للدستور الياباني، لكن رئيس الوزراء شينزو آبي أوضح أنه يريد رفع الحظر. وبدأت هيئة من المستشارين بحث القضية. ودعا أونوديرا الصين إلى الانضمام إلى الولايات المتحدة واليابان ودول أخرى في تشديد العقوبات على كوريا الشمالية، مشيرا إلى أن بيونغ يانغ مضت قدما في التجربة في تحد لمطالب بكين بعدم الإقدام على هذه الخطوة. وقال وزير الدفاع «أعتقد أن الصين أكثر الدول قلقا من هذه التطورات. من الآن فصاعدا من الضروري بالنسبة لنا بما في ذلك الصين السعي لاتخاذ خطوات فعالة وإجراءات اقتصادية فعالة» ضد كوريا الشمالية.