أبو مازن يأمل بأن يأتي أوباما بجديد.. وفياض يدعو لاستخلاص العبر من فشل السلام

حسب ما سرب من معلومات فإن الرئيس الأميركي سيستمع للفلسطينيين والإسرائيليين فقط.. ولا توقعات

TT

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أنه يأمل في أن تأتي زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المنطقة في مارس (آذار) القادم بجديد يمكنه كسر الجمود في عملية السلام المتوقفة منذ أكثر من عامين، مؤكدا على مواقفه المعروفة من ضرورة وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى ما قبل اتفاق أوسلو من أجل استئناف المفاوضات. وكرر أبو مازن القول أمام رؤساء البلديات المنتخبين حديثا في اجتماع في رام الله، أن ذهابه إلى الأمم المتحدة ليس بديلا عن المفاوضات وإنما جاء بسبب توقفها وسيساعد على استئنافها.

وجاء حديث أبو مازن قبل أكثر من شهر على زيارة مرتقبة للرئيس أوباما إلى رام الله يلتقي خلالها الرئيس الفلسطيني ضمن جدول يتضمن أيضا زيارة إسرائيل والأردن. ويشير كلام أبو مازن إلى أنه لا يوجد اتفاق مع الإدارة الأميركية حول تفاصيل قد يحملها أوباما.

وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الأميركيين لم يناقشوا مع السلطة أي تفاصيل حول زيارة أوباما أو ماذا سيحمل في جعبته. وثارت توقعات كثيرة حول أسباب الزيارة وما يمكن أن تتمخض عنه، غير أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وضع أمس حدا للتوقعات من وراء هذه الزيارة فيما يخص عملية السلام، بقوله «إن الرئيس غير مستعد، في هذه المرحلة لأن يفعل ما هو أكثر من الاستماع إلى الطرفين». وأضاف كيري في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني ناصر جودة في واشنطن: «الأمر يتعلق بالإصغاء إليهم لمعرفة إن كانوا يعتقدون أن بإمكاننا القيام بأمر ما». وتابع: «سنبدأ بالاستماع لتكوين فكرة أولية عن الإمكانيات المتوافرة ونرى بعد ذلك كيف نصنع خيارات». وأردف «السلام ما زال ممكنا حتى وإن بقي ذلك بعيدا. الجميع يدرك أن الولايات المتحدة هي الكيان الضروري لعملية السلام، ونحن نعرف أن نافذة الفرص قد تنغلق مرة أخرى».

ومن غير المعروف إلى أي حد يمكن أن تدفع زيارة أوباما عملية السلام في مرحلة لاحقة، وسيطرح أبو مازن على رئيس البيت الأبيض مبادرته التي تبنتها الدول العربية ولم تفعلها بعد، وتنص على انطلاق المفاوضات من حيث انتهت مع رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، على أن تستمر 6 شهور فقط، يتوقف خلالها الاستيطان.

غير أن مسؤولين فلسطينيين بينهم رئيس الوزراء سلام فياض يرون أن نجاح أي جهود لتجديد العملية السياسية يتطلب استخلاص العبر من أسباب فشلها وتوفير المقومات الكفيلة لتحقيق الأهداف المتوخاة منها. وقال فياض: «إن أسباب فشل العملية السياسية تتمثل في استمرار إمعان إسرائيل بعدم التقيد بقرارات الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، وإطلاق العنان لمشروعها الاستيطاني وغيرها من الانتهاكات، بما في ذلك نظام التحكم والسيطرة التعسفية واستمرار السيطرة على الموارد الفلسطينية، بما فيها القرصنة على الأموال الفلسطينية وحجزها». وأضاف فياض في كلمة في افتتاح مؤتمر دول شرق آسيا لدعم تنمية دولة فلسطين، في العاصمة اليابانية طوكيو «أن معيار التقدم في الجهود المبذولة لإحياء العملية السياسية يتطلب أن تكون هذه العملية جادة ومتوازنة وقادرة على تحقيق حل الدولتين على حدود 1967. الأمر الذي يستدعي تدخلا دوليا فاعلا ينطلق من معالجة الأسباب التي أدت إلى فشلها، وتمكين مؤسسات دولة فلسطين من الاستمرار في القيام بواجباتها الأساسية في رعاية مصالح أبناء شعبنا وتقديم الخدمات الأساسية لهم».

وكان المؤتمر قد أكد في بيانه الختامي على ضرورة تقديم المجتمع الدولي، بما في ذلك دول آسيا، الدعم لجهود بناء دولة فلسطين باعتبار ذلك خطوة أساسية للتوصل إلى سلام يحقق حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية، كما عبر المؤتمر عن قلقه العميق من الأوضاع الاقتصادية والمالية في فلسطين، التي تعيق استكمال جهود ترسيخ بناء الدولة كما تعيق التوصل إلى سلام على أساس حل الدولتين. وعبروا عن قلقهم تجاه الأوضاع الإنسانية في فلسطين، مؤكدين على أهمية تطوير التعاون لمعالجة ذلك، ودعمهم لأهمية تنفيذ المصالحة الفلسطينية. وشدد المؤتمر على أهمية المشاركة، بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، للإسهام الفاعل في التنمية الاقتصادية ودعم جهود بناء دولة فلسطين.