«الداخلية» البحرينية تكشف عن قنبلة موقوتة استهدفت جسر الملك فهد

مصدر أمني بحريني لـ«الشرق الأوسط»: كانت محاولة انتقام من قوات «درع الجزيرة» في الذكرى الثانية للأحداث

صورة وزعتها أمس وزارة الداخلية البحرينية للقنبلة التي زرعت في جسر الملك فهد («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت وزارة الداخلية البحرينية عن قنبلة موقوتة زرعت في الجانب البحريني من جسر الملك فهد، الذي يربط البحرين بالسعودية، وذلك في منطقة الخدمات بالقرب من المسجد الموجود في تلك المنطقة، حيث يبلغ وزنها نحو كيلوغرامين، وكشفت عن طريق أحد عمال النظافة والذي بدوره أبلغ الجهات الأمنية.

وقال مصدر أمني بحريني تحدث لـ«الشرق الأوسط» إن القنبلة تكونت من مواد شديدة الانفجار، معتبرا الموقع الذي استهدفته والمواد المستخدمة في تركيبها تطورا نوعيا للأعمال الإرهابية، التي تشهدها البحرين على حد وصفه.

وتم وضع القنبلة داخل إناء من الألمنيوم «فريسكو» يستخدم عادة للطبخ السريع للمأكولات الشعبية بمنطقة الخليج، إضافة إلى وضع المسامير وبعض المواد لإحداث أكبر ضرر عند الانفجار.

وبينما لم يتم القبض على من يقف وراء العملية، ربط المصدر الأمني بين تزامن زرع القنبلة والذكرى الثانية للأحداث التي شهدتها البحرين في عام 2011، وذلك كانتقام من قوات «درع الجزيرة»، التي عبرت الجسر للمساهمة في ضبط الأمن في مملكة البحرين بعد تفاقم الأحداث. وقال المصدر الأمني «إن منتمين للخلية خططوا لتفجير القنبلة على الجسر باعتباره المنطقة التي عبرت منها قوات درع الجزيرة إلى البحرين في فترة الاضطرابات التي شهدتها منذ 14 فبراير (شباط) وحتى 16 مارس (آذار)، واعتبار قوات درع الجزيرة الموجودة حاليا في البحرين قوات احتلال سعودية، وجسر الملك فهد رمزا للسيطرة السعودية على البحرين». وأكد المصدر الأمني أن القنبلة لم تكن تشكل خطرا على جسر الملك فهد من حيث حجمها وقدرتها، لكنه قال إن الهدف منها كان إحداث أكبر خسائر في الأرواح وإحداث إرباك في الحركة على الجسر.

ويربط جسر الملك فهد السعودية بالبحرين، وذلك بطول يصل إلى نحو 25 كيلومترا، يتكون من خمسة جسور متصلة بمناطق تم ردمها على هيئة جزر صغيرة تربط أجزاء الجسر. ويتوسط الجسر جزيرة الخدمات التي تضم المرافق الرسمية لعبور المسافرين والمسجد والمطاعم وبرجي المراقبة السعودي والبحريني ومكاتب المؤسسة العامة للجسر، وتم افتتاحه في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 1986.

وبين المصدر الأمني أن القنبلة تأتي في إطار الخلية، والتي كشفت في نوفمبر من عام 2011، والتي كانت تستهدف مناطق حيوية في البحرين بينها جسر الملك فهد والسفارة السعودية في البحرين.

بدوره، صرح اللواء طارق حسن الحسن، رئيس الأمن العام، بأن فريق المتفجرات بوحدة مكافحة الإرهاب تمكن مساء أول من أمس (الخميس) من إبطال مفعول قنبلة تزن نحو كيلوغرامين، وضعت بالقرب من المسجد في منطقة الخدمات بالجانب البحريني لجسر الملك فهد. وأوضح الحسن أن غرفة العمليات الرئيسية، تلقت بلاغا عند الساعة 4 مساء بالتوقيت المحلي للمنامة، يفيد باشتباه عامل نظافة بجسم غريب بالموقع المذكور، وعلى الفور تم إرسال فريق المتفجرات، وبعد المعاينة تبين أن الجسم الغريب عبارة عن قنبلة محلية الصنع، تحتوي على مادة شديدة الانفجار بالإضافة إلى مواد صلبة، حيث قام المختصون بتفكيكها وإبطال مفعولها.

وأشار رئيس الأمن العام إلى أنه تم إخطار النيابة العامة بالواقعة، وأن عمليات البحث والتحري جارية لكشف ملابسات الحادث، مهيبا بكل المواطنين والمقيمين عدم العبث بأي أجسام غريبة والإبلاغ عن أي حالة اشتباه، وذلك على الأرقام المخصصة، وذلك لاتخاذ ما يلزم في هذا الشأن حرصا على سلامتهم.

وكانت السلطات البحرينية قد تسلمت 4 مواطنين بحرينيين في 4 نوفمبر 2011 من السلطات القطرية للاشتباه في قيامهم بالتخطيط لتنفيذ جرائم إرهابية؛ حيث اتخذت السلطات القطرية بشأنهم الإجراءات القانونية من التحفظ على ما تم ضبطه معهم من أدلة ومضبوطات، ونسبت إليهم تهم التخطيط لاستهداف جسر الملك فهد ومبنى وزارة الداخلية والسفارة السعودية لدى البحرين، وتم القبض على 4 آخرين داخل البحرين. كما نشرت أجهزت الأمن البحرينية في مايو (أيار) من عام 2012 قائمة بـ20 مطلوبا أمنيا قيل حينها إن لبعضهم علاقة بما عرف بحرينيا بـ«خلية الجسر».